بينما وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم الإعلان عن بدء رفع العقوبات الدولية عن إيران تنفيذًا للاتفاق النووي بأنه «تاريخي واستثنائي في تاريخ الشعب الإيراني»، يخشى تيار «الصقور» تزايد دور المعتدلين في فصل جديد من الصراع بين الجانبين، فيما أدانت إيران قرار وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات عليها بسبب ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
وأشار روحاني دور المرشد الأعلى على خامنئي، في إدارة التفاوض في الملف النووي، مشيرا إلى أنه «لو لم يدافع (خامنئي) عن المفاوضات والمفاوضين لما وصلنا إلى هذا النجاح»، في إشارة إلى هجوم التيار المحافظ على الاتفاق، خلال 2015، الذين اعتبروا أن بنود الاتفاق تمثل تخليا عن السلاح النووي، ليعكس بذلك الخلاف الدائر بين التيارين قبيل انتخابات لانتخابات مجلسي الشورى والخبراء، المقررة في 26 فبراير المقبل، والتى ستمثل اختبارا لقوة الفريقين، خاصة مع غموض مستقبل النظام بسبب تردي صحة خامنئي، 76 عاما، وخشية المتشددون من عزل المرشد عن طريق الضغط على مجلس الخبراء أو إجراء استفتاء.
ورفض أنصار خامنئي مقترح تشكيل مجلس قيادي يخلف المرشد الإيراني عقب وفاته، قدمه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، مؤكدين أن الدستور لا ينص على تشكيل مجلس قيادي. فروحاني الإصلاحي، أصبح معززا بنجاح الاتفاق الذي يضمن خروج بلاده من عزلتها الدولية، وتدفق الاستثمارات الدولية إلى أسواقها، وهو ما يخشاه «الصقور» أنصار التيار المتشدد، مثل الحرس الثوري، من تأثيره على الناخبين، حيث سينعكس رفع العقوبات على تحسن الحالة الاقتصادية للبلاد، ومن ثم انتخاب المحسوبين على تيار الرئيس بما يقلص من نفوذهم.
وعكست تغطية الصحف الإيرانية المرتبطة بالتيارين المتنافسين لبدء تنفيذ الاتفاق النووي، فالصحف المحافظة تجاهلت الفوائد الاقتصادية للاتفاق، وشددت على تخلي طهران عن برنامجها النووي بإلزامها إعادة 12.000 جهاز طرد مركزي للمخازن وشحن معظم مخزون اليورانيوم المخصب، عصب البرنامج، وقالت صحيفة «وطني إمروز»: «تم دفن المشروع النووي» مع صور للأسمنت الذي كان يصب موقع مفاعل نووي، ونشرت مقالا يقول إن «الاتفاق النووي بني على أساس معادلة سياسية أكثر منها قضايا فنية تتعلّق بالبرنامج النووي، حيث وضعت الإدارة الأمريكية وضعت أساس خطّة ناعمة من خلال الاتفاق النووي لإيجاد تغيير في نظام إيران من خلال تعزيز وتثبيت المسؤولين المنتمين إلى الغرب»، وأضافت: «الانتخابات البرلمانية المقبلة أوّل خطوة لتنفيذ هذه المآرب التي غلَّفتها الولايات المتحدة في إطار الاتفاق النووي».
في المقابل، ذكرت الصحف المحسوبة على التيار الإصلاحي، مثل «آفتاب» أن «العقوبات تغادر إيران» كربط للاتفاق مع حادث مغادرة الشاه، في ١٩٧٩، وأكدت أن «هذا الإنجاز مثل إرادة الشعب الذي أدار ظهره لمغامرات الحكومة السابقة وصوّت في الانتخابات للإصلاحيين لإبعاد شبح العقوبات»، وقالت صحيفة «اعتماد» إن «الخلاف بشأن القضية النووية كاد يسوق البلد إلى متاهاتٍ مظلمة لكنّنا وصلنا إلى برّ الأمان والسلام وتمكنّا من كسر أقفال الحظر الدولي».