x

زاهي حواس وداعاً ممدوح عبدالعليم زاهي حواس الإثنين 18-01-2016 21:27


لا شك أن خبر وفاة الفنان ممدوح عبدالعليم أصاب المصريين بصدمة وحزن عظيمين؛ وقد فسر البعض ما حدث بأنه نتيجة وفاته المفاجئة بدون سابق إنذار فلم نعرف عنه أنه كان مريضا رحمه الله؛ ولم يكن ممن وصل بهم العمر إلى أرذله؛ ولكن فى النهاية قضى الأمر وانتهى عمر ممدوح عبدالعليم بفراقه لدنيانا وكما يقولون تعددت الأسباب والموت واحد. وأعتقد أن الحزن الذى أصابنا بموت هذا الفنان النادر كان أيضاً نتيجة طبيعية لأننا عشنا معه لسنوات يمتعنا بأعماله الدرامية على شاشة التليفزيون المصرى وحفر أسماء شخصيات مثل على البدرى فى ليالى الحلمية ورفيع بيه فى الضوء الشارد. وبالتالى فإننا قد خسرنا بموت ممدوح عبدالعليم كل هذه الشخصيات التى دخلت قلوبنا.

قرأت ما كتب فى رثاء ممدوح عبدالعليم من مقالات نشرت بالصحف ووسائل أخرى من أهمها بالطبع وسائل التواصل الاجتماعى؛ وكذلك كان لى الحظ بمشاهدة بعض برامج القنوات الفضائية التى ركزت فى الأيام التالية لخبر وفاة ممدوح عبدالعليم على عرض مشاهد من مسيرته الفنية التى بدأها من مرحلة الطفولة. وقد لاحظت أننا كعادتنا لم نتغير فى شىء حيث إننا انتظرنا لحظة الفراق لنعطى من مات حقه من التكريم ولم يحدث بالشكل اللائق فى حياة من فقدناه.. صحيح نال ممدوح عبدالعليم بعض الجوائز عن أدواره فى الأعمال الدرامية لكنه لم يكرم كفنان عظيم ولم يأخذ حتى ما يقترب من حقه. الملاحظة الثانية أننا بالفعل وجدنا أنفسنا أمام كنز من الأعمال الدرامية التى تستحق إعادة عرضها وإتاحتها للمشاهد من جديد؛ وهناك قنوات تخصصت فى عرض الأفلام القديمة وأتمنى أن توجد أخرى لعرض الأعمال الدرامية القديمة؛ وتكون وسيلتنا لإنقاذ الفن من الهبوط بهذا الشكل الذى جعلنا نكره الذهاب لدور العرض أو المغامرة بمشاهدة القنوات التليفزيونية لكى لا نصدم بوصلات السباب والشتائم فى البرامج الحوارية التى يطلقون عليها اسم «التوك شو»!

كان الفنان العظيم ممدوح عبدالعليم من أعز أصدقائى ولا أنسى أول حديث تليفونى بيننا! حيث كنت أتابع له مسلسلاً أعتبره من الأعمال الدرامية الرائعة وكان يقوم فيه بدور زوج مقهور من زوجته.. وقد شدنى أداء ممدوح عبدالعليم العظيم فأصبحت مواظباً على موعد عرض حلقات العمل الدرامى فأصبحت أعدل مواعيدى وارتباطاتى حسب مواقيت عرض الحلقات. وبعد انتهاء المسلسل ولم يكن المحمول قد وجد حتى كفكرة؛ استطعت الحصول على تليفون منزل ممدوح عبدالعليم وبعد مكالمة جميلة أصبحنا أصدقاء نتقابل من وقت لآخر وكان بحق شخصية جميلة حاد الذكاء خفيف الظل له تعليقاته ورؤيته شديدة الذاتية فى كل الأمور؛ وإذا علمنا أنه تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ليعمل ممثلا محترفا فى السينما والتليفزيون! فهذا هو ممدوح عبدالعليم.

ويبقى عزاءنا بعد أن فقدنا فناناً بوزن ممدوح عبدالعليم هو أعماله الفنية التى أمتعتنا وارتقت بمشاعرنا ووجداننا.. ويكفى الراحل العظيم حب واحترام الناس وتقديرهم؛ وكان أعظم شىء بالنسبة لحياته الفنية أنه لم يقدم عملاً يخجل منه.. وسيظل اسمه محفوراً فى الذاكرة المصرية نترحم عليه كلما ذكر اسمه وهذا أعظم تكريم لفنان محترم.. رحم الله ممدوح عبدالعليم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية