x

النحت على بيض النعام:عمر هشام تعلم الكاريكاتير من جده صلاح جاهين.. وينحت وجوه العجائز ليعكس مصر الحقيقية

الأربعاء 04-08-2010 00:00 |
تصوير : other

التحدى الحقيقى بالنسبة لعمر هشام «20 عاماً» هو الإبداع فى مساحات وأوزان مختلفة لا ينافسه فيها أحد، لا يفكر كثيرا بالكم، لكن الكيف تحديداً هو ما يشغله، لا يتحرك دون أن يحمل معه حقيبته وبها كمية ضخمة من «الطين الأسوانى» مغلفة بكيس بلاستيك شفاف، ينفعل بالأحداث الجارية، فيخرج كيسه لينحت «وشوش» للمصريين.

«نحت الكاريكاتير» هو ما يقوم به عمر ويبرع فيه: «فكرة نحت الشخصيات الكاريكاتورية قديمة، وكانت موجودة أيام الفراعنة، ودلوقتى أنا بستخدمها لأعبر بها عن المصريين ومشكلاتهم»، الأساس فى فن الكاريكاتير هو الاعتماد على المبالغة، وهو ما يحاول عمر تجسيده فيما ينحته «مش لازم المبالغة تبقى من خلال الكلام زى كاريكاتير الجرائد، لكن ممكن تبقى من خلال الصورة أو المنظر أكثر زى كاريكاتير النحت، ممكن تعبر من خلال تمثال صغير عن مشاعر خوف أو غضب أو حب».

 بداية عمر مع فن الكاريكاتير كانت من خلال الشاعر الراحل صلاح جاهين، والذى تربطه به علاقة قرابة عائلية وطيدة، فهو شقيق جدته، حيث تعلم منه كيف ينظر لوجوه الناس، وهو ما جعله حتى الآن لا ينحت وجهاً لشخص حقيقى، بل لمجموعة مختلفة من الشخصيات جميعها من نسج خياله «لا أحمل صفات جاهين فى الاهتمام بالشعر والمسرح، لكنه مثل وقدوة لى منذ صغرى، وأرى أنه فيلسوف أكثر منه فناناً مبدعاً»، يعتقد عمر بشكل خاص أن المصريين يضيفون صبغة كاريكاتورية على الآخرين، مثل الأشكال النمطية لـ «عم عبده البقال وعم عثمان البواب»،

ويكمل: «لكنى بفضل نحت وجوه العجائز لما تمثله من صعوبة وتحد فى إبراز جميع تفاصيل الوجه». يتفق عمر مع الرأى القائل إن النحت نوع من أنواع الفنون الشعبية، ولا يعتبرها إهانة لفنه، بل على العكس «الفنون الشعبية هى فنون تتم بالفطرة، ومن صنع عروسة المولد فعلها بالفطرة دون دراسة أو تعلم، أما أنا فدراستى الأكاديمية تساعدنى على نحت الفنون الشعبية».

يحاول عمر دائماً المنافسة فى مساحات مختلفة، لذلك اختار عملاً يدر عليه ربحاً معقولاً ويسمح بالإبداع فى مجاله الفنى، حيث يذهب بشكل دورى إلى أحد محال «السوبر ماركت» الكبيرة ليشترى منها عدداً من بيض النعام، والتى يبلغ ثمن الواحدة منها 25 جنيهاً، حيث يقوم بتفريغها من محتواها، ليزخرف قشرتها بأشكال وألوان زاهية تتشابه مع الفنون الإسلامية القديمة، يضع داخلها أيضا «لمبة» إضاءة صغيرة لتزيد جمال شكلها بهاء.

التحكم فى قشر بيضة النعام والتى لا يزيد سمكها عن نصف سنتيمتر، أمر ليس سهلاً على الإطلاق، بل يحتاج هذا الفن إلى معدات خاصة يبلغ ثمنها آلاف الجنيهات، لذلك فعمر يبيعها فقط لمن يقدرون فنه، والذين غالباً ما يكونون من «الأجانب» المقيمين فى مصر: «المصريين مش بيقدروا الفن ده أوى، ده غير إن هو مكلف وغالى بالنسبة لناس كتير، علشان كده أغلب زباينى من غير المصريين».

إذا كان هناك ما تعلمه عمر خلال سنوات دراسته القليلة بكلية التربية الفنية فهو أن الفن ليس رفاهية، فالإنسان رسم قبل أن يكتب: «الجميع يتعاملون مع الفن بشكل أو بآخر، حتى من قاموا بتحريم الفنون لديهم أناشيد خاصة بهم، واستطاعوا أن يجدوا بدائل أخرى فى أطر شرعية من وجهة نظرهم، فكل منا لديه طاقة لابد من تفريغها فى شكل فنى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية