لا علاقة لكشف أخطاء ممارسة المسؤولين لمسؤولياتهم والاعتراف ضمنا بجهود الرئيس ومحاولاته الإصلاح، مع التحفظ فى مسألة كشف قصور مخز لمسؤول واستمرار الإبقاء عليه، لأن الملاحظ إحجام الكثير عن المشاركة فى التعبير عن رأى أو طرح رؤية مخالفة وكأنها ستنقص من قدر السيسى!!..المهم من خلال رصد أداءات نواب الشعب أطرح مبادرة واقتراحا بتنمية شاملة لارتقاء الأعضاء فى ممارساتهم لدورهم المنوط بهم من قبل الشعب، حتى تزداد الثقة فى النائب الذى وصل للمجلس على يدى الناخب!!.
إن اللغة العربية هى حجر زاوية التقييم الأولى، فهى جزء من طلته ومن القبول «الكاريزما السياسية» لدى المواطن. وقد سجل التاريخ لزعماء الدول البارزين قدرات تأثيرهم فى شعوبهم بداية من خلال ما يلقونه على شعوبهم من خطب وأحاديث فى مناسبة وغير مناسبة، وهذا ليس معناه أن التقييم للممارسة السياسية مقتصر على القدرات اللفظية والكلامية، ولكن كما قلنا لها من الأهمية بمكان بدليل أن التعليق على خطبة زعيم لا يتناول ما جاء فيها من أحداث أو قرارات بل يهتم بكيفية نطق القاف وتمييزها عن الكاف، والسين والثاء، والزين والذال، والتاء والطاء.... وكيف سكَّ المتحرك أو حرَّك ساكنا، أو كسر مضموما، وفتح مكسورا... ولقد نوهت مرة بنُطق السيسى لكلمة المناخ أمام محفل الأمم، وقلت إن الغالبية حتى من المتعلمين ينطقونها بفتح الميم والصواب أنها كما نطقها السيسى بضم الميم، وإن عاد ونطقها بفتح الميم فى قمة باريس!! وقد يرى البعض هيافة الفتح من الضم، فيرد أهل اللغة أن المناخ بفتح الميم هو المكان من الأرض الذى «ينِخْ» عليه الجمل. من منا لا يذكر كلمة الرئيس عدلى منصور فى عيد الفن عام 2013، فلم تقتصر على معانيها المتفردة جماليا، والتى تنافس كلمات ممارسى الفنون ومتذوقيها، بل تميزت باللغة الرصينة لفظا ونحوا فزادها رونقا، بل دعونى أضيف أنها أضفت على الرئيس يومها قيمة على قامته، وإعجابا متزايدا بشخصه واحترامه. فيا من تتصدون لعمل سياسى عليكم بتنمية أنفسكم لُغَويا والسعى لاكتساب المعارف الأساسية فى المجال السياسى والشأن العام، لعلكم تريحوننا من تفاهاتكم يرحمكم الله!!
د. عبدالوهاب يونس- من رجال التعليم إبان عصر النهضة التعليمية