يتأكد يقينى يوما بعد يوم أن الفتنة التى يعيشها الأهلى الآن، والنار التى اشتعلت لهدم هذه المؤسسة العريقة تتأجج بيد بعض أبنائها الجاحدين الذين جن جنونهم لابتعادهم عن صناعة القرار وانتقال السلطة لمن هم خارج دائرة سلطانهم وسطوتهم وإمرتهم، فأعماهم غلهم وغضبهم وحقدهم وكرههم عن الحفاظ على الكيان الذى صنع اسمهم ونجوميتهم وشهرتهم، وراحوا بأكاذيبهم وأفكارهم الخبيثة ومعلوماتهم المضللة يكسرون أركان المعبد من أجل إزاحة مجموعة من الأشخاص كل ذنبهم أنهم جاءوا لمقاعدهم بأغلبية ديمقراطية ساحقة وبإرادة قوية ورغبة فولاذية من أصحاب الشأن الحقيقيين الذين وجدوا فى محمود طاهر عنوانا صادقاً لبداية التغير وتواصل الأجيال بدماء جديدة ينبع أصلها من جذور ارتبطت أفكارها بصالح سليم مؤسس منظومة المبادئ الإدارية فى العصر الحديث للأهلى
ومن غبائهم وهم يحاربون معركتهم فى الهدم من أجل إسقاط شخص أنهم يفتحون صناديق سوداء- أغلقها الزمن وسترها- ليجروا الأهلى إلى دوامة مشاكل وملاسنات ومشاحنات ومساجلات تاريخية ومواقف ومقارنات ليست فى موضعها، ولا تخدم إلا هدفا واحدا؛ وهو تكسير عظام الأهلى وخلخلة وحدة المؤسسة وبث الفتنة بين القديم والجديد.
وفى إطار الحملة الموجهة لتحقيق غرضهم الحقير رفعوا شعار أن هيبة الأهلى ضاعت مع مجلس الإدارة الحالى، ولاحظ أنهم عندما يتحدثون عن المجلس يختزلونه فى رأس محمود طاهر رئيس النادى، معتقدين أنهم إذا أسقطوا الرأس استولوا على الجسد حتما، وهى نظرية صحيحة، ولكن لسوء حظهم حولوها مع الشخص الخطأ الذى لن يلين أو ينحنى أو ينكسر أمامهم من أجل البقاء على مقعده حيث يملك سلاحا لم يملكه أحدهم يوما على طول احتلالهم لمقاعد السلطة فى النادى وهو سلاح أراده الاستغناء والترفع واللهث خلف المنصب وهى إرادة نابعة من غياب المصلحة الشخصية
وهم فى مجمل ادعاءاتهم يرجعون انكسار هيبة الأهلى لموضوعات وأحداث أراها تافهة وضعيفة إذا ما قورنت بما حدث للأهلى فى السنوات الثلاث السابقة لعام 2014 على يد أشخاص آخرين اتخذوا من انتصارات الأهلى فى كرة القدم وهى بالمناسبة ليست وليدة مجلس أو اثنين، بل امتداد لتاريخ زمنى طويل، فاتخذوا من هذه الانتصارات غطاء لأخطاء كارثية وقعت ونالت بحق من هيبة الأهلى
ولهؤلاء ولادعاءاتهم الكاذبة أتذكر الآن كيف أهدرت هيبة الأهلى التى يتم استرجاعها اليوم بنظافة اليد وطهارة المقصد وحرفية العمل:
أولاً: «هيبة الأهلى» لم تضع لأن محمود طاهر أجرى «أربع حوارات تليفزيونية وخمس مداخلات فى ٢٠ شهراً» هكذا هى التهمة- بل الذى أضاع هيبة الأهلى وكسر أنفه هو القبض على حسن حمدى رئيس النادى السابق (وهو فى مقعد الرئيس) لاتهامه فى قضايا فساد كبرى وتربح وتضخم ثرواته لما يزيد على نصف مليار جنيه دون وجه حق، ثم الإفراج عنه بكفالة ٢ مليون جنيه مع التحفظ على أمواله ومنعه من السفر، هكذا كسرت هيبة النادى الأهلى عندما استيقظت جماهيره وأعضاؤه على هذا الواقع الكارثى لرجل طالما كان يحدثهم عن القيم والمبادئ والأخلاقيات، فإذا بقاعدة جماهير النادى العريق التى تقدر بأكثر من نصف سكان مصر، أغلبهم من البسطاء، يجدون رأس ناديهم محاطا باتهامات فساد لا يمس الكرة ولا النادى، بل يمس حقوق هذا المجتمع المجهد من مص دمائه على أيدى رجال نظام رعى فسادهم رعاية كاملة.
ثانياً: «هيبة الأهلى» لم تنكسر لوجود اختراق زملكاوى للمنظومة الإعلامية والاستشارية والادعات الوهمية والخيالية التى يتم بثها زورا للرأى العام لزعزعة ثقته فى إدارة ناديه، بل الذى كسرها وأفسدها هو ذلك الخبيث الذى أفسد العملية الانتخابية، ووضع بيديه البذرة للطعن فيها ليضع النادى الأهلى فى هذا المأزق القانونى، ويدخله فى دوامة المحاكم والبطلان والحل والتعيين، فالمستندات الدامغة القاطعة التى كشفت عنها الجهة الإدارية وفيها مخاطبات لمجلس الإدارة السابق وأخرى لحسن حمدى شخصياً بصفته السابقة تطالبه بالالتزام باللوائح وتعليق كشوف الناخبين وتنبهه إلى أن مخالفاته تفسد الانتخابات، وتهدد استقرار إدارة هذا النادى العريق بالطعن والحل بسبب هذه المخالفات، هذه المستندات كشفت بما لا يدع مجالا للشك أو الظن أنه كان يعلم بما سيحدث للنادى الأهلى.. هذه هى اليد الخبيثة التى أضرت بالأهلى والتى يجب أن تدفع ثمن خطئها ليس بالشكوى للنائب العام أو تحريك قضايا، فهذه ليست على جدول أخلاقيات محمود طاهر الذى أعلم علم اليقين أنه يقاتل ويدفع الفاتورة من سمعته حتى لا يتورط فى تقديم أى مسؤول سابق فى الأهلى لجهات التحقيق ليس من أجل الحفاظ عليه بل خوفاً على سمعة الأهلى ووفاء لقيم أرساها صالح سليم وخانها أقرب مواليه، ولو أراد ذلك فهناك ملفات أكبر وأهم بكثير من ملف الانتخابات، فالحفاظ على هيبة الأهلى وعدم جره لهذه المساحة على رأس أولويات هذا الرجل.
ثالثا: «هيبة الأهلى» لم تنكسر عندما اعتذر زيزو ومجلس الإدارة للقوات المسلحة عن الخطأ الذى ارتكبته فى حقها بعض الجماهير غير المسؤولة والمتهورة فى زمن مجلس حسن حمدى، ولكن الذى كسر هيبة الأهلى هو المجلس السابق والذى سمح لهؤلاء الشباب فى ٦ أبريل عام 2013 بإقامة بروفة الداخلة التى أهين فيها بعض رموز المؤسسة العسكرية والشرطية فى الصالة المغطاة للنادى، وهؤلاء الذين يتحدثون عن هيبة الأهلى يعلمون هذا الخطأ الفادح بل الخطيئة التى ارتكبها حسن حمدى ومجلسه فى حق مؤسسات الدولة، ويعلمون أن توقيت رعاية إدارة الأهلى لهذه الداخلة المسيئة للجهات العسكرية والأمنية كانت بالتزامن مع توغل تعيينات الإخوان داخل الأجهزة الفنية والإدارية للأهلى إبان عصر الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، لكنهم يلوون عنق الحقيقة لأن بهم خصال المنافق إذا خاصم فجر وإذا حدث كذب.
رابعاً: «هيبة الأهلى» انكسرت عندما تكتلت الأندية ضده وخسر حسن حمدى انتخابات لجنة الأندية فى ديسمبر 2013 فقرر الانسحاب منها، بينما أعاد هذه الهيبة من رفض التعامل معها طالما ظلت لجنة تابعة لاتحاد الكرة وأصر على تفعيل مشاركته فيه بعد تحويلها للجنة الأندية المحترفة مثل الدوريات الأوروبية.
خامساً: «هيبة الأهلى» لم يكسرها محمود طاهر الذى لا يترك مناسبة أو حفلا أو إنجازا أو افتتاح منشأة إلا ويدعو رموز النادى وأعضاء مجلسه السابق، ولكن الذى كسرها هؤلاء الذين يرفضون تلبية الدعوة مصدرين من مقاطعتهم عناوين لرسالة فتنة بين أعضاء المؤسسة.
سادساً: «هيبة الأهلى» لم يكسرها إقالة مشرف على الكرة أخطأ فى إدارته للمنظومة، وكم من عشرات المسؤولين الذين تمت إقالتهم وغادروا فى صمت احتراما لقامة النادى، ولكن الذى كسرها هو صاحب النفس الخبيثة التى وزعت التقرير، والنفس اللئيمة التى أذاعته بروح التشفى والانتقام، والاثنان من أبناء الأهلى وكباتنه وليسوا من العملاء الزملكاوية.
سابعاً: «هيبة الأهلى» لم تنكسر على أيدى مجلس إدارة يدفع فواتير وديون مجلس سابق، ويسدد مستحقات اللاعبين والضرائب المستحقة للدولة، بل الذى كسرها هو مجلس سابق ترك النادى مدينا ب١٦٠ مليون جنيه ولاعبين لا يتقاضون عقودهم وعمال يتظاهرون من أجل الحصول على رواتبهم.
ثامناً: «هيبة الأهلى» لم تنكسر من مجلس افتتح فرعا جديدا للنادى ومبنى اسكواش عالمى ومنشآت وتجديدات بـ١٠٠ مليون جنيه بل الذى كسر هيبة الأهلى من تركه فى حال مزرية لا أبسط من الإشارة إلى أن حمّاماته كانت أسوأ من المراحيض العامة، وعامل أعضاءه مثل العبيد وأضاع أمواله فى غير موضعها.
أخيراً نأتى للبطولات التى أراها من أهم المعايير التى يقاس بها نجاح منظومة إدارة أى ناد رياضى عنوانه اللعبة مثل الأهلى، وكما تعلمون فإن الإعلام الهادم للأهلى والذى احتل مقاعده بعض أبناء النادى العاقين، يصدرون كذبا فشل المجلس الحالى فى إحراز البطولات ويضعونه فى مقارنة مع مجلس حسن حمدى باعتباره مجلس الإنجازات الكروية التى لن تتكرر، ويعقدون المقارنة بشكل غير علمى، لأنهم لا يجرؤون على مواجهة حقيقة أن مجلس محمود طاهر حقق نفس الإنجازات التى حققها المجلس السابق، عفوا.. لو أنهم جهلة لم يصيبوا من التعليم حظا يؤهلهم لعقد مقارنة علمية، فإن المقارنة على أساس معدل إحراز البطولات تأتى بقسمة عدد البطولات المحققة على عدد سنوات المجلس، فإذا علمنا أن حسن حمدى تولى مقاليد الأمور بعد رحيل المايسترو فى ٦ مايو 2002 وغادر موقعه فى رئاسة النادى فى ٢٩ مارس 2014 فإن المدة تكون ١١ عاما وعشرة أشهر حقق خلالها الأهلى نحو ٢٦ بطولة، بمعدل 2.1 فى العام، فاذا قارناها مع مجلس المهندس محمود طاهر والذى تولى المسؤولية فى أول أبريل 2014 وأتم حتى كتابة هذه السطور عاما وعشرة أشهر أى أقل من عامين أحرز خلالها أربع بطولات يكون معدل إنجاز البطولات ٢.٢ أى أعلى من معدل المجلس السابق حتى الآن وحتى لحظة مهاجمته ومقارنته بذلك المجلس، فالمجلس الحالى لم يفشل فى ملف الكرة كما يدعى الكاذبون، الهادمون، المزورون، المتلونون ولو قدر له أن يحتل السلطة ويحتكرها ١٢ عاما كما حدث سابقاـ ولن يحدث لأن مصر لن تعود للخلف- فإنه سيكسر ما يسمونه أرقاما قياسية للبطولات.
مع ملاحظة أن أول عامين فى عهد مجلس حسن حمدى والخطيب عام 2002/2003 و2003/2004 لم يحصل الأهلى على بطولة الدورى ولا أى بطولة أفريقية وأول دورى فاز به وأول بطولة أفريقية حصل عليها مجلس حسن حمدى كانت بعد عامين من توليه المسؤولية فى 2004/2005، بينما أيضا - لناقصى التعليم والقدرة على عقد المقارنات- فى المقابل فإن محمود طاهر فى أول عام لتوليه المسئولية حصل على بطولة الدورى، كما حصل على بطولة الكونفدرالية الأفريقية لأول مرة فى تاريخ النادى.
.. ومما تقدم نكتشف أن هيبة الأهلى أخلاقيا وسلوكياً وشرفا وطهارة وإنجازا وبطولات ومنشآت واحتراما لكرامة أعضائه وحفاظا على وحدة جماهيره عادت مع محمود طاهر (المفترى عليه) وليس العكس.