استطاعت شركة «هواوى» الصينية للحلول التكنولوجية وأجهزة المحمول أن تحقق حجم مبيعات حول العالم بلغ نحو 60 مليار دولار، خلال عام 2015، وهو تقريباً ثلاثة أضعاف الصادرات المصرية بالكامل خلال نفس العام.
ونشأت شركة «هواوى» عندما فكرت الصين في تطوير البنية الأساسية للاتصالات لديها، وكانت جميع تقنيات الاتصالات في الصين مستوردة من الخارج، وهو ما دفع المهندس السابق في جيش التحرير الشعبى، رن زتشنغفى، لتأسيس شركة اتصالات صينية محلية دون الاعتماد على المشاريع المشتركة لنقل التقنية من الشركات الأجنبية، فتأسست بذلك «هواوى» سنة 1987 في مدينة «شنزن» برأسمال لا يتجاوز 3.5 ألف دولار أمريكى، وعملت الشركة على تعزيز استثمارها في مجالى البحث والتطوير لتصنيع تقنيتها الخاصة، وفى عام 1996 قررت الحكومة الصينية تبنى سياسة صارمة نحو دعم مصنعى معدات الاتصالات المحليين، وتقييد استخدام المنتجات الأجنبية المنافسة.
بعد ذلك قررت الشركة الانتشار حول بلدان العالم، وفتح مراكز في بعض الدول الأوروبية والأفريقية، وتشير كونويل جوشوا، مدير قسم التدريب والتجزئة بالشركة، إلى أن تليفونات «هواوى» المحمولة كانت تباع تحت أسماء تجارية أخرى في بداية طرح منتجاتها في هذه الأسواق، لافتة إلى طرحها في مصر في بداية الأمر كان تحت اسم شركات المحمول وبعلامتها التجارية، ويتم البيع في المراكز الخاصة بها، حتى استطاعت الحصول على ثقة المستهلك وطرحها بعلامتها التجارية.
وفى عام 2010 ظهر اسم «هواوى» لأول مرة في قائمة أغنى خمسمائة شركة، والتى تنشرها سنويا مجلة «فورتشن» الأمريكية، وذلك بعد وصول مبيعاتها السنوية إلى 21.8 مليار دولار، وصافى أرباحها إلى 2.67 مليار دولار، لتضاعفها ثلاث مرات خلال 5 سنوات فقط، كما استطاعت أن تحتل المركز 88 بين أفضل 100 شركة في العالم في قائمة «إنتر براند».
ويعتقد المسؤولون في «هواوى» أن استراتيجية التطوير والإبداع هي إحدى الركائز الأساسية في النمو السريع الذي شهدته الشركة، واستطاعت من خلاله ترسيخ اسمها في السوق العالمية، وتحقيق طفرة كبيرة لمنتجات الشركة، وتشير البيانات إلى أنه حتى نهاية 2013 تقدمت «هواوى» بأكثر من 44 ألف طلب براءة اختراع في الصين، ونحو 19 ألف طلب خارج الصين، ونحو 15 ألف طلب بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات، حظى نحو 37 ألف طلب منها بالموافقة.
وليست «هواوى» النموذج الوحيد على تقدم الصين في صناعة تكنولوجيا المعلومات، حيث تحتل الصين قائمة الدول المصدرة للتكنولوجيا المتقدمة، لتسبق كلا من ألمانيا والولايات المتحدة، وفق البيانات الصادرة عن البنك الدولى