يبدو من مقال الزميل محمد موسى من مهرجان برلين والذى نشر فى ملحق السينما بجريدة «الحياة» يوم الجمعة الماضى أن ندوة السينما الفلسطينية التى عقدت أثناء المهرجان كانت فاشلة مع الأسف، فلم يحضرها أى من المخرجين الفلسطينيين المعروفين دولياً مثل ميشيل خليفى ورشيد مشهراوى وإيليا سليمان وهانى أبوأسعد، وسادها «عدم الوضوح والتشتت»، على حد تعبير الزميل، «ورغم دقة تنظيم واستعداد صندوق دعم سينما العالم الذى أقامها» كما جاء فى المقال.
وقد وصل الفشل إلى حد الاعتراض على عدم عرض الفيلمين الفلسطينيين «ملح هذا البحر» إخراج آن مارى جاسر و«المر والرمان» إخراج نجوى نجار فى المهرجان وعرض عشرات الأفلام الإسرائيلية، وهو أمر يعبر عن سذاجة مهنية، إذ كيف يعرض مهرجان برلين 2009 فيلماً عرض فى مهرجان «كان» 2008، وآخر عرض فى مهرجان دبى 2008، ويبدو أن أغلب العرب والفلسطينيين خصوصاً أصبحوا يدمنون الشكوى، ويستعذبون الألم.
وكان الأولى بمن اشتركوا فى الندوة تحية تيلدا سوينتون، رئيس لجنة التحكيم فى المهرجان لإشارتها، على مسرح حفل الافتتاح إلى ضرورة أن ينتبه العالم إلى ما يحدث فى غزة، وأن يجعلوا من الندوة منبراً يُعبر عن صوت الشعب الفلسطينى الذى يكافح من أجل الحياة فى دولة مستقلة على أرضه مثل كل شعوب العالم.
وشهد مهرجان برلين 2009 لأول مرة اشتراك السينما المصرية فى السوق الدولية التى تقام أثناء المهرجان، والمسماة بـ«سوق الفيلم الأوروبية» رغم أنها لا تقتصر على الأفلام الأوروبية.
وقد تم الاشتراك بمكتب يمثل وزارة الصناعة واتحاد الغرف الصناعية الذى يشمل غرفة صناعة السينما، واشتركت فيه أربع شركات «كبيرة»، هى الفنانين المتحدين، و«جود نيوز» و«إيه أر تى» و«العربية»، وتم عرض فيلمين: «ميكانو» إخراج محمود كامل، و«دخان بلا نار» إخراج سمير حبشى.
ومن المقرر الاشتراك بنفس الصيغة فى سوق مهرجان «كان» فى مايو وسوق الفيلم الأمريكى فى نوفمبر، وكما تم الاشتراك فى برلين على نحو شبه سرى دون أى مبرر، يبدو أن نتائج الاشتراك سوف تبقى سرية بدورها.
وبالطبع ليس من المفهوم هل تتحمل وزارة الصناعة تكاليف الاشتراك، وفى هذه الحالة يجب أن يكون مفتوحاً لكل الشركات أعضاء الغرفة، أم تتحمل التكاليف تلك الشركات الأربع فقط، وبالتالى يكون لها حق الاشتراك وحدها.