توفى يوم الأربعاء الماضى فنان السينما الإيطالى العالمى إيتورى سكولا، الذى ولد 10 مايو عام 1931، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة روما عام 1952، والذى يعتبر من كبار المبدعين فى السينما المعاصرة، وكم كان ماثيو رينتزى، رئيس وزراء إيطاليا، على حق عندما نعى سكولا قائلاً «كان رائعاً وأستاذاً بارعاً فى التعبير عن إيطاليا ومجتمعها وتغيراتها فى القرن العشرين».
مارس سكولا الإخراج وكتابة السيناريو، كما مارس الرسم، واخترت الملصق الذى صممه لمهرجان السينما الأوروبية فى إيطاليا عام 1986 غلافاً لكتابى «إعلام الإخراج السينمائى فى دول الاتحاد الأوروبى»، الذى صدر عن مفوضية الاتحاد فى القاهرة عام 2005، وأفلامه كمخرج 28 فيلماً روائياً طويلاً منذ عام 1964 حتى عام 2013، والروائية القصيرة فيلمان، والتسجيلية 7 أفلام.
وقد عرضت أهم أفلامه فى مسابقات مهرجان «كان» فى السبعينيات حيث شاهدتها فى عروضها العالمية الأولى، مثل «أقذار، أجلاف، وبشعون» الذى فاز بجائزة أحسن إخراج فى مهرجان كان عام 1976، و«يوم خاص» عام 1977 الذى فاز بجائزة «جولدن جلوب» لأحسن فيلم أجنبى، ورشح للأوسكار لنفس الجائزة، ورشح مارشيلو ماسترويانى لأوسكار أحسن ممثل عن دوره فيه، و«الشرفة» عام 1980 الذى فاز بجائزة أحسن سيناريو فى مهرجان كان، و«العائلة» عام 1986 الذى رشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبى، وكان سكولا من ضيوف مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1986 حيث عرض فيلمه «مكرونة» الذى مثل جاك ليمون الدور الأول فيه.
وهناك إجماع اليوم على أن «يوم خاص» من روائع الفن السينمائى فى كل تاريخه، ولا أنسى يوم أن شاهدته فى مهرجان كان فى عرضه العالمى الأول، وقد نشرت عنه فى اليوم التالى فى «الجمهورية» عدد 26 مايو عام 1977: «يقدم سكولا فى (يوم خاص) أحسن أفلامه وأكثرها نضجاً وتكاملاً، وأحد أحسن الأفلام التى عبرت عن الفاشية فى إيطاليا وفى عالمنا المعاصر».
وكان «يوم خاص» الذى صوره مدير التصوير الكبير باسكوالينو دى سانتيس أول فيلم يصور على نيجاتيف ألوان وتطبع نسخة أبيض وأسود فى معالجة كيميائية مبتكرة من تكنكلور عرفت باسم Enr Process مع استخدام فلتر خاص أثناء التصوير، وكان الجميع فى دهشة بعد العرض واختلفوا هل الفيلم مصور بالألوان أم بالأبيض والأسود، ولم يكن المقصود الدمج بين اللقطات الوثائقية فى الفيلم واللقطات الروائية طوال مدة عرضه، وإنما أيضاً الإيحاء بأن كل الأحداث تدور فى الضباب تعبيراً عن ذلك اليوم الذى قام فيه هتلر بزيارة إيطاليا عام 1938.
وايتورى سكولا أحد ثلاثة من كبار مخرجى السينما العالمية الذين دافعوا عن حقوق الشعب الفلسطينى فى أفلام، وليس بالتصريحات فقط، مع الفرنسى جودار والأمريكى أوليفر ستون، وفيلم سكولا الفلسطينى تسجيلى بعنوان «رسائل من فلسطين» عام 2003، والمرة الوحيدة التى التقيت فيها سكولا كانت فى مهرجان أفلام وبرامج فلسطين الذى كان ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية فى بغداد، وذلك فى دورته الثالثة عام 1978، وكان من بين الحضور أيضاً نجمة السينما العالمية البريطانية فانيسا ريدجرين، والتى أنتجت أكثر من فيلم تدافع فيه عن حقوق الشعب الفلسطينى.