كان (كاليجولا ) ثالث امبراطور روماني وقد أشتهر بكونه أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه وساديته وله صلة قرابةمن ناحية الام للامبراطور الأشهر نيرون الذي احرق روما واسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) وتولي حكم روما منذ مارس 37م إلى يناير 41 م.
وقد ولد كاليجولا في (انتيوم) في 31 أغسطس 12 م وتربي ونشا في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكرإعدادا له للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم «كاليجولا» وهو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره.
ولم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة المجسمة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله لدرجة اوصلته إلى القيام بافعال لا يعقلها بشر وكان يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في الهيكل في مدينة أورشليم ليستفز مشاعر اليهود هناك وقام بنقل بعض الآثارالفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث.
كما تملكته فكرة أنه إله على الأرض وملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له كما أنه فرض السرقة العلنية في روما وبالطبع كانت مقصورةعليه فقط إذ اجبر كل اشراف روماوافراد الامبراطورية الاثرياء على حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بان تؤول أملاكهم إلى خزانة روما بعد وفاتهم والتي هي خزائن «كاليجولا».
وقد أبدع الكاتب الفرنسي (البيركامو) في وصفه في مسرحيته (كاليجولا)، وقد أخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم ومما عاظم جنونه وبطشه أن الشعب كان خائفا منه وكذلك كان رجاله رغم أنهم كان بإمكانهم أن يجتمعوا ويقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه وظل رجاله يؤيدونه في جبروته وازداد جنونه حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة والتي أودت بحياته إذ دخل مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده «تانتوس» ولما أبدى أحد الاعضاء اعتراضه على هذا السلوك قال له كاليجولا «أنا لا أدري لما أبدي العضوالمحترم ملاحظةعلي دخول جوادي المحترم رغم أنه أكثر أهمية من العضو المحترم فيكفي أنه يحملني»! وطبعا كعادة الحاشية هتفوا له وأيدوا ما يقول فزاد في جنونه وأصدرقرارا بتعيين جواده عضوا بمجلس الشيوخ وهلل الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبيرعن النفاق البشري.
وانطلق كاليجولا في عبثه للنهاية فأعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا بمجلس الشيوخ وكان لابد على أعضاء المجلس حضورالحفل بالملابس الرسميةويوم الحفل فوجئ الحاضرون لأن المأدبةلم يكن بها سوي التبن والشعيرفلما اندهشوا قال لهم كاليجولا أنه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه وهكذا أذعن الحضورجميعا لرغبة الطاغية وأكلوا التبن والشعير! إلا واحدا كان يدعي«براكوس» رفض فغضب عليه كاليجولا وقال «من أنت كي ترفض أن تاكل مما ياكل جوادي وأصدر قرارا بتنحيته وتعيين حصانه بدلا منه» وبالطبع هلل الحاضرون وأعلنوا تاييدهم لذلك الجنون، إلا أن «براكوس» ثار وصرخ في كاليجولا والأعضاء وأعلن الثار لشرفه وصاح في أعضاء مجلس الشيوخ: «إلى متي يا أشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا» وقذف حذاءه في وجه حصان كاليجولا وصرخ «يا أشراف روما إفعلوا مثلي استردواشرفكم المهان».
فاستحالت المعركة بالأطباق وكل شيء وتجمع الأعضاء وأعوان كاليجولا عليه حتى قضوا عليه وقتلوا حصانه أيضا «زي النهارده» في 24 يناير 41 م وهناك رواية أخرى عن مقتله تقول أن نيرون سخرمن أحد حراسه بتشبيه صوته بصوت المرأة واغتصب زوجة حارس آخر وذات يوم كان كاليجولا يسير في أحد الممرات المظلمه التي اعتاد أن يسير فيها وحيدا فأبصر وكان الحارسين في انتظاره في نهاية الممر وقتلاه.