كشف العميد جمال محمود عبدالعال، مفتش مباحث بالإدارة العامة للمباحث الجنائية، عن تفاصيل جديدة فى قضية بيع الأطفال، واستمعت النيابة لأقواله فى التحقيقات.
قال العميد جمال محمود عبدالعال إنه بدأ فى إجراء التحريات منذ وصول قرار النيابة له فى 27 ديسمبر 2008، وبصفته الوظيفية أشرف على أعمال البحث الجنائى بمنطقة غرب القاهرة، ومن بينها قسم شرطة قصر النيل، وتم إجراء التحريات وجمع المعلومات بالاشتراك والتنسيق مع الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى هذا الموضوع.
وأضاف: قمت بأعمال التحرى وجمع المعلومات على النحو المعتاد فى جميع القضايا بالتنسيق مع المقدم حاتم البيبانى والإدارة العامة لمباحث القاهرة من خلال جمع جميع المعلومات المتاحة عن الواقعة والاستعلام من مصلحة الجوازات عن المتهمين وتحركاتهم.
وتابع مفتش المباحث: استعلامات مصلحة الجوازات أشارت إلى أن بعض المتهمين غادروا البلاد وتأكد لنا صحتها فى ضوء رد الجوازات، وكذا الرجوع إلى وزارة التضامن الاجتماعى للاستعلام عن لائحة النظام الأساسى ووثيقة تأسيس «بيت طوبيا» للخدمات الاجتماعية وأسماء مجلس الإدارة، وتمكنا من الحصول على صورة من لائحة النظام الأساسى للبيت وتأسيسه وأسمائهم وموضح بها نشاط الجمعية.
وسألت النيابة: ما هو مضمون ما انتهيت إليه من تحريات بشأن الواقعة محل التحقيق؟ فأجاب: فى ضوء ما سبق وما أقر به المتهمون فى اعترافات فى محاضر الشرطة عند سؤالهم، تأكد لى بالنسبة لما تبلغ به من السفارة الأمريكية بشأن تقدم السيدة إيريس نبيل عبدالمسيح إلى السفارة بطلب الحصول لنجليها فيكتوريا وألكسندر على تأشيرة دخول لأمريكا لكونها زوجة لويس كونستنتين ـ أمريكى الجنسية ـ وقدمت المستندات الموجودة بالأوراق.
ولكون زوجها أمريكياً طلب منها المسؤولون بالسفارة إحضار إخطار الولادة الخاص بالطفلين، خصوصاً أنها حضرت للبلاد بتاريخ 27 أكتوبر 2008 قبل الولادة الثابتة بالأوراق فى 31 أكتوبر 2008 أى 4 أيام فقط، مما أدى إلى شك المسؤولين بالسفارة الأمريكية وتم الاتصال بالطبيب للتأكد من قيامه بإجراء عملية الولادة، فنفى ذلك وأقر لهم شفاهية عبر التليفزيون أنه حرر إخطار الولادة للطفلين فقط، ولم يجر عملية التوليد فعلياً على إثر ذلك قام المسؤولون بالسفارة بالإبلاغ وبسؤالها اعترفت بأن الطفلين ليسا نجليها.
وسألت النيابة المفتش: ما هى طبيعة العلاقة بين المتهمة «مريم» والمتهمين جورج سعد وجميل خليل، وفقاً لما انتهت إليه تحرياتك؟
فأجاب: تحرياتى أكدت وجود علاقة سابقة بين المتهمة مريم، مشرفة بيت طوبيا، والطبيب جورج سعد الذى سبق له إجراء جراحة لها بالمستشفى القبطى محل عمله، حيث أكدت التحريات أنهما اتفقا على إحضار الدكتور جورج سعد طفلاً وطفلة مقابل مبلغ نقدى لحاجة المتهمة مريم لهما فى عملية تبنى وذلك من خلال إجرائه عمليات الولادة للسيدات اللاتى يحملن سفاحا، حيث قام المتهم جورج بتسليم مريم مشرفة بيت طوبيا الطفلة الأنثى، وبعد حوالى 10 أيام سلمها الطفل الذكر بعد إجرائه عمليات توليد لاثنتين من النساء ولم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصية السيدتين، وتوصلت التحريات أيضاً إلى قيام المتهمة مريم بإيواء الطفلين بدار طوبيا للخدمات الاجتماعية محل عملها.
وبالاتصال هاتفياً بالمتهمة إيريس تنفيذاً للاتفاق السابق بينهما، حيث استمرت المتهمة مريم فى إيواء الطفلين لحين وصول إيريس إلى البلاد، هذا وقد أكدت التحريات أن المتهمين مريم وجميل خليل وجورج سعد يشكلون جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، حيث تستغل المتهمة مريم عملها كمشرفة بدار طوبيا ويستغل المتهم جميل جاد عمله كأمين صندوق بالدار وكذلك المتهم جورج سعد الذى يستغل عمله كطبيب ويقوم الثلاثة بالاتجار فى الأطفال حديثى الولادة مستغلين حاجة الأسر التى لا يمكنها الإنجاب بغرض الحصول على منافع مادية وربح مالى من وراء تلك التجارة غير المشروعة والمحرمة دولياً، حيث أكدت التحريات قيام كل من المتهمة مريم بالاشتراك مع جميل فى استغلال مكان عملهما بدار طوبيا فى هذا النشاط الإجرامى.
سألت النيابة مفتش المباحث: وما هو مضمون التحريات التى توصلت إليها بشأن بلاغ السفارة الأمريكية يوم 15 ديسمبر 2008 فى حالتين أخريين؟
قال: أما عن البلاغ الخاص بالطفلين «ماركو» و«مريم» فقد أسفرت التحريات بشأن واقعة الطفل الأول أن المدعو مدحت متياس تزوج من أمريكية الجنسية تدعى «سوزان» أثناء تواجده فى أمريكا وعقب ذلك فى غضون عام 2003 حضر للمعيشة فى مصر، ونظراً لعدم قدرتهما على الإنجاب ورغبتهما الشديدة فى التبنى تترددا على بعض دور الرعاية الاجتماعية المسيحية فى محاولة منهما للعثور على طفل حديث الولادة وتبنيه، حتى تمكنا من العثور عليه بإحدى دور الرعاية المسيحية بمنطقة مصر الجديدة، ولم تتوصل التحريات إلى تحديدها.
وعقب ذلك تمكن الزوجان من استخراج شهادة ميلاد بعد استخراج إخطار ولادة من مستشفى الأندلس التخصصى بمعرفة الطبيب جورج سعد بتاريخ 9 مارس 2008 وتقدما بتلك المستندات للسفارة الأمريكية بالقاهرة لاستخراج جواز سفر للطفل.
أما الحالة الثانية التى شملها بلاغ السفارة الأمريكية فى 15 ديسمبر 2008 فكانت بشأن تقدم كل من عاطف رشدى وزوجته جوزفين للحصول على جواز سفر أمريكى لابنتهما مريم بتاريخ ميلاد 5 سبتمبر 2008، وقدما إخطار ولادة للسفارة الأمريكية منسوباً صدوره للطبيب أشرف حسن مصطفى، ثابتاً به أنه قام بتوليدها وأن المولودة أنثى كما تقدما للسفارة بصورة شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة روض الفرج بذات البيانات.
ونظرًا لتكرار اسم الطبيب القائم بالتوليد أشرف حسن، وما تبين لهما من خلال الواقعة الأولى التى أقر فيها لمسؤولى السفارة عن عدم قيامه بتوليد السيدة إيريس، شك مسؤولو السفارة فى صحة المستندات المقدمة من عاطف وزوجته وباستكمال التحريات بحثًا عن الزوج والزوجة المذكورين تبين مغادرتهما البلاد حيث أمكن التوصل إلى أن طفلتهما موجودة طرف قريبة لهما، أقرت بوجود الطفلة على سبيل الرعاية، لحين عودة جوزفين وزوجها من الخارج.
وقالت إنها كانت تحتفظ بالطفلة فى مدينة 15 مايو وسلمتها، وأسفرت التحريات فى هذا الشأن عن مغادرة المتهم عاطف رشدى البلاد بتاريخ 23 أغسطس 2007، إلى فرنسا عبر ميناء القاهرة الجوى، ولم يستدل على عودته، كما تبين مغادرة زوجته البلاد بتاريخ 22 سبتمبر 2008 إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى، وتأكد ذلك بالرجوع إلى مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وإدارة المراقبة والتسجيل.
ووجهت له النيابة سؤالاً حول سبب عدم توصل التحريات إلى دار الرعاية الاجتماعية بمنطقة مصر الجديدة.
فأجاب: لم تتوصل التحريات بشكل جازم إلى تحديد دار الرعاية الاجتماعية التى تم من خلالها تبنى الطفل «ماركو» بشكل غير مشروع نظرًا لتعدد دور الرعاية وعدم تحديد المتهم أى عناوين أو بيانات بالأوراق تمكننا من الوصول إلى تلك الدار وتحديدها على وجه القطع.
وبسؤاله: هل توصلت التحريات إلى كيفية تبنى المتهمين «عاطف» وزوجته «جوزفين» للطفلة «مريم» وكيفية الحصول عليها؟
قال: لا لم تتوصل التحريات إلى المكان الذى تم الحصول منه على الطفلة مريم، ولا كيفية إعداد وتجهيز الأوراق الخاصة بها، وكل ما توصلت إليه التحريات فى هذا الشأن أنه تم تقديم الأوراق للسفارة الأمريكية للحصول على جواز سفر للطفلة «مريم» بدعوى أنها ابنتها وقدما مستندات عبارة عن إخطار ولادة محرر بمعرفة الطبيب أشرف حسن، يفيد قيامه بتوليدها بمسكنها بروض الفرج، وأن المتهمين تركا الطفلة «مريم» عند ابنة شقيقة الزوجة، وقالت ابنة الشقيقة إنهم اشتروا الطفلة من دير راهبات بمنطقة عزبة النخل وأنهم دفعوا لإحدى الراهبات بالدير مبلغ 10 آلاف جنيه، إلا أن التحريات لم تتوصل إلى تأكيد صحة ما ذكرته المذكورة بمحضر الشرطة المؤرخ فى 16 ديسمبر 2008.
س: وما الذى توصلت إليه تحريات المباحث بشأن بلاغ السفارة الأمريكية فى 3 ديسمبر 2008 بشـأن تشكك مسؤولى السفارة عن حالتين أخريين تقدمتا للسفارة للحصول على جوازات سفر أمريكية
ج: تخلص ظروف الواقعة الثالثة فيما أبلغ به موظف السفارة تليفونياً والإبلاغ عن سابقة تقدم حالتين بطلبات لاستخراج جوازات سفر أمريكية لأطفالهما بمستندات اشتبه فى تزويرها من قبل مسؤولى السفارة، منها الحالة الأولى وهى عبارة عن سابقة تقدم المدعو نادى عياد جورجى وزوجته سوزان فوزى عبده، للحصول على جواز سفر لنجلهما مينا مواليد 25 مايو 2002 بناء على إخطار ولادة منسوب صدوره لطبيب يدعى يوسف وهيب مسيحة، وشهادة ميلاد للطفل صادرة من مكتب صحة المنيا ثانى، وفى هذا الشأن.
أشارت التحريات إلى أن المذكور وزوجته كانا يقيمان بمدينة المنيا وتعرضت زوجته أثناء ولادتها إلى خطأ مهنى من طبيب أدى إلى عدم قدرتها على الإنجاب، وسافرا إلى أمريكا فى محاولة للإنجاب عن طريق الأنابيب وفشلا فعادا إلى مصر ولرغبتهما الملحة فى طفل أو طفلة، بدآ البحث عن ذلك عن طريق التبنى، وتمكنا من خلال الطبيب يوسف وهيب مسيحة من العثور على طفل، حيث حرر لهما إخطاراً بالولادة وبمقتضاه استخرج شهادة ميلاد وجواز سفر للطفل من قسم جوازات المنيا، وتقدم بالطلب للسفارة للحصول على تأشيرة له لأمريكا أو جواز سفر أمريكى ولم يستمرا فى الإجراءات.
أما بشأن الحالة الثانية، بشأن تقدم ماجد فتحى وزوجته أولجا كمال، بطلب للحصول على جواز سفر لطفلتهما مريم بناء على شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة الجمالية، تفيد بأنها نجلتهما بناءً على إخطار ولادة من الطبيب يوسف وهيب مسيحة يتضمن أن المولود أنثى وأن المذكورين والداها.
وقد أشارت التحريات فى هذا الشأن إلى عدم صحة الأوراق وعدم نسب المذكورة لهما، وأنهما غادرا البلاد حيث قمت بالاستعلام هاتفياً من مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وتبين أن ماجد فتحى غادر البلاد بتاريخ 22 مارس 96 إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى ولم يستدل له على عودة وأن زوجته غادرت البلاد فى 30 سبتمبر 2008 إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى، ولم تتوصل التحريات حتى تاريخه إلى مكان مريم ماجد فتحى، وسيتم الرجوع فى هذا الشأن لمصلحة الجوازات للوقوف على ما إذا كان قد تم تسفيرها للخارج من عدمه.
س: هل توصلت التحريات إلى مكان تواجد يوسف وهيب مسيحة، الطبيب المنسوب إليه إخطارات الولادة الخاصة بالحالتين المبلغ عنهما فى محضر الشرطة بتاريخ 23 ديسمبر 2008؟
ج: تبين عدم تواجد الطبيب بالعيادة الخاصة به بمنطقة الجمالية، وجار البحث عنه ولم يتم ضبطه حتى تاريخه.
س: وهل توصلت التحريات إلى تحديد هوية السيدتين اللتين قام الطبيب جورج سعد بتوليدهما وتسليم الطفلين محل الولادة للمتهمة مريم راغب مشرقى؟
ج: لا لم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصية السيدتين اللتين قام الدكتور جورج بتوليدهما سفاحاً، وأنه قام بتسليم الطفلة أولاً للمتهمة مريم ثم بعد عشرة أيام تقريباً قام بتسليم الطفل بعد قيامه بإجراء عمليات توليد لاثنتين من النساء لم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصيتهما، وقد أشارت التحريات إلى أنه يتردد عنه أنه يستغل النساء الحاملات سفاحاً ويولدهن.