شهد قصر القبة الرئاسي، الخميس، قمة مصرية- صينية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لبداية العلاقات الدبلوماسية والرسمية بين الشعبين، حيث أعلن السيسي، في كلمة ألقاها عقب جلسة المباحثات الثنائية المغلقة، عن إصدار بيان مشترك حول وثيقة التعاون خلال السنوات الخمس المقبلة.
ووجه «السيسي»، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، الشكر للرئيس الصيني، على دعوة مصر كضيف شرف في قمة العشرين التي تعقد بالصين في سبتمبر المقبل.
وقال الرئيس: «لقد أكدت المباحثات التي أجريتها مع الرئيس على استمرار توافق الرؤى ومواقف البلدين تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، كما أكدت المباحثات اتفاقنا على ضرورة تعزيز التعاون المشترك حول تلك القضايا وبما يتناسب مع حجم التحديات التي تواجهنا».
وتابع: «أخص بالذكر ما تطرقنا إليه في مباحثاتنا بشأن ضرورة مضاعفة جهودنا المشتركة في مختلف المجالات الثنائية والمحافل متعددة الأطراف، لمكافحة خطر الإرهاب والتطرف الذي بات يهدد الأمن والسلم الدوليين، وضرورة بذل كل ما يلزم من جهود لتسوية أزمات منطقة الشرق الأوسط ومواصلة تنسيق المواقف في إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تجاه مختلف الأزمات والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات الملحة في ليبيا وسوريا واليمن».
وأضاف: «على المستوى الثنائي فإنني أعبر عن تقدير مصر واعتزازها بمدى الإنجاز البارز الذي تم تحقيقه مع دولة الصين الصديقة في زمن قياسي، لتطوير التعاون الثنائي الاقتصادي والعسكري إلى مستويات غير مسبوقة».
واستطرد قائلاً: «ولعل ما تم توقيعه اليوم من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، فضلًا عن مشروعات جديدة بين الجانبين، خير دليل على عزم البلدين على الارتقاء بمستويات التعاون لتكون نموذجًا يحتذى به في مجال التعاون بين الدول».
وتابع: «شاهدنا أيضا إصدار بيان مشترك حول وثيقة البرنامج التنفيذي لشراكة البلدين على مدى السنوات الخمس القادمة، التي تتطرق إلى مختلف أوجه التعاون التي اتفقنا عليها، كما تعكس مستوى تطلعات الشعبين نحو المزيد من التنمية والاستقرار، وتهدف لتحقيق طموحات الأجيال القادمة في مستقبل يليق بهذين البلدين العريقين».
ومن جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينج، إن زيارته للقاهرة ستكون لها نتائج طيبة على التعاون الثنائى بين البلدين، مبديًا استعداد بلاده للمساهمة في المشروعات المصرية.
وأضاف «بينج» خلال كلمته في المؤتمر الصحفى أنه تواصل مع الجانب المصرى في عدد من القضايا، مؤكدًا تحقيق الزيارة الأهداف المرجوة.
وذكر الرئيس الصينى، أن بلاده تنظر دائمًا إلى علاقاتها مع مصر من زاوية استراتيجية ومنظور بعيد المدى وتدفعها إلى الأمام رغبة في أن تسعى مع الجانب المصري إلى تطوير الصداقة التقليدية بينهما وتبادل خبرات التعلم والاستفادة بين الحضارتين كذلك تعميق التعاون في المجالات المختلفة في إطار الحزام والطريق من أجل أن يتقاسم الشعب في البلدين ثمار التنمية ويعيش حياة أفضل.
وأوضح «بينج» أن العلاقات «الصينية- المصرية» ارتقت إلى مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأنه يعمل مع الجانب المصري لتحقيق التنمية، مؤكدًا حرص بلاده على دعم مصر للنهوض بالطفرة الاقتصادية، مشيرًا إلى التاريخ الممتد من علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع بين مصر والصين وشعبيهما الصديقين والتي ساهم طريق الحرير البري والبحري في تنميتها واستدامتها.
وأشار إلى أن بلاده تواصل مساهمتها في تعزيز إعادة إحياء طريق الحرير، من خلال قناة السويس، موضحًا أنه تم الاتفاق على تنفيذ 15 مشروعًا، ومن المتوقع أن تبلغ استثمارات تلك المشاريع 15 مليار دولار أمريكي.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الصيني عن انطلاق حفل العام الثقافي المصري- الصيني، الخميس، بمعبد الأقصر.
وعلمت «المصري اليوم» أن الحفل يشارك فيه 250 فنانًا من البلدين سيقدمون العديد من العروض الفنية المبهرة التي تمزج بين الحضارتين المصرية والصينية، ويشمل الحفل العديد من العروض الفنية الرائعة، والتي أعدت على مدى شهور عديدة لتكون نقطة البداية للعام الثقافي المصري- الصيني، والذي سيختتم أعماله بحفل كبير في بكين ديسمبر المقبل، ويحضر الحفل عدد من كبار المسؤولين بالبلدين.