x

عباس الطرابيلي بيوتنا وقلوبنا.. للأشقاء السوريين عباس الطرابيلي الثلاثاء 26-01-2016 21:08


ما أعلنته الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، عما تقدمه مصر للاجئين لا يعبر - فقط - عن رأى الحكومة.. ولكنه يعبر عن رأى كل المصريين.. بل يؤيدون أكثر مما قالت.

قالت الوزيرة خلال اجتماع البنك الدولى والبنك الإسلامى للتنمية - فى العاصمة الأردنية عمان - إن مصر تحتضن خمسة ملايين لاجئ، وهم يستفيدون من الخدمات التى تقدمها مصر لشعبها.. حتى الخدمات المدعومة.

هنا نقول لمعالى الوزيرة إن هذا حق لمن يلجأ لمصر، رغم كل ما تعانيه من عجز مالى.. وما يعانيه كل المصريين من تقشف وشظف فى العيش.. نعم هذا حق للأشقاء.. الذين يرون أن مصر هى الملجأ الآمن والأمين.. وسط تعسف أوروبى رهيب تجاه هؤلاء اللاجئين، بل قيام مظاهرات فى أوروبا تطلب شدة التعامل مع هؤلاء وتطاردهم على الحدود.. وتضع القيود والعراقيل أمامهم.

ونقول لكل الأشقاء - حتى ولو كانت حكوماتهم لم ترحمهم - نحن معاً.. فى السراء والضراء.. وبالبلدى «معاً.. فى الحلوة والمرة»، هكذا هى مصر، كما كانت فى الماضى.. وكما هى الآن، بل نحن مستعدون أن نقتسم معهم رغيف الخبز، لهم أولاً النصف الأول.. ولأولادنا النصف الآخر.

كانت مصر كذلك منذ مئات السنين.. حتى ومصر ولاية عثمانية فتحت مصر ذراعيها، واستقبلت فى أحضانها كل من لجأ إليها من الشام، سوريا ولبنان، ومن الأرمن الذين طاردت هؤلاء وهؤلاء السلطة العثمانية، ليس فقط أيام بطش الإرهابى العثمانى جمال باشا حاكم الشام.. أو ما فعلته تركيا العثمانية ضد الأرمن حتى فقدت كل أسرة نصف أبنائها على الأقل.. ولم يجد هؤلاء وهؤلاء إلا مصر فلجأوا إليها، فهى الواحة الآمنة التى تفتح قلوبها لكل من يلجأ إليها حتى لو كان ذلك ضد السلطان العثمانى.

بل إن من أول ما فعلته مصر، فى بدايات ثورة 23 يوليو، أن صنعت «قطار الرحمة»، يطوف مدن مصر وقراها ليحمل ما قدمه الشعب للأشقاء فى غزة، ما يحميهم من برد الشتاء ويقيهم الموت.. وحملت هذه القطارات كل شىء إلى الأشقاء فى غزة.. بل فتحت مصر أبوابها لكى ينطلق أبناؤها إلى غزة ليشتروا وينعشوا أسواقها.. بينما كانت مصر تمنع ذلك - عن السفر - أمام المصريين.. تلك هى مصر.. أم الجميع.. تقطع اللقمة عن أولادها وتقدمها لكل من لجأ إليها.

ومن المؤكد أن إيمان الأشقاء بذلك هو الذى شجع أبناء سوريا - بالذات - على اللجوء إليها.. فوجدوا كل رعاية وكل عون وهو ما لم يجدوه فى غيرها، لأن هؤلاء الغير لهم فى سوريا مطامع وأهواء.. وفى مقدمتهم تركيا، جارتهم فى الشمال التى سرقت إقليم الإسكندرونة بكامله، وضمته إلى أراضيها عام 1938، وتطمع فى المزيد من الأراضى السورية، وكذلك أطماع تركيا فى منطقة الموصل العراقية، وبترولها.

ومناسبة هذا الكلام الاجتماع الذى عقد فى عمان بمشاركة 80 دولة، والمؤسسات التمويلية الكبرى لتكوين صندوق جديد لمساعدة الدول التى تعانى من الإرهاب والمشاكل الداخلية وفى مقدمتها: سوريا، وليبيا، وتونس، واليمن.. وربما الصومال.

والأشقاء الذين لجأوا إلينا - فى شدتهم - على ثقة من أن مصر لن تخذلهم، ولذلك فتحت مدارسها لأولادهم، وعياداتها لمرضاهم، وأيضاً فرص العمل لمن يستطيع منهم.. ولا يوجد مصرى واحد يرفض ذلك، أو حتى يتأفف.. لأن كل المصريين يرون فى الأشقاء السوريين أنهم إخوة.. لهم ما لنا.. وعليهم ما علينا، ولاحظوا تقبل - بل ترحيب - كل المصريين للتواجد السورى، وما يقدمونه ليس فقط فى المطاعم الصغيرة والمصانع التى انتعشت بالقوى العاملة منهم.. بل فى كل شىء.

وما يقال عن حسن ضيافة المصريين للأشقاء السوريين فى مدن وقرى الدلتا المصرية.. يقال كذلك عن استقبالهم للإخوة الليبيين فى امتداد الساحل الشمالى من الإسكندرية حتى مرسى مطروح.. فضلاً عن تواجدهم فى قرى الصحراء الغربية، لأن لهم فيها نسباً وإخوة وأقارب.

وقديماً قالوا: الصديق وقت الضيق.. فماذا وهؤلاء أكبر من أصدقاء، هم أشقاء أوفياء: فى الحرب.. وفى السلام.. ووقت الضيق.

■ ■ وهذه هى مصر.. وهذه هى أخلاق كل المصريين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية