x

«داعش» يُعيد الاحتلال الغربى إلى المنطقة العربية

السبت 23-01-2016 23:27 | كتب: محمد البحيري, وكالات |
تصوير : آخرون

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحركات عسكرية مكثفة، تشير إلى ما يُشبه إعادة احتلال مناطق بعينها، ولا سيما فى سوريا والعراق وليبيا، الأمر الذى أثار تساؤل البعض حول ما إذا كان ذلك تحديدا هو الهدف الرئيسى من محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى، أم بدافع جديد هو إعادة ترسيم المنطقة وفق رؤية الدول الغربية.

وأشارت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إلى وصول قوات عسكرية أمريكية وبريطانية وروسية إلى مدينة طبرق الليبية، بدعوى دعم الحكومة الجديدة، حسب الصحيفة، التى توقعت وصول قوات فرنسية أيضا. وبلغ عدد هذه القوات حتى الآن، حسب الصحيفة، عشرات الجنود والضباط، الذين وصلوا إلى قاعدة جمال عبدالناصر العسكرية جنوب طبرق، والتى يعقد فيها البرلمان جلساته، فيما هبطت مجموعة أمريكية صغيرة فى غرب طرابلس.

وأفاد شهود عيان بأن الجنود الذين وصلوا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بلغوا نحو 500، فيما أوضح مسؤول عسكرى ليبى، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عدد الذين وصلوا لا يتعدى بضع عشرات، مضيفاً أنهم جاءوا فى مهام استطلاعية، لتقديم استشارات للجيش الوطنى.

من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، إن هناك حاجة للقيام بتحرك عسكرى عاجل وحاسم، لوقف انتشار تنظيم «داعش» فى ليبيا، محذرا من أن التنظيم يريد أن يستخدم ليبيا كقاعدة إقليمية.

وأضاف دانفورد: «لابد من تحرك عسكرى حاسم للتصدى لتوسع (داعش)، وفى الوقت ذاته، نريد أن نقوم بذلك بطريقة تدعم عملية سياسية طويلة المدى».

وكشف عن أن حديثه يجرى عن وجود قوات عسكرية برية أجنبية فى ليبيا لفترة طويلة، كما يبدو من تأكيده أن «استعداد الليبيين لوجود قوات عسكرية أجنبية بينهم هناك، لمهاجمة (داعش)، سيكون مهما أيضا فى المداولات بشأن التحرك إلى الأمام».

وتابع دانفورد، بعد محادثات مع نظيره الفرنسى- حيث لباريس دور نشط فى مناطق من أفريقيا فى قتال المتطرفين الإسلاميين: «أعتقد أن من الواضح جدا بالنسبة لنا جميعا، سواء فرنسيين أو أمريكيين، أن أى شىء نفعله سيكون بالتعاون مع الحكومة الجديدة.. تصوُّرى أننا نحتاج لبذل المزيد».

واستطرد أنه يريد التحرك بسرعة، لكنه اعترف بأنه عندما يتعلق الأمر بليبيا فإن «بسرعة تعنى أسابيع وليس ساعات».

ورغم صدور العديد من التصريحات الليبية، التى تتراوح بين الرفض ونفى وجود القوات الأجنبية على الأراضى الليبية، فإن البعض الآخر قال إن كل مصدر يتحدث عن الأرض التى يسيطر عليها، بينما لا يملك الحكم أو التحكم فى المناطق الخارجة عن سيطرته، وهو ما يعنى وجود القوات الأجنبية بالفعل هناك.

وكانت عدة تقارير قد تحدثت عن رفض مصر الصارم أى وجود أجنبى فى ليبيا، التى تُعد بمثابة ركن أساسى فى منظومة الأمن القومى المصرى.

فيما سبقت تلك التطورات تصريحات منسوبة لمسؤولين بريطانيين بأن لندن سترسل مع ألمانيا وإيطاليا وفرنسا 6 آلاف جندى إلى ليبيا، لتدريب الجيش الوطنى الليبى، بعد إعلان تشكيل الحكومة الموحدة.

وعلى صعيد سوريا والعراق، توالت تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين بضرورة نشر قوات برية على الأرض لمحاربة «داعش»، وهو ما تمخض عن اجتماع 6 من وزراء الدول الكبرى فى التحالف الدولى ضد «داعش» فى باريس مؤخرا، والتى ركزت على ضرورة نشر قوات برية عربية فى البلدين، وعزز تلك التصريحات تأكيد وزير الدفاع الأمريكى، آشتون كارتر، أمس الأول، بأن التحالف الذى تقوده بلاده لمحاربة «داعش» سيستعين «بقوات برية» فى العراق وسوريا، لاستعادة مدينتى الموصل والرقة. وقال كارتر إنه سيتم إرسال المزيد من القوات البرية، بدعوى «دعم القوات الموجودة هناك».

وأضاف: «فيما يتعلق بالتدخل البرى، هناك الكثير للحديث عنه، فلدينا 3500 عنصر على الأرض فى العراق ذهبوا، الأسبوع الماضى، إلى فورت كامبل، المقر الرئيسى للفرقة 101 المحمولة جوا، هؤلاء سيكونون الوحدة الثانية التى ستذهب إلى العراق، الفرقة بأكملها».

وفى إطار الصراع الأمريكى- الروسى المحموم على فرض التواجد فى سوريا والعراق، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تعكف على توسيع مدرج طائرات مهجور فى بلدة الرميلان بمحافظة الحسكة، شمال شرقى سوريا، الخاضعة لسيطرة الأكراد.

وذكرت الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» أنها اطلعت على صور من مركز «ستراتفور» للتحليلات الأمنية، وأن المدرج، القريب من بلدة رميلان، يجرى مدّه من 700 متر إلى 1.3 كيلومتر، ما يكفى لهبوط طائرة من طراز «هيركوليز». وحسب مركز ستراتفور، ثارت خلال الأسابيع القليلة الماضية شائعات تفيد بوجود نشاط عسكرى أمريكى فى المنطقة.

وبشأن التواجد الروسى، وبجانب القاعدة العسكرية الروسية فى حميميم باللاذقية، عزَّزت موسكو تواجدها العسكرى فى سوريا، مع تقارير أفادت بأنها تسعى لبناء مطارين عسكريين أحدهما فى حلب والآخر فى القامشلى قرب الحدود التركية، وهو ما حذرت منه أنقرة.

وفى سبتمبر 2015، بدأت روسيا غاراتها الجوية، بمعزل عن التحالف الدولى، بناء على طلب من حكومة الرئيس السورى بشار الأسد.

وتبع ذلك وجود عسكرى روسى مكثف، بلغ مداه بالتوقيع على اتفاقية بين موسكو ودمشق تضمن «وجودا مفتوحا» للجيش الروسى هناك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية