دقائق قليلة غيَّرت مجرى حياة موسى شعلة، الشاب المصرى الذى هاجر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.. فشجاعة المصريين المعهودة أدخلته أضواء الشهرة بعد أن أنقذ متجراً فى مدينة «تورينتو» من سطو مسلح محقق.
«المصرى اليوم» حاورت «شعلة» بعد أن منحته الحكومة الإيطالية لقب «البطل»، فضلاً عن توفير إقامة شرعية له مكافأةً على شجاعته.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية حدِّثنا عن أوضاع المصريين فى إيطاليا؟
- الشباب المصرى فى روما يعانى كثيراً بسبب عدم حصوله على أوراق رسمية للإقامة، فضلاً عن أنه بعد حادث تفجيرات فرنسا أصبحنا نشعر بالخوف من التورط فى أى قضية لكوننا عرباً ومسلمين.
■ ماذا حدث معك داخل المتجر؟
- توجَّهت إلى المتجر لأشترى بعض المستلزمات الخاصة بى، وهناك فوجئت بسيدة تجلس على خزينة المال تصرخ، وأمامها شخص ملثم يمسك بسكين ويهددها بالقتل إذا لم تفتح الخزينة وتسلمه ما فيها من أموال، وبالفعل أخرجت له المال، وكان يستعد المسلح للهروب، وكان هناك شخص وفتاة فى المتجر، وبمجرد وقوع الحادث هربا من الباب، وكان بإمكانى أن أهرب معهما.
■ لِمَ لَمْ تهرب؟
- لا أعرف، لكن «اللى يشوف الموت فى طريق الهجرة عبر البحر ميخفش من مقاومة المسلحين»، لذلك قررت أن أواجه، كنت أخشى أن أتورط فى الحادث، خاصة أننى مسلم وعربى، وأقيم بطريقة غير شرعية فى إيطاليا، وفى لحظات قررت التحرك من خلف الشخص المسلح، وضربت يده لأسقط السكين وأحكمت السيطرة عليه، وبعدها قلت للسيدة أن تهاتف الشرطة، وحضرت بعد دقائق، وكنت أنا ممسكاً بالمتهم، وسلمته للشرطة، وأخذونى معهم، واعتقدت وقتها أنهم سوف يرحلوننى إلى مصر بسبب هجرتى غير الشرعية.
■ ماذا فعلت معك الشرطة هناك؟
- بعد أن شاهدوا الكاميرات وسمعوا شهادة السيدة فى المتجر فوجئت بقيادات وزارة الداخلية الإيطالية تحضر إلىَّ، وقدموا لى الشكر على ما فعلته، ومديرة الشرطة فى «تورينتو» قالت لى: «هؤلاء هم المصريون، اطلب ما تريد»، فطلبت أن أقيم فى إيطاليا بشكل شرعى، وأن أجد عملاً جيداً، وبعدها منحونى لقب «البطل»، ولم يحصل عليه شخص عربى قبلى، وتوجه معى أحد الضباط إلى الإدارة الخاصة بالإقامات، وساعدنى فى إنهاء أوراق إقامتى الرسمية فى إيطاليا.
■ عرفنا أنك سافرت إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.. حدِّثنا عن تفاصيل رحلتك؟
- كانت أياماً صعبة: «شوفنا الموت بعينينا أكتر من مرة، ومش بيوصل لإيطاليا نص اللى بيموتوا فى البحر»، ولو عادت الأيام مرة ثانية فلن أخوض تلك التجربة، وأنصح كل الشباب بألا يعرّضوا أنفسهم للموت فى البحر.
سافرت عن طريق شخص رتب لنا التجهيزات إلى ليبيا، وهناك بقينا لمدة 5 أيام فى شقة بالقرب من البحر، حتى جاء موعد تحرك السفينة، كنا قرابة 50 شاباً، «كنا فى المركب زى الخرفان»، ونعامل بشكل سيئ من قبل القائمين على عملية الهجرة، إلى أن وصلنا لشاطئ إيطاليا.
وقتها، كان علينا أن نقفز فى البحر ونسبح لمسافة كيلومتر تقريباً لنصل إلى الشاطئ، بعضنا سبح والبعض الآخر ركب زورقاً صغيراً حتى وصل إلى البر، وكان ينتظرنى أحد أصدقائى سافر إلى إيطاليا منذ 4 سنوات، وكنا نتنقل من شقة إلى أخرى، ونعيش مجموعات حتى ندخر الأموال لنرسلها إلى ذوينا فى مصر.
■ هل حصلت على عمل؟
- وفروا لى عقد عمل جيداً.