لم يُعرف عن الأستاذ فهمى هويدى خفة الدم، ولم يُضبط الأستاذ مرة واحدة مبتسماً، باعتبار الكآبة عنده من سمت المفكرين، فاهم الكتابة غلط، ويقيناً استعان بصديق ليهديه نكتة سمجة وممجوجة وتشى بالتعريض، تحط من ذوق مَن يستخدمها فى كتابة محترمة فى صحيفة محترمة ضد مَن يكتب اسمه مسبوقاً بالأستاذ، ترفعاً عن الإسفاف الذى تزخر به الساحة الصحفية.
وكنت أظن الأستاذ فهمى يطلب حواراً محترماً على هامش قضية خطيرة، فإذ فجأة يتخلى عن وقاره المصطنع وأدبه المصنوع، ويروى نكتة بايخة تقول: «إن رجلاً له صديق عزيز همس فى أذنه ذات مرة قائلا إن ثمة شخصا على علاقة بزوجته يُكثر من التردد على بيته فى غيابه. وحين سأله الرجل عمن يكون هذا الشخص فإن الصديق صارحه بأنه ذلك الكهربائى الذى يدير محلاً فى آخر الشارع. وحين سمع الزوج ذلك فإنه هز رأسه مستهزئاً، واكتفى بالقول إنه ليس كهربائيا ولا يفهم فى الكهربا».
طبعا أعرف موقعى فى هذه النكتة جيدا، أنا الكهربائى الذى يكتب فى آخر الشارع، فى «المصرى اليوم»، وأكثر من مرة ترددت على بيتك، أقصد زاويتك فى «الشروق»، وللأسف أنت لست غائبا أو مغيبا عما أكتب، أنا بدخل وبخرج أمام عينيك، وأنتهك مقالاتك للأسف فى حضورك.
ويا ليتك حتى فى غفلة، للأسف أنت عارف، وساكت، من أول «ألا تستحم يا رجل» مروراً بـ«فهمى هويدى.. مدرسة فى التعريض بالضاد» وحتى «إنت جنسيتك إيه؟»، وغيرها من عناوين كثيرة لزيارات علنية لبيتك، وعلى عينك، وعملت فيها أخرس وأطرش وأعمى، عامل زى صاحب البيت فى النكتة البايخة.
وكان كلما همس فى أذنك صديق، ويقول لك هناك صحفى يتردد على مقالاتك، وينتهك سترك المفضوح كنت تهز رأسك بوقار منتحل من الأستاذ هيكل، وتردد مستهزئا، مكتفيا بالقول: هو ليس بكاتب ولا يفهم فى الكتابة.
للأسف، حتى فى النكت حافظ مش فاهم، شوف لما تحب تنكِّت كن خفيف الظل، ولما تنوى تنكِّت اتفرج على حمادة سلطان، ومرة واحد فهمى طلع هويدى، ومرة واحد فهمى مفهمش حاجة، ولما تحب تبقى خفيف الظل اشرب مية فاترة على الريق.
عموما سيبك من النكت البايخة، خلينا فى المفيد، لا يلزمنى أبدا فى ردى عليكم الالتزام بهراء هشام جنينة الذى تسوقه بضاعة، ولا تسريباته التى تنسج منها مقالاتك، فقط لأن رائحتها نفاذة، وعندما أتعرض لكتاباتك لن أغرز بقدمى فى وحل النكت الوقحة، لا أتعاطى نكات المعرضين بالضاد، فقط أرد باحترام على ما أرى أنا أنه يستوجب الرد، ولا تلزمنى نكتك البايخة بأن أتعاطى سمّك الزعاف كله دفعة واحدة، واقعة واحدة تكفى لفضحك، وفضحتك فضيحة المطاهر فى مولد سيدى هشام جنينة.
إذا كنت تدافع عن جنينة فأنت حر، ولكن بالباطل، بقلب الحقائق، بتعمية الناس، تقول لجنة غامضة، وتزعم أن أحد أعضائها متورط بشخصه فى المخالفات، بالله عليك كيف وأنت لا تعرف أسماء أعضاء اللجنة الغامضة، وتقطع أن عضوا فيها «ممثل لوزارة» متورط فى مخالفات بشخصه، بتضرب الودع، أم من نغزات جنينة.
لو كنت مكان رئيس اللجنة يلزمك ببيان المخالفات المتورط فيها هذا العضو، أو يثور هؤلاء الأعضاء كرامة لسمعتهم التى تلوثها بهبابك، وتنسب إليهم فسادا وهم المكلفون بتقصى حقائق الفساد.. أتحداك أن تذكر اسم هذا العضو فى اللجنة الغامضة فى مقال قادم، وفيمَ تورط بالوقائع مش بالمنشور فى الصحف كما يفعل جنينة، وهو عارف مصادر دراسته الوهمية.. هذا من فعل الرجال!!.
حقك تدافع عن جنينة، وحقى أن أرى فى كتاباتك ما شئت، قلت لجنة غامضة، قلنا لجنة معلنة، قلت سرَّبت تقريرها قلنا أُذيع على التليفزيون الرسمى، فضحت تدليسك بالأدب والاحترام، ليه بقى النكت البايخة، عيب، طالما وصلنا لمستوى التعريض كتابة، وأنت مدرسة، فلا تتخفَّ من الكهربائى الذى يتردد على بيتك وسيزوره كثيراً.