x

سامح شكرى وزير الخارجية: نشارك فى «قمةإسطنبول».. ومستوى التمثيل يحدده الرئيس (حوار)

الأحد 17-01-2016 19:05 | كتب: محمد السيد صالح, فادي فرنسيس |
سامح شكري في حوار مع المصري اليوم سامح شكري في حوار مع المصري اليوم تصوير : عزة فضالي

تحديات واختبارات عديدة تواجهها الدبلوماسية المصرية هذه الأيام.. سامح شكرى، وزير الخارجية، يجد نفسه على مدار ساعات اليوم مطالباً باتخاذ قرارات حاسمة، وكذلك الالتقاء بالمسؤولين والإعلاميين من هنا وهناك بعد عودته من زيارة ناجحة وساخنة من برلين لم يلتق خلالها بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

تطرقنا فى الحوار للقضايا الساخنة، أولاها سد النهضة وبدائل مصر بشأنه، وموقف مصر من تركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومصير القوة العربية المشتركة.

وكعادته الدبلوماسية اتسمت الإجابات بالدقة والحرص، مبدياً سعادته بتحسن صورة مصر فى الخارج بعد انتخاب مجلس النواب، كذلك لا يخفى حزنه من تدخل الغرب فى شؤون مصر، نافياً وجود مصطلح «الاختفاء القسرى» لدينا، وإلى نص الحوار:

■ البداية من «سد النهضة».. ما الضمان الحقيقى لعدم حدوث أزمة لكل من مصر أو السودان أو إثيوبيا؟

- الضمان الحقيقى هو العمل بأمانة من الأطراف الثلاثة وبكل دقة لما يحقق مصلحة الجميع، وذلك من خلال إنجاز الدراسات الفنية الخاصة بالسد فى أسرع وقت لمعرفة حقائق الأمور، وبعد إعلان النتائج العلمية تقوم إثيوبيا بالالتزام الكامل بها، بداية من ملء الخزان حتى عمل السد.

■ منذ عام ونصف العام تناولت الصحف موضوعات خاصة بحملة مصر لوقف التمويل الدولى للسد.. ما هى آخر التطورات فى هذا الأمر؟

- لا أعلم شيئا عن هذه المعلومات ولا مصدرها، فلا يوجد مسؤول فى الوزارة أدلى بهذه التصريحات.

■ لكن «الخارجية» لم تنف التقارير الصحفية التى نشرت وقتها بأن مصر تدخلت لوقف التمويل؟

- إذا كان تم نشر موضوعات فى هذا الصدد فيجب العودة للتأكد من المصدر ذاته، فلا يوجد أى موقف مصرى لإعاقة جهود إثيوبيا فى نهضتها، وقواعد التمويل تتخذ معايير محددة، ومن ضمنها ألا يكون المشروع عليه جدل، وعدم توافق بين الدول حوله، وهذا ما يتم اتباعه فى المؤسسات الدولية.

■ هل هناك جدل حول مشروع سد النهضة، أم ساهم الاتفاق الثلاثى فى إعطاء شرعية للتنظيمات الدولية بتمويل السد؟

- لا يوجد جدل، كما أن الاتفاق لا يعطى شرعية لأحد، فإعلان المبادئ يهدف إلى التوصل لاتفاق نهائى خلال مراحل تنظيم السد.

■ هل ستعمل مصر على التحقق من صدق المنظمات الدولية، سواء الشركة التى ستبنى السد أو من تموله بهدف التأكد من عدم إلحاق الضرر بمصر؟

- التسليم أن هناك خطرا فى حد ذاته هو نشر وتعميم لرؤية محددة غير واردة، لكن العمل قائم وفقاً للأطر القانونية التى تضمن حق الجميع، ومصر لا تعمل على عرقلة مصلحة الدول الأخرى.

■ ما آخر استعدادات مصر للاجتماعات السداسية المزمع عقدها فى العاصمة السودانية الخرطوم مطلع الشهر المقبل؟

- ستكون جولة مراسمية خاصة بتوقيع الشركات لعقد إنشاء الدراسات.

■ يتردد فى وسائل الإعلام أن الشركات الفرنسية الخاصة بالدراسات الفنية أجلت الميعاد؟

- غير صحيح، والشركات حددت موعدا لإعلان النتائج، لكن إرجاء الموعد جاء لتوافق الشركتين حول صحة الدراسات للوصول إلى نتائج دقيقة.

■ ما موقف مصر من رفض إثيوبيا زيادة فتحات السد؟

- هذا الموضوع فنى علمى بحت، ونتيجته ستحددها الدراسات، وهذا الأمر لا يخضع للميول الشخصية أو السياسية، فإذا كان هناك حاجة فعلى الجانب الإثيوبى القبول بالنتائج العلمية فور إعلانها.

■ لكن مصر دعت إثيوبيا- على لسان وزير الرى- لدراسة هذا الأمر، ولم تستجب الأخيرة.. ما تعليقك؟

- هذا الأمر ليست له علاقة برفض أو بدعوة، وإنما بتقبل نتائج الدراسات، فإذا كانت هناك حاجة لذلك سنتدخل للمطالبة بحقوقنا، ونحن نعمل الآن فى إطار لجنة فنية، وكل دولة تضع على الطاولة ما تملكه من خبرات وكفاءات، وعندما يجتمع العلماء ويدرسون الأمر يجب أن تكون النتيجة «1+1 = 2».

■ الرأى العام قلق من التطورات الأخيرة، خاصة أن الشركة المنفذة للسد أعلنت أنها ستنتهى من بنائه خلال ستة أشهر؟

- لا يوجد أى تصريح رسمى حتى الآن من الشركة المنفذة للسد لتأكيد هذا الأمر، فنحن نستخلص ذلك من الحديث الضخم على وسائل التواصل الاجتماعى، ونعتبر أن الأمر حدث بالفعل، وهذا الشىء لا أساس له من الصحة، فنحن لا نتعامل إلا مع أدلة موثقة، والشركة إذا أعلنت هذا الأمر تكون خالفت اتفاقها بعدم الإدلاء بأى تصريحات حول الموضوع.

■ هل تطمئن لسير المفاوضات؟

- كل مرحلة يتم تقييمها والتحضير لها بشكل متأنٍ، فليس هناك محل للاطمئنان إلا عندما تكون هناك براهين وأدلة، ولا أنزعج إلا إذا حدث عكس ذلك.

■ الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه رسالة طمأنة للمصريين.. كيف تنقل حالة الاطمئنان للشعب حول مستقبل مصر بعد بناء سد النهضة؟

- الاطمئنان من حيث أن تقوم أجهزة الدولة بإعطاء أولوية قصوى لهذا الموضوع فى التحضير له، وأننا لدينا إطار قانونى يحدد بإعلان المبادئ، ولم يكن لدينا من قبل أى شىء فى إطار تناول هذه القضية، وما يطمئننا جميعاً هو سير المفاوضات وفقاً للإطار القانونى، لأنه يضيف عنصرا لم يكن وارداً من قبل، وإقرار المبادئ ساهم فى التأكيد بعدم إلحاق الضرر بأى من الأطراف الثلاثة، لذلك على الجانب الإثيوبى الالتزام بالدراسات التى تحددها اللجان الفنية، ولابد من عدم المبالغة فى الأمر، سواء فى الخوف أو فى عدم الالتفات لحقوقنا من ناحية أخرى، فالمفاوضات ليست مباراة لكرة القدم، ونحن لدينا الأدوات للحفاظ على مصالحنا، لكن من ناحية أخرى لا نؤثر على مصلحة الآخرين، فلا يصح أن تفرض دولة إرادتها على أى دولة أخرى.

■ هناك تصريحات سابقة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك ورئيس المخابرات الراحل عمر سليمان تشير إلى ضرب سد النهضة فى حالة إلحاقه الضرر بمصر.. هل من الممكن أن تلجأ القاهرة للخيار العسكرى حال تضررنا؟

- لم أسمع هذه التصريحات من قبل، ومن يسلك هذا المنحى يتخذ شكلاً عدائياً ولا يساهم فى حل أى شىء ولا يحقق الاطمئنان.

■ لكن الشعب المصرى إذا حُرم من حقه من المياه سينادى بالحرب؟

- من قال إن مصر ستحرم من حقها فى المياه؟ نحن نعمل وفقاً لأطر دولية، ومصر تضمن حقوقها بسلوكها الطريق القانونى.

■ لماذا لم تطلب مصر من إثيوبيا وقف عمليات بناء السد حتى يتم التأكد من صحة هذه الدراسات؟

- هذا الأمر تم تداوله بين الأطراف الثلاثة (السودان ومصر وإثيوبيا) ولم نصل لاتفاق حول هذا الصدد.

■ متى تلجأ مصر للتحكيم الدولى؟ وهل ستستغل تواجدها فى مجلس الأمن لضمان حقوقها فى مياه نهر النيل؟

- الاستباق بأن هناك حاجة للتحكيم الدولى يضع الأمور فى شكل سلبى، ولا أعلم ما هو العائد من هذا المنحى.

■ هناك تقارير تشير إلى تدخل تركيا وقطر وإسرائيل فى تمويل السد.. هل تحققتم من هذا الأمر؟

- ليس لدى أى معلومات فى هذا الشأن، وكل معلومة تأتى إلينا نأخذها بشكل جاد، وبخصوص تدخل إسرائيل وتركيا لم تصلنا أى معلومات تؤكد ذلك، والسد فى حقيقة الأمر موجود ويتم بناؤه، ونشر هذه المعلومات دون أى أدلة واقعية يؤدى إلى إثارة الرأى العام. والعلاقات الرسمية قائمة على فكرة التعاون، فحديث السيسى فى البرلمان الإثيوبى حقق نتائج فعالة فى إعلام الشعب الإثيوبى بأن نهر النيل مسألة حياة أو موت لمصر.

■ لكن هناك مماطلة من الجانب الإثيوبى فى تناول الأمور، فعلى سبيل المثال تم تأجيل مواعيد إعلان المكتب الاستشارى أكثر من 8 مرات؟

- الإعلام يتخذ منحى غريبا، ولماذا دائماً نتهم إثيوبيا بعرقلة الأمور، فمصر فى بعض الأحيان طالبت بتأجيل المواعيد وفقاً لارتباطاتها الدولية، والشركتان السابقتان عندما اعتذرتا جاء ذلك لارتباطات خاصة بهما وليس لمصر أو إثيوبيا أى علاقة بذلك الأمر، فنحن نتعامل بشفافية كاملة مع الأمور ولا نخفى الحقائق على المصريين، والهدف هو أن يتم تناول الأمر بشكل واقعى بعيداً عن الإثارة.

■ نعود بالتاريخ ونتذكر تدخل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية فى القرن العاشر الميلادى بمنع إثيوبيا من تحويل مجرى النيل، وهو ما لاقى وقتها ترحيباً من الجانب الإثيوبى.. هل من الممكن أن يتم استغلال الكنيسة المصرية لحل الأزمة الراهنة؟

- لا يوجد أزمة حتى الآن لكى يتم استدعاء الكنيسة المصرية للتدخل فى هذا الأمر، فالعلاقات الدبلوماسية مستمرة والرئيسان السيسى وديسالين يتعاملان بكل جدية فى ضمان حقوقهما فى سد النهضة.

■ هل ستشارك مصر فى مؤتمر التعاون الإسلامى بتركيا.. وماذا عن مستوى المشاركة؟

- سنشارك فى المؤتمر المزمع عقده فى إسطنبول، لأن مصر عضو فاعل فى منظمة التعاون الإسلامى، وتتولى رئاستها فى الوقت الراهن، ومستوى المشاركة سيتم دراسته، وسيحدده الرئيس، وسيتم الإعلان عنه فى الوقت المناسب.

■ البعض يشير إلى أن مصر ستشارك بمستوى أقل من مستوى الرئيس.. ما تعليقك؟

- ليس هناك ما يفرض علينا المشاركة بأى تمثيل، سواء الرئيس أو مستوى أقل من ذلك، فالرؤساء يشاركون وفقاً للمنظور السياسى ولبرنامجهم وارتباطاتهم فى توقيت انعقاد الموتمر.

■ هل يجوز لرئيس الوزراء أو وزير الخارجية بروتوكولياً أن يسلم القمة لأحد الرؤساء أو الملوك حال غياب الرئيس؟

- يجوز من الناحية البروتوكولية، فما تحدده مصر وتعلنه ممثلاً للوفد يحظى بمكانة رئيس الجمهورية.

■ ما صحة ما نشر فى وسائل الإعلام حول وجود وساطة سعودية للمصالحة بين «مصر- وتركيا»؟

- هذا الأمر غير وارد على الإطلاق، ولا صحة لما ينشر فى الإعلام.

■ كيف ترى التعاون الاستراتيجى الذى تم توقيعه بين السعودية وتركيا؟

- هذه علاقة ثنائية يتم تحقيق إطارها وفقاً لمصالح البلدين، وليس لدينا تعليق على ذلك الأمر.

■ متى ستعود العلاقات «المصرية- التركية» إلى طبيعتها؟

- عندما تتخذ تركيا موقفا يتجه إلى دعم العلاقات وتكف عن تدخلها فى شؤون مصر الداخلية وعن دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، فمصر قطعت العلاقات بعد تجاوز الأخيرة حدود المسموح به رغم العلاقات التاريخية بين البلدين.

■ هل يتم توصيل رسائل مباشرة للجانب التركى احتجاجاً على مواقفه من الإخوان؟

- بالفعل، مصر تحتج على جميع التجاوزات التركية وتقدم احتجاجات على أى خطوات ترى أنها غير إيجابية وتضر بمصالحنا ويتم ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية.

■ وجهت اتهامات إلى تركيا بدعم الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط.. ما تعليقك؟

- لا نعلق على ما يتم تداوله فى الإعلام لكن إذا وصلت لدينا معلومات يتم طرحها على القيادات الأمنية لمعرفة حقيقتها.

■ كيف ترى توتر العلاقات بين السعودية وإيران فى الآونة الأخيرة؟

- القرار الذى اتخذته الرياض بقطع العلاقات مع طهران جاءت لتدخل إيران واعتراضها على شأن داخلى لدى المملكة، فهذا الأمر ترفضه مصر، ولا تسمح لأى دولة أن تعلق على أحكامها لأن الأحكام القضائية لا يحب التعليق عليها.

■ الصحف وصفت التوتر بين السعودية وإيران ببداية الحرب الطائفية.

- نحن كدول عربية لا نسعى لأن يكون هناك حروب طائفية فى المنطقة، وكل التوترات العسكرية الموجودة فى المنطقة للأسف يتم تصويرها بشكل طائفى لإخفاء الطابع السياسى فى الخلافات.

■ متى ستعود العلاقات الدبلوماسية «المصرية- الإيرانية»؟

- هذا الأمر غير مطروح الآن.

■ كانت هناك محاولات فى عهد أحمد ماهر، وزير الخارجية الأسبق، لإعادة العلاقات إلى طبيعتها فما صحة هذا الأمر؟

- قطع العلاقات «المصرية- الإيرانية» خضع لظروف أدت إلى قطها، ونحن ننتظر تغييرا فى المنهج، والسياسة التى تشجع الحوار بين البلدين.

■ الدول العربية تتعامل بشكل طبيعى مع إيران، فعلى سبيل المثال يوجد تمثيل على مستوى السفارات لكل من السعودية وإيران.. لماذا لا تغير القاهرة سياساتها تجاه طهران؟

- كل دولة لها ظروفها الخاصة بها، ووضع مصر مختلف فهى قطعت العلاقات منذ أكثر من ربع قرن لذلك لا يمكن أن تقاس الأمور بهذا الشكل.

■ ما مصير القوة العربية المشتركة؟

- ما زالت محل اهتمام وتشاور وتنسيق بين الدول العربية الفاعلة والراغبة فى المشاركة فى هذه القوة لإنجاحها كى تضطلع بمهمتها.

■ السعودية دعت إلى تشكيل التحالف الإسلامى لمحاربة الإرهاب، ومصر رحبت بذلك، ومن المتوقع أن يضم تركيا.. فهل ستشارك القاهرة بعد انضمام أنقرة؟

- مصر تشارك فى التحالف الدولى للقضاء على الإرهاب ويضم تركيا، وطالما أن الجهد موجه بشكل إيجابى لمكافحة الإرهاب لا مانع من مشاركتنا، ونحن نتطلع إلى المسؤوليات الملقاة على عاتقنا ونشجع الجميع لتكثيف جهود القضاء على الإرهاب.

■ هل تؤيد مصر الهجمات الروسية على سوريا؟

- مصر تؤيد أى جهد مخلص للقضاء على الإرهاب، وتؤيد الهجمات الروسية، لأنها تحارب التنظيمات الإرهابية فى سوريا.

■ ألا يتسبب هذا الموقف فى خلافات مع السعودية؟

- نحن لنا رؤيتنا وسياستنا، ومصر تعرضت للإرهاب، وطالبت المجتمع الدولى بمواجهته منذ فترة السبعينيات.

■ ما رؤيتك للجان مجلس النواب الخاصة بالشؤون الخارجية، مثل لجنتى الشؤون العربية والخارجية.. وهل ستقترح الوزارة زيادة عدد اللجان المتخصصة فى المجلس؟

- التزاماً بنص الدستور وبقواعد وسلطات الدولة، علينا أن نفصل بين السلطات الثلاث، وهذا المبدأ لا مِساس به، فهذه اللجان من رؤية ممثلى الشعب وإذا رغبوا فى زيادة اللجان المتخصصة، فسنرحب بها بالطبع، وسنكون دائماً مرحبين فى التواصل مع المجلس.

■ ألا ترى ضرورة وجود لجنة متخصصة لأفريقيا فى البرلمان، خاصة بعد توجه السيسى نحو القارة السمراء؟

- التخصص دائما يثرى النقاش، ويجعل تأثيره أفضل، وإذا تحقق ذلك، فسيعد تطوراً إيجابيا.

■ يزور النائب العام السويسرى، مايكل لوبير، مصر للوقوف على حقيقة أموال الرئيس الأسبق مبارك المتواجدة فى البنوك السويسرية.. ما دور «الخارجية» لاستعادة تلك الأموال؟

- هذه المسؤولية تقع على عاتق الأجهزة القضائية الخاصة بالكسب غير المشروع ومتابعة قضية الأموال المهربة، ومصر ستوفر المستندات والأدلة وستعرض على النائب العام آخر الأحكام القضائية الخاصة بهذا الشأن.

■ هل تتوقع عودة الأموال المهربة خاصة المتواجدة فى البنوك السويسرية؟

- الأمر صعب التوقع، فهو سعى متواصل وفقاً للأطر القانونية، ويتم بذل جهد كبير للحصول على هذه الأموال.

■ هل لمست تغييراً فى السياسات الخارجية تجاه مصر بعد انتخاب البرلمان؟

- بالطبع لمست هذا التغيير من جميع الدول، وخلال زيارتى الأخيرة لألمانيا وجدت حرص البرلمان الألمانى للتعاون مع نظيره المصرى، والجميع كان حريص على تنفيذ خارطة الطريق بشكل كامل لتحقيق مطالب ثورة 30 يوينو.

■ خلال زيارتك لألمانيا قابلت عددا من ممثلى السياسات الألمانية هل طالبت مقابلة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؟

- بالطبع طلبت مقابلة «ميركل» فى إطار إبداء الاهتمام، لكن لم تتم المقابلة لوجود ارتباطات لدى المستشارة الألمانية فى هذا التوقيت.

■ قبل ثورة 25 يناير كانت المنظمات الحقوقية الأجنبية تشير إلى رقم معين لعدد المعتقلين فى مصر.. وفى الآونة الأخيرة زاد استخدام مصطلح «الاختفاء القسرى» ألا تؤرقك هذه المصطلحات بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- الإشارة إلى هذه الأمور بدون أدلة موثقة ستكون محل اعتراض، ونحن نرفض استخدام هذه المصطلحات لأنها ليس لها محل فى حقيقة الأمر، إنما هناك إجراءات قانونية تتخذ حيال المخالفين، وتقوم بذلك السلطات المختصة فى الدولة، فإطلاق الأمر لا يجعل منه حقيقة، وإنما هى مصطلحات يتم ترويجها لتحقيق مصالح معينة، لذلك نطالب من يروجها بأن يوافينا بالشواهد والأدلة التى تدعم ما يطرحه.

■ لكن المجلس القومى لحقوق الإنسان يصدر تقارير تشير إلى ذلك؟

- ما يصدره «المجلس» تتم دراسته بكل دقة، وهناك تواصل بينه وبين وزارتى الداخلية والعدل، وما يصدره نأخذه بجدية، باعتباره جهة وطنية تهتم بمصلحة المواطن، ويتم توفير الأدلة والحقائق له، خاصة فى الأمور التى تثار.

■ هل تمت إثارة هذا الموضوع خلال زيارتك الأخيرة لبرلين؟

- نعم، وأكدت لهم أن الشعب المصرى وحده هو الذى يقرر ذلك، وهو الوحيد القادر على تقييم أوضاعه، وعلى مواجهة تحدياته بنفسه، وشاهدنا ذلك خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو، فهو أثبت للعالم مدى قوته للمطالبة بحقوقه المشروعة.

■ ما السر وراء إلقائك ميكروفون قناة «الجزيرة» القطرية مرتين خلال الشهر الماضى؟

- كررت نفس الموقف، لأنى استشعرت أن هذه الجهة الإعلامية حريصة على تكرار أخطائها والخروج عن سياق التغطية الإعلامية المهنية.

■ هل تريد مصر حربا شاملة على طريقة العراق وسوريا فى ليبيا؟

- مصر تريد وحدة الأراضى الليبية، ودعونا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الأطياف السياسية الوطنية وتعزيز قدرات الشعب الليبى لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وتدعم من خلالها مجلس النواب الليبى، وتفرض ذلك بالتنسيق مع الشركاء.

■ ما هى شروط مصر لفتح معبر رفح؟

- المعبر تتم إدارته بما يتوافق مع مصلحتى الشعبين الفلسطينى والمصرى.. ونتعاون بمرونة فى إرسال المعونات الطبية والطعام، ونسلك كل الطرق القانونية.

■ كيف تتعامل مصر مع حركة «حماس» وكيف تسير الأمور فى غزة؟

- نتعامل مع «حماس» كجزء من التيارات الفلسطينية، لكن موقفها يشوبه نوع من الشقاق واقتصار دورها على قطاع غزة، وهناك جهود بذلت للوساطة بين حماس والسلطة الفلسطينية لكن للأسف لم تصل لدرجة التفاهم بين كل منهما، ويلقى ذلك بظلاله على المصالح العامة للشعب الفلسطينى للحصول على الحقوق المشروعة، ونحن نسير فى هذا الإطار، لكن لا نفرض إرادتنا.

■ الإعلام الروسى اتهم مصر بتعمد إطالة التحقيقات، بشأن حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء.. ما ردك؟

- أولاً روسيا طرف أساسى فى التحقيقات، ومصر تقود التحقيق بشفافية كاملة، كما أن هناك ممثلين من أيرلندا وألمانيا وفرنسا، وتتم الأمور وفقاً للمعايير الدولية من خلال أجهزة متخصصة لدراسة كافة الاحتمالات، فنحن ليست لدينا رغبة فى إطالة التحقيق، ونحرص على أن يصدر بشكل متكامل وبتغطية كافة العناصر المحيطة بالحادثة.

■ لكن روسيا نشرت نتائجه بشكل سريع ورسمى؟

- ليس لدىّ تعليق، وهذا الأمر يجيبك عنه الجانب الروسى، وعلاقتنا الرسمية لم تتأثر بهذا الحادث.

■ لماذا لا تكشف مصر ممارسات أمريكا التى لا تحترم حقوق الإنسان أحيانا؟

- نحن لا نتعامل بالمثل مع أمريكا، فنحن نرفض أى تدخل فى شؤوننا، لذلك إذا قمنا بذلك الأمر، فسنرسخ هذه القاعدة، نحن كدولة لها سيادة تحترم الدول الأخرى، ونرد بكل قوة على الادعاءات الأمريكية، ونؤكد أننا لا نقبل التدخل فى شؤونها وبخصوص العلاقات المشتركة فهى تسير بشكل طبيعى والحوار الاستراتيجى يتم كل عامين.

■ هل تبحث مصر عن بديل للولايات المتحدة الأمريكية.. وكيف ترى زيارة الرئيس الصينى للقاهرة؟

- مصر لا تبحث عن البديل، لكن تتعامل بتنوع علاقاتها، سواء مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبى، وستسعى لتحقيق المصالح المشتركة، ومتفائل بزيارة الرئيس الصينى إلى مصر، وهذا سيكون خامس لقاء بين الرئيسين، حيث التقيا من قبل فى عدة دول.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية