عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماعاً فى غاية الأهمية. اجتماع طويل امتدّ لساعات. فالأمر يتعلق بمستقبل مصر. ضم الاجتماع عددًا من المخترعين والمبتكرين على مستوى العالم. بيل جيتس، مؤسس مايكروسوفت. الشاب مارك زوكربيرج، مؤسس فيس بوك. بريان أكتون، مؤسس واتس آب. لارى بيج، مؤسس شركة جوجل العالمية. محمد يونس، مؤسس بنك الفقراء فى بنجلاديش. مهاتير محمد، صاحب الفضل فى نهضة ماليزيا.
كان الرئيس يُنصت إليهم باهتمام بالغ. يمسك بورقة وقلم. يدوّن بعض الملاحظات. الاجتماع كان شيقاً مثيراً للغاية. كل شخص منهم يحكى عن تجربته. عن خبرته. العقبات التى واجهته. كيف نجح فى تجاوزها.
عقد الرئيس هذا الاجتماع بالأساس. ليبحث فى مستقبل مصر. ليجد منفذاً وباباً واسعاً ينفذ منه للمستقبل. ﻹنقاذ بلاده. هو يبذل كل ما فى وسعه ليحقق لها الرفاهية والرخاء والأمن. ولكن كيف ذلك؟ ما السبيل؟
كنت ضيفاً غير مدعو. لكن الباب كان موارباً لصاحب أى فكرة غير تقليدية. يمكن أن تساهم فى ذلك. فكرتى محاولة لحل مشروع عنوانه موجود. لكن بغير تفاصيل. غير مخطط له بشكل واضح ومحدد. إنه مشروع الألف مصنع. الذى جاء فى برنامج الرئيس. أقترح دمجه مع مشروع الارتقاء بالألف قرية الأكثر فقراً. ليكون المشروعان مشروعاً واحداً. فيتم إنشاء الألف مصنع فى الألف قرية.
سوف يعترض البعض ويقول هذا إهدار للأراضى الزراعية.
بالعكس هذا أفضل استثمار للأراضى الزراعية. هذا أفضل حل وعلاج للألف قرية الفقيرة. ولأصحاب الألف مصنع. ولمصر كلها.
إذا افترضنا أن كل مصنع سيتم إنشاؤه على فدان أو اثنين أو حتى خمسة. أى أننا نحتاج إلى 5 آلاف فدان. فلا بأس. دلتا شنغهاى فى الصين تحولت كلها إلى منطقة صناعية. مع العلم أن التعدى على الأراضى الزراعية بلغ فى عام واحد نحو 60 ألف فدان. إنشاء هذه المصانع سوف يحوّل هذه القرى من فقيرة إلى غنية، بل رائدة.
صاحب المصنع سيتحمّل مسؤوليته الاجتماعية تجاه كل قرية. رعاية صحية. تعليم. عيادة بيطرية. رصف طريق. وما شابه. ستحسب هذه المصروفات ضمن مصروفات المصنع. فى المقابل تقدم الحكومة حوافز ضريبية للمستثمرين. حسب كل موقع. قبلها ستمد القرية بالطرق والمرافق والبنية التحتية المطلوبة.
إذا نجحنا فى تنفيذ هذا المشروع. سوف نحقق ما هو أهم. إعادة التوازن الجغرافى للمدن المصرية. نُوقف الهجرة الجماعية للمدن الكبيرة، مثل الإسكندرية والقاهرة والجيزة التى تتزايد عاماً بعد عام، بسبب انعدام فرص العمل فى الريف. كما أننا سنُوقف العشوائيات التى تتمدد حول هذه المدن. التى أصبحت مثل حزام ناسف. سنخفض الزحام الذى نعانيه أيضاً.
هذا مشروع سيغير وجه مصر.