فى انفراد حقيقى ومهم.. كشف ميجيل ديلانى، الصحفى الرياضى بجريدة الإندبندنت البريطانية، عن رسالة من ست صفحات أرسلها المدرب الشهير جوزيه مورينيو إلى إدارة نادى مانشستر يونايتد يطلب فيها إتاحة الفرصة له لقيادة النادى العريق والكبير.. واستعرض ميجيل ديلانى كل الذى قاله مورينيو فى تلك الرسالة.. وعوده التى قدمها لإدارة مانشستر يونايتد بأنه سيتغير شخصيا وفنيا.. سيصبح أقل حدة وانفعالا وأكثر هدوءا والتزاما واحتراما لكل قانون ونظام.. وسيعتمد فى الملعب بشكل أكثر على المواهب الشابة التى يملكها مانشستر يونايتد حاليا وسيطور أداءه التدريبى ليصبح أكثر ميلا للهجوم.. وقد اختار مورينيو التوقيت المناسب لهذه الرسالة وبالتحديد بعد هزيمة مانشستر يونايتد فى ملعبه أولد ترافورد أمام ساوث هامبتون فى الأسبوع الثالث والعشرين من الدورى الإنجليزى..
وبهذه الخسارة لم يعد يطمح مانشستر يونايتد فى المنافسة على اللقب لكنه بقى فقط يأمل فى المركز الرابع ليضمن اللعب فى دورى أبطال أوروبا.. وأدرك مورينيو أن مسؤولى مانشستر يونايتد لن يصبروا كثيرا على مدربهم الهولندى الكبير فان جال ولهذا قرر المبادرة بطرح نفسه كبديل له دون أن ينسى التأكيد على عمق احترامه للهولندى العجوز الذى كان مورينيو مساعدا له فى برشلونة حتى عام 2000.. ونقل الوكيل الكروى الأشهر فى العالم جورج منديز رسالة مورينيو لمانشستر يونايتد.. ويأمل مورينيو فى الفوز بهذه الوظيفة ليس فقط ردا لاعتباره بعد إقالته من قيادة تشيلسى بعد سوء النتائج وتدهور المستوى.. وإنما لأنه كان يريد قيادة المانشستر يونايتد بعد رحيل مدربه الأسطورى السير أليكس فيرجسون.. لكن مسؤولى النادى وقتها لم يرحبوا به رفضا لأسلوبه الكروى وأسلوبه الشخصى الذى وجدوا أنه لا يليق بحجم ومكانة وتقاليد ناديهم. وما يعنينى هنا أن هذا الانفراد لجريدة الإندبندنت نال احترام باقى الصحف والمواقع والشاشات البريطانية.. وتحدث عنه الجميع دون إغفال أو تجاهل لاسم الإندبندنت ودون أى سخرية أو تشكيك فى صحة الرسالة ومحتواها.. أيضا لم يسخر أى أحد من مورينيو باعتباره طالب الوظيفة وليس المطلوب لها.. كلهم هناك رأوا ذلك أمرا طبيعيا ومشروعا أيضا، حيث لا عيب أو فضيحة أن يعلن أى إنسان بوضوح عن رغباته وطموحاته وأن يسعى وراء تحقيقها أيضا.. أما عندنا فكلهم لا يريدون شيئا.. لا أحد منهم يمارس أى عمل فى أى اتحاد أو ناد إلا مضطرا وللمصلحة العامة واستجابة للضغوط والمناشدات.. وهذا أحد الفوارق الأساسية بين مجتمع مسكون بالوضوح والصدق والاحترام وآخر عششت فيه الفوضى واحترف الكذب والخداع والتحايل.. وما قام به مورينيو أو أعلنه عن سعيه الجاد لقيادة مانشستر هو نفسه ما يقوم به الإنجليز والأوروبيون والأمريكيون فى السياسة وأى مجال آخر، حيث ليس من العار أو الجرم أن يعلن أى أحد رغبته فى الوصول إلى الحكم أو مقعد الوزارة أو البرلمان.. لكن عندنا لا أحد يجرؤ على ذلك وإلا انغرست عشرات السكاكين فى ظهره وقلبه وتم اغتياله فى وضح النهار دون أى تحقيق أو محاكمة.