مجرد دعوة بين الشباب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى مظاهرة كبرى أمام مقر وزارة الداخلية، تحت شعار «فعلتها تونس»، بدأتها صفحة «خالد سعيد»، أشعلت من خلالها ثورة 25 يناير 2011، لكن مواقف القوى السياسية كانت متباينة بين الدعوة للتظاهر في البداية، والالتحاق في المنتصف، والغياب التام.
«المصري اليوم» تعيد التذكير بمواقف القوى الحركات السياسية والحزبية،بعد «#خمس_سنين_ثورة»، في التقرير التالي.
من بين الحركات الشبابية، التي أيدت الثورة، ودعت المصريين للمشاركة، منذ البداية كانت حركة شباب 6 أبريل، التي وجهت الدعوة إلى الشباب من مختلف التيارات السياسية وجميع أطياف الشعب المصرى للتعبير عن رفضهم ما سموه بعض الممارسات التي تنتهجها وزارة الداخلية في تعاملها مع المواطنين، حسب بيان الدعوة.
في السياق نفسه، وزع نشطاء الجبهة الحرة للتغيير السلمي، قبل 3 أيام من 25 يناير، نحو ٣ آلاف دعوة في مناطق الشرابية والوايلى وباب الشعرية للمشاركة فيما سموه الانتفاضة الشعبية يوم ٢٥ يناير بالتزامن مع عيد الشرطة، ودعا المنشور المواطنين إلى التحرك من أجل التحرر من النظام.
ودعت حركة كفاية إلى التخلى عن سلالم نقابة الصحفيين والعمل في الشارع، وقال عبدالحليم قنديل، المنسق العام السابق لحركة «كفاية» وقتها،: «أتمنى أن يصل عدد المتظاهرين إلى ١٠ آلاف ويستمروا لمدة أسبوع واحد في القاهرة لتغيير النظام».
وأيد حزبا الوفد والغد، المشاركة في مظاهرات 25 يناير، إذ أعلن، آنذاك، أيمن نور، مؤسس حزب الغد، أن الحزب سيشارك بمظاهرات ستنطلق في العاشرة صباحاً من أماكن يصعب على رجال الشرطة احتواؤها، بينما أكد شباب حزب الوفد موافقة السيد البدوى، رئيس الحزب، على مشاركتهم في هذه المظاهرة بصفاتهم الشخصية.
وكان الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير، أول الشخصيات العامة التي أعلنت عن دعمها المظاهرات، إذ قال «البرادعى»، في رسالة بثها على حسابه على موقع «تويتر» قبل يوم واحد من 25 يناير 2011: «أؤيد بقوة دعوة الشعب للتظاهر السلمى الحاشد ضد القمع والفساد».
وأعلنت الجمعية الوطنية للتغيير، المشاركة في الوقفات مع أعضاء البرلمان الشعبى، وقال السيد الغضبان، المتحدث الإعلامى باسم الجمعية، لـ«المصرى اليوم»، إن المكتب التنفيذى اتفق على أن تكون المشاركة رمزية لقيادات الجمعية أمام دار القضاء العالى .
كما أعلن الدكتور محمد البلتاجى، الأمين العام السابق للكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين، مشاركة «الجماعة» في مظاهرات ٢٥ يناير، من خلال الجمعية الوطنية للتغيير، أمام دار القضاء العالى مع أعضاء البرلمان الشعبى.
وفي الوقت الذي لم تشهد الدعوات أي استجابة من التيار السلفي، كانت جماعة الإخوان مرتبكة بشأن النزول في المظاهرات، بل إنها طالبت شبابها بعدم النزول، حتى تقرر الجماعة موقفها، ولكن في 28 يناير وهو اليوم الذي عرف إعلاميا بـ«جمعة الغضب» بدأت الجماعة مشاركتها الرسمية في الثورة منذ ذاك اليوم.