«فى كل واحد منا شهداء عايشين ما بينا ولا عمرنا ننساهم.. شهداء زهرة شبابنا عايشين جوه في قلوبنا.. على طول سامعين نداهم ولا عمرنا هننساهم».. بهذه الكلمات نعى النقيب محمد فؤاد شحاتة، صديقه أحمد حجازي، الذي سبقه بالشهادة على أرض سيناء.
«شحاتة»، ابن قرية الملاحة بمركز سيدي سالم في محافظة كفر الشيخ، لحق بصديقه حجازي، حيث استشهد في الهجوم الإرهابي، الذي استهدف كمين شرطة بميدان العتلاوى بالعريش، مساء الأربعاء.
جولة في صفحة الشهيد «شحاتة» على «فيس بوك» تجعلك أمام دفتر عزاء ينعى زملاءه من الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، فمرة يواسي زميله النقيب هشام عباس، وأخرى يترحم على الشهيد محمد السواح، الذي كتب عنه: «عمرى ما قابلتك بس اللى كان دايما بيجيب سيرتك بالخير أخوك الشهيد أحمد حجازى ربنا يرحمكم ويغفرلكم شهداء في جنة الرحمن إن شاء الله».
كان حجازي «زميل سلاح» في سيناء وسبق «شحاتة» بالشهادة على أرضها، فكان رد فعل الأخير وقتها يتلخص في كلمات تقول: «وحشتنى أوي يا صاحبي ربنا يرحمك ويجمعنا بيك في الجنة إن شاء الله»، و«ربنا يرحمك يا صاحبي كان نفسى أشوفك عريس بس الحمد لله إنتي دلوقتى في أحسن مكان عريس في الجنة بإذن الله».
وواصل رثاء صديقه: «والله صوتك لسه في ودنى صبرك ولطفك بنا يارب يا أرحم الراحمين، اللهم اجمعنى به يوم القيامة في جنتك، حيث لا أحزان ولا دموع»، «ونام يا صاحبى وارتاح والله حقك هيجيلك وهننتقملك من كل الخونة، وربنا يرحمك يا صاحبى ويصبر والدتك اللى هي من النهارده والدتي».
وفي دفتر العزاء المكتوب على صفحته يحضر رجال بينهم «اللواء خالد عثمان، ورامي الجنجيهي، والنقيب محمد سرور، والنقيب مصطفى شميس».
من بين المكتوب على صفحته تعليقه على مشهد افتتاح قناة السويس الجديدة، فأعرب الشهيد «شحاتة» عن إعجابه بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء اصطحابه الطفل عمر صلاح، المريض بسرطان الدم، على يخت «المحروسة»، حيث ظهر بصحبته مرتديًا الزي العسكري، قائلًا: «عجبتنى أوي اللفتة دي بصراحة #مصر_بتفرح».
كما علق «شحاتة» على حادثة الطفل السوري الغريق إيليان كردي: «يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا وابلع دموعك إن الدمع يؤذينا، متى ستعرف أن الموج موطننا فليس من بلد في البر يأوينا، يا أيها البحر لا تبكي على شعب أبكى الصخور ولم يبكي السلاطينا، كل البلاد بوجه الضيف مقفلة إلا السماء أراها رحبت فينا إلى الله المشتكى حسبنا الله ونعم الوكيل».