استكملت نيابة أمن الدولة العليا، الجمعة، تحقيقاتها في حادث انفجار مواد ومفرقعات داخل شقة بشارع نزلة السيسى في منطقة الهرم، ما أودى بحياة 7 شرطيين، و3 أشخاص آخرين، وإصابة 15 من المدنيين، وذلك أثناء مداهمة قوات الأمن للشقة التي كان يختبأ بها عناصر تابعة لمّا يسمى بـ«العمليات النوعية» التابعة لجماعة الإخوان، ويعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية أثناء ذكرى ثورة 25 يناير.
وأرجع فريق التحقيقات الذي ضم نيابة أمن الدولة، ونيابتى الأحداث الطارئة والهرم بجنوب الجيزة، الحادث إلى 3 سيناريوهات رواها ضباط شرطة، وسكان بالعقار محل الحادث وجيران.
وأكدت الرواية الأولى بحسب عدد من الضباط، أن قوات من مباحث الأمن الوطنى وصلت إلى الشقة لإلقاء القبض على العناصر الإرهابية، الذين بادورا بإطلاق النيران بكثافة من أسلحة آلية تجاه القوات التي ردت بالرصاص عليهم حتى وصلت النيران إلى متفجرات كانت داخل الشقة، مما أدى إلى وقوع ضحايا.
أما الرواية الثانية التي أكدها سكان بالعقار، تؤكد أن إرهابيا بادر بتفجير قنابل بالضغط على ريموت كنترول، بينما تقول الرواية الثالثة والتي وردت على لسان جيران، إن الإرهابين كانوا خارج الشقة ونصبوا كمينًا للأمن بتفجير قنابل عن بُعد، واستدلوا على ذلك بالقبض على 3 أشخاص كانوا يترددون على الشقة بالشارع.
وبحسب التحقيقات، فإن 10 قنابل كانت مجهزة انفجرت، وأطاحت الموجة الانفجارية بالقوة الأمنية والـ 3 أشخاص القتلى من المدنيين يشتبه في كون أحدهم من العناصر الإرهابية، وأنهار حائط على مجند مما أسفر عن تهشم رأسه بالكامل، فيما تفحمت جثة مجند آخر وتحول جسده لأشلاء، ولقيا في بداية الانفجار ضابط بإدارة المفرقعات، وآخر بالأمن المركزى مصرعهما إثر امتصاصهما للموجة الانفجارية.
وحرص المستشارين تامر الفرجانى، ومحمد الطماوى، ومحمد أبوالحسب، رؤوساء النيابات، على التواجد بمسرح الحادث، وتبينّ إن العقار كان آيلا للسقوط خاصة الدورين الرابع الكائن به شقة الإرهابين، وكذلك الخامس، وكانت جدران الدورين تتساقط على الأرض، ولم تستطع النيابة الصعود إلى العقار الذي عاينه خبراء الأدلة الجنائية والحماية المدنية.
وتبينّ من خلال المعاينة، أن الموجة الانفجارية أدت إلى وفاة أحد الأشخاص من محافظات الصعيد، وهو مريض بالسكر، وتوفى متأثرًا بسكته قلبية، ويقطن في الشقة المجاورة لشقة الإرهابيين.
وذكر مصدر قضائى أن أحد سكان العقار تطايرت جثته بالشارع إثر تهدم جدران شقته، وكان الضحية خالدًا في النوم، وزوجته وأولاده خارج المنزل وفوجئوا بجثته في الشارع.
وعثرت المعاينة على جهاز «لاب توب» داخل الشقة، يحوى معلومات وبيانات وخرائط لأماكن شرطية ومنشآت عامة، كان يخطط لاستهدافها، كما تم العثور على جوازات سفر وصور ومواد لتصنيع المتفجرات خاصة بقاطنى الشقة، وتم تحريز المضبوطات كافة المتواجدة بالشقة، ويستكمل خبراء المعمل الجنائى عمليات الفحص لمعرفة تكوين العبوات، وعثر فريق التحقيقات على ذراع لشخص مجهول، وتم التحفظ عليها، ولم يتحقق من كونها تخص أحد الإرهابين أو الضحايا.
وقالت مصادر قضائية إن صاحب العقار مطلوب استدعائه للتحقيق معه، وبيان صلته بمستأجرى الشقة محل الانفجار والتى استأجروها منذ شهر، ومكثوا بها وأعدوا كمية من المتفجرات بداخلها، وذلك لمعرفة ما إذا كان يحتفظ بصور لبطاقات شخصية أو وأصل عقد الشقة من عدمه.
وأضافت المصادر، أنه أجهزة الأمن توصلت إلى اختباء العناصر الإرهابية بالشقة، بناءً على معلومات أدلة بها عناصر خلايا نوعية تم ضبطها على مدار يوميين، كما يجرى فحص 3 مشتبه بهم ألقى القبض عليهم بمسرح الحادث، وأرشد عنهم الأهالى بأنهم يترددون على الشقة.
وانتقل فريق النيابات إلى مستشفى الشرطة في العجوزة، لمناظرة جثث ضحايا قوات الأمن الـ 7، والتي تحول عدد كبير منها إلى أشلاء، وتبينّ إصابة المقدم عبدالفتاح عابد، بالأمن الوطنى بحرق شديد بالوجه، وأصيب المقدم محمد أمين، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم بجرح بالرأس، وإصابة 3 أمناء شرطة من مباحث قسم الهرم، ولم تسمح حالتهم الصحية لسؤالهم عن ملابسات الحادث، وكذلك لم تسمح الظروف النفسية لباقى المصابين بمستشفى الهرم العام بسؤالهم، وجرى تعيين حراسات مشدّدة عليهم.