x

اخبار صناعة بلا إرادة!! اخبار الأربعاء 13-01-2016 21:31


لجان ودراسات، ثم لجان ودراسات، ثم لجان ودراسات، ثم لا شىء، هذا هو ملخص التعامل الحكومى مع الصناعات النسجية التى استطاعت بعض الدول ومنها الصين أن تسيطر من خلالها على السوق العالمية، بل إن هناك دولًا يمكن وصفها بأنها بلا تاريخ فى هذه الصناعة أصبحت صادراتها أضعاف صادراتنا من المنتجات النسجية، لماذا؟!، لأن لديها خطة وإرادة فاعلة وإدارة راغبة فى النجاح والتطوير.

خلال الأسبوع الماضى شاركت فى تجمع لرؤساء المنشآت الصناعية التابعة للقطاع العام، وجدت أحد مسؤولى إحدى شركات الغزول، يؤكد أن لديه أزمة فى توافر الخامات ومن المتوقع أن يتوقف عن الإنتاج لمدة 6 أشهر، وعندما تدخلت فى المناقشة لبيان الأمر أكد أن كل شىء تمام والإنتاج على ما يرام، وعندما سألت آخر قال: الراجل على وشك الإحالة على المعاش، أما الأزمة فهى صحيحة، فلم تقم الحكومة بحل مشكلة الخامات حتى الآن.

هذا هو نموذج للإدارة التى لا تفكر فى التطوير قدر الخروج الآمن على المعاش، فهل هذا الواقع يبنى اقتصاداً وصناعة قوية.. بكل أسف.. لا، وألف لا.

وفى الحقيقة مشكلة الصناعات النسجية أنها بلا أب شرعى واحد، هناك آباء كُثر، كل منهم يحاول أن يفرض وجوده ثم يتوقف انتظارًا للأب الثانى ليدلى برؤيته، وهكذا... إلخ، مما أدى إلى قطاع عام بلا رؤية أو إدارة قادرة على التطوير، مجرد موظف عام ينتظر الإحالة على المعاش، أو الإقالة فى بعض الأحيان، أو الاستقالة، وينتهى الأمر، وبين عامل يحاول أن يسعى للمكاسب حتى ولو كانت شركته متوقفة، وعندما تسأل لماذا تطالب بالمكاسب يقول وله الحق فى ذلك: أنا جاهز للعمل ولكن أين المواد الخام..!

أما القطاع الخاص، فمنه شركات فاعلة فى السوق وتقوم بتصدير كميات هائلة من الإنتاج وبجودة تقبل عليها كبريات المحال التجارية فى العالم، إلا أن التعامل الحكومى من حيث القرارات يمثل بالنسبة لهم أزمات متكررة، خاصة أن الكثير من القرارات متضارب، ويتسبب فى عرقلة صادراتهم فى كثير من الأحيان.

ولهذا من الذى يفكر لصالح هذه الصناعة؟، من الذى يحمل هم استثمارات تقدر بالمليارات وعمال يتعدى عددهم المليون عامل، لا أحد..!

يا سادة.. الآن وليس غدًا لابد من العمل على إيجاد منظومة موحدة للتخطيط لهذه الصناعة والتنسيق بين الوزارات المعنية بها، بحيث لا تصدر وزارة ما قرارًا يدمر خطط وزارة أخرى لتطوير هذا القطاع.

أما دون ذلك فانتظر تكرار نفس المشكلات ونفس المطالب بعد مائة عام من الآن.. وربنا يعطيكم العمر الطويل!!

علاء شديد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية