قالت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، إن هناك علاقة استراتيجية شاملة تربط مصر والصين ومن المهم جدًا دفعها وتقويتها في المجالات المختلفة ولاسيما في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، كاشفة في حديثها عن قرضين جديدين يتم التفاوض بشأنهما مع الجانب الصيني بقيمة 800 مليون دولار.
وأضافت «نصر»، في حوارها مع وكالة أنباء الصين «شينخوا»، الإثنين، إن زيارة الرئيس شي جين بينج إلى مصر ستشهد توقيع اتفاقيات ستركز على البرامج التنموية في قطاعات الكهرباء والنقل مثل المترو والسكك الحديد ومجالات أخرى تخص التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد فضلاً عن العاصمة الإدراية الجديدة التي تعتزم مصر إنشائها مستفيدة من التنمية الحضرية في الصين لإنشاء مدينة عصرية وذكية وأيضًا الصرف الصحي الذي يعد من أهم الأولويات للقيادة في مصر في الفترة القادمة، مؤكدة أن زيارة «بينج» للقاهرة سترفع التعاون بين البلدين إلى مستوى أعلى.
وكشفت الوزيرة عن قرضين جديدين يتم التفاوض بشأنهما مع الجانب الصيني بمبلع 700 مليون دولار أمريكي للبنك الأهلي و100 مليون دولار لبنك مصر سيذهب جزء كبير منهما لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب المصري لمعالجة قضية البطالة المرتفعة والإسهام في تشغيل الشباب، مؤكدة أن التعاون بين البلدين شهد تقدمًا كبيرًا بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصبه حيث بذل جهودًا مكثفة لدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ووصفت افتتاح البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بأنه «خطوة تاريخية شرقية مهمة جدًا أطلقتها الصين»، معربة عن أمل بلادها في أن تكون من أوائل الدول المستفيدة من هذا الكيان.
وأشادت الوزيرة بالبنك الجديد، الذي يوفر ــ بحسب قولهاــ «الفرصة للدول النامية ومنها مصر بأن يكون لها تنويع في مصادر التمويل والخبرات المختلفة نظرًا لتشابه العديد من التحديات والأولويات السياسية والاجتماعية لمصر مع دول آسيا وبالتالي يمكن لمصر أن تتعامل مع هيئات مختلفة غير التي تتعامل معها اليوم».
وأشارت «نصر» إلى أن البنك الآسيوي للاستثمار والبنية التحتية كيان استراتيجي يتخذ الاستثمار والبنية التحتية كمجالين مهمين لعمله مستهدفًا الدول التي تحتاج إلى الدعم المالي والاستشاري لدفع برامجها التنموية في مجال البنية التحتية، مؤكدة أن البنك سيغطي الفراغ في مجال التمويل وتنويع مصادر التمويل ولاسيما للدول النامية ومتوسطة الدخل.
وتابعت: «ميزته أنه يبدأ من أرض نظيفة من حيث انتهى الآخرون وسيستفيد من دروس المؤسسات الأخرى القائمة ليكون فعالاً وسريعًا أو كما قال الرئيس الصيني في كلمته في الاجتماع الافتتاحي بأنه الهيئة التمويلية للقرن الواحد والعشرين»، معربة عن أمل بلادها في أن تكون من أوائل الدول المستفيدة من هذا الكيان.
وقالت: «نتطلع إلى تعاون أوثق بين مصر والبنك للاستفادة من ثمار الخدمات الاستشارية التي يقدمها والموارد المالية لتمويل المشاريع المصرية»، مشيرة إلى أن مصر التي تتطلع إلى التنمية تولي أولوية كبيرة لتحسين بنيتها الأساسية وقد توسعت في لقاءاتها مع المسؤوليين الصينيين خلال زيارتها إلى الصين لحضور افتتاح البنك الآسيوي لبحث سبل دفع الاستثمارات وتبادل الخبرات.
وأعربت الوزيرة عن تفاؤلها إزاء انضمام مصر للحزم الأولى لمشاريع الدعم التي سيوافق عليها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بعد إطلاقه عمليًا.
وحول لقاءاتها مع المسؤولين الصينيين خلال زيارتها الحالية لبكين، لفتت الوزيرة إلى أن القيادة في مصر تولي اهتمامًا كبيرًا للعلاقة الاستراتيجية بين مصر والصين وإنها عقدت عددًا من اللقاءات في إطار الإعداد للزيارة مع وزير المالية الصيني ورئيس بلدية بكين للإطلاع على برامج التنمية الحضرية التي تنفذ في العاصمة وتلتقي وزير التجارة الصيني الثلاثاء.
واتفقت «نصر» مع رؤية الصحف الصينية بأنه حان الوقت للمستثمرين الصينيين أن يوسعوا أعمالهم في مصر بعد تذليل عوائق الاستثمار، قائلة: «إنني اتفق بالفعل على ذلك وأضيف أن هناك ثلاثة عناصر ألا وهي الثقة المتبادلة بين البلدين والتزام القيادتين بتحريك وتنشيط الشراكة المصرية-الصينية وآفاق الفوائد المتبادلة التي ستجلبها المشاريع المشتركة».