سوزان لينداور، ضابط الاتصال بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لم تقبل رشوة بمليون دولار عُرضت عليها من المخابرات الأمريكية، مقابل سكوتها وعدم نشر كتابها «الإجراء الأقصى»، الذى أشرنا إليه سابقاً، وفى عدة مقابلات تليفزيونية كانت قد كشفت أسراراً خطيرة عن أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وقالت إنها كانت ممن أطلقوا إنذارات مُسبقة بشأن الحادث، وإنها عرفت بشأنه منذ شهر إبريل، عن طريق مديرها فى وكالة الاستخبارات الأمريكية «ريتشارد فيوز» Richard Fuisz، وقالت إن لديها سبباً وجيهاً يجعلها تعتقد أنه عُرف بالأمر من إسرائيل ومن الاستخبارات الأمريكية فى آن واحد.
قالت إن ما حدث كان أمراً حاقداً وشريراً بالمطلق، لأن «بوش» كان على استعداد للتضحية بحياة المواطنين الأمريكيين، وبحياة مواطنى أى بلد حول العالم فى هذا الهجوم، لأنهم كانوا قد قرروا أنه فى حال كانت الأضرار فى الهجوم على مركز التجارة العالمى أكبر حجماً بما يكفى، سيُتيح لهم جرّ العالم بأسره فى حرب ضد العراق، وكان قرارهم بذلك باتاً.
وأيضاً كشفت عن أن ضابط الـ(سى. آى. إيه) المشرف عليها «ريتشارد فيوز» قال لها: إن هناك من قام بتصوير الطائرة الأولى وهى تصطدم بأحد برجى مركز التجارة العالمى، وتبين لاحقاً بعد توقيفهم والتحقيق معهم من قبل الـ(إف. بى. آى) أنهم على اتصال بالموساد، وكانوا يقفون غير بعيد عن مبانى مركز التجارة، وينتظرون منذ الصباح مزودين بكاميرات، وعلى استعداد فى أى لحظة لبدء تصوير اصطدام الطائرات بناطحات السحاب.
وقالت أيضاً: إن درجة اليقين بحصول الهجوم دفعتهم إلى تجنب زيارة نيويورك، كما عرضت حواراً بين الرئيس السابق «جورج بوش» الابن، ورئيس عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية «ريتشارد كلارك» فى السادس من أغسطس 2001، والذى سلم «بوش» مذكرة تصف هجوم ١١ سبتمبر قبل حدوثه، وقد ألقى بوش بالمذكرة جانباً قائلاً: الآن وقد برّأت ساحتك، ألست سعيداً بذلك؟ فلنذهب ونلعب الجولف، وفى موازاة ذلك كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية فى واشنطن فى أقصى حالات الاستنفار، بينما كان الرئيس يتصرف دون مُبالاة.
وأيضاً كشفت عن سيارات (فان) كانت تدخل الجراج الخاص بمبانى مركز التجارة العالمى قبيل وقوع هجوم ١١ سبتمبر، وكانت تحمل مواد متفجرة زُرعت فى أماكن محددة من المبنيين، قائلة: إن الهجوم كان أشبه بخدع الساحر، حيث إن الجميع ينظر إلى الطائرات التى تُحلّق فى السماء وترتطم بالأبنية، بينما كان الفعل الحقيقى الذى دمّر الأبنية بواسطة التحكّم عن بعد، وبمتفجرات زُرعت فى المبنى، كاشفةً عن تردد شاحنات غريبة إلى مركز التجارة العالمى ونقلها قنابل حرارية تُنتج حرارة عاليةً جداً وتحرق بشدة كبيرة لدرجة أن بإمكانها صهر الفولاذ، وعندما تُجمع مع الكبريت فإنها تُنتج غُباراً، وقد عُثر على آثار القنابل الحرارية تلك فى الغبار الذى جرى جمعه، وقد أدى تفجيرها فيما بعد إلى استمرار الحرائق فى المبنيين بعد انهيارهما أربعة أشهر كاملة.
وأكدت المسؤولة السابقة أن الموساد الإسرائيلى كان على علم بهجوم الحادى عشر من سبتمبر، وأن «محمد عطا» أحد منفذى الهجوم، ومن معه من الذين قادوا الطائرات، كانوا عملاء للاستخبارات الأمريكية، وجرى تشغيلهم لاختراق المؤامرة، وقالت: إنها مؤامرة حيكت وصُنعت فى الولايات المتحدة لسوء الحظ.
«لينداور» ترى أن بلادها مستعدة لمعرفة الحقيقة عن هجمات ١١ سبتمبر إلى حدٍ معين، لكن فكرة أن حكومة الولايات المتحدة هى التى قد فعلت ذلك بنفسها أمرٌ يزعج الأمريكيين، وهم يستشيطون غضباً إن وُضعت الحقائق أمامهم، ويشعرون باضطراب وانزعاج شديدين.
وكانت سوزان لينداور قد اعتقلت بعد مطالبتها بالمثول أمام لجنة التحقيق التى عقدها الكونجرس الأمريكى حول الأحداث، وجاء اعتقالها دون توجيه أى تهم رسمية لها، اعتماداً على ما عُرف بقانون المواطنة (باتريوت أكت)، وكان الغرض من اعتقالها اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، حيث كان جورج بوش الابن مرشحا لولاية ثانية، لذلك لو سمحوا لها بالتحدث أمام الكونجرس حول التحذيرات والمعرفة المسبقة بأحداث سبتمبر لما تمت إعادة ترشيحه، وقيل لها بشكل مباشر: ستبقين رهن الحبس حتى الانتخابات، وبعد أن تهدأ الضجة السياسية سوف نجد وسيلة لتبرئتك، وإذا التزمتِ الصمت، ولم تزعجى أحداً، ولم تثرثرى بشىء، سنسحب كل الاتهامات ضدك بعد الانتخابات مباشرة، ثم تروى «لينداور» تفاصيل مثيرة حول الرشاوى الكبيرة التى حصل عليها مشرفاها «بول هوفن» و«ريتشارد فيوز» مقابل سكوتهما.
على أى حال، وجدتُ من المناسب وضع هذه الفاجعة أمام القارئ، وأنا أتابع أعضاء حملة مرشح الرئاسة فى الولايات المتحدة (دونالد ترامب)، وهم يقومون بطرد سيدة أمريكية، من أحد تجمعات الحملة، لأنها ترتدى الحجاب، فيما بدا أنها مسلمة، وأصروا على مغادرتها، رغم أنها كانت ترفع شعار (أتيت من أجل السلام).