لا يكف رجل الأعمال الأمريكى دونالد ترامب، الساعى للحصول على دعم الحزب الجمهورى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عن إثارة الجدل بشأن آرائه، سواء بمطالبته بمنع دخول المسلمين لأمريكا لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر مرة أخرى، أو هجومه على منافسيه على كرسى البيت الأبيض مثل هيلارى كلينتون، الساعية للترشح عن الحزب الديمقراطى، بل أثار جدلاً بشأن إعجابه برؤساء وزعماء لأنظمة قمعية، وبعضها تصنفها الولايات المتحدة أنظمة «معادية»، مثل كوريا الشمالية وروسيا.
فمؤخرا، أثنى «ترامب» على أساليب زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج أون، في إدارة بلاده، وقال: «يجب أن يكون كيم مثالا يُفتخر به، لقد كان في الـ25 أو الـ26 من عمره عندما توفى والده»، مشيدا بتخلصه من معارضيه، مسلطا الضوء على قتله عمه، واصفا إياه بأنه «أمر لا يُصدق، وأنه رجل لا يعرف الهزل»، وكان «أون» فاجأ العالم عندما أمر بتفجير بلاده القنبلة الهيدروجينية للمرة الأولى، رغم فرض عقوبات دولية عليها، وردت واشنطن عليه بإرسال القاذفات طويلة المدى النووية القادرة على الطيران على مستوى منخفض فوق كوريا الجنوبية في استعراض للقوة.
كما أثنى «ترامب» على الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، وقال: «إنه شرف عظيم أن يمدحك رجل يحظى باحترام كبير في بلده وفى الخارج»، وذلك بعدما رحب «بوتين» بإعلان رجل الأعمال الأمريكى استعداده لتطوير العلاقات مع روسيا، وأكد أن «ترامب» يتقدم على المرشحين الآخرين لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وانضم الرئيسان العراقى والليبى الراحلين، صدام حسين ومعمر القذافى، لقائمة الرؤساء الجيدين في نظر «ترامب»، وقال: «لو ظل صدام حسين والقذافى في الحكم لكان العالم اليوم أفضل»، بعدما وصف أوضاع العراق وليبيا وسوريا والشرق الأوسط عامة بـ«الكارثة»، مؤكدا أن سياسته الخارجية كرئيس «ستعتمد على القوة».
وذكّرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الأربعاء، بحوار قديم لـ«ترامب» أجراه مع مجلة «بلاى بوى» الأمريكية، في 1990، عندما تم سؤاله عن انطباعه عن الاتحاد السوفيتى السابق، قال فيه إن «روسيا خارج السيطرة، وقيادتها تعلم ذلك»، وأضاف: «هذه مشكلتى مع ميخائيل جورباتشوف، وتحتاج ليد حازمة»، وتوقع الإطاحة بالرئيس الروسى السابق لأنه «أظهر ضعفا غير عادى»، وعندما طُلب منه توضيح معنى «اليد الحازمة» أشار إلى الصين، في تلميح لحادث احتجاجات ميدان «تيانانمين» السلمية، عام 1989، التي طالبت بإصلاح سياسى، لكن السلطات أصدرت أوامر بحملة أمنية لإخمادها، وقُتل فيها المئات، وكانت مظاهرات هي الأكبر من نوعها ضد الحكم الشيوعى منذ قيام جمهورية الصين عام 1949.