اختار الكاتب «محمد الشافعى» تاريخ المقاومة موضوعا أصيلا للكتابة، وله فى هذا المجال 22 كتابا، كان آخرها كتابا «الناصر صلاح الدين.. الاتحاد قبل الجهاد» الذى صدر مؤخرا عن كتاب الجمهورية، و«حكايات فرعونية.. ثورات ومقاومة» الصادر عن سلسلة تاريخ مصر بدار الهلال التى يرأس تحريرها.
عن هذين الكتابين وصدورهما فى هذا التوقيت بالتحديد يقول الشافعى: نشرت هذين الكتابين لكونهما يشيران إلى نقاط مضيئة فى التاريخ المصرى والعربى، فالناصر صلاح الدين يوضح أن الدرس الأول الذى يجب أن نتعلمه من هذا الرمز هو ضرورة الاتحاد أو توحيد العرب على كلمة واحدة، فالانجاز الحقيقى لصلاح الدين ليس فى الانتصار فى المعارك، فقد انتصر فى عدة معارك وانهزم فى عدة معارك أخرى، وانتهى به الأمر إلى توقيع معاهدة سلام تشبه كامب ديفيد، ولكن الدرس الحقيقى هو أنه استطاع توحيد العرب، وما يحتاجه العرب الآن هو استنساخ هذه التجربة وتحقيق الوحدة.
ويضيف: سعيت لنشر هذا الكتاب فى سلسلة جماهيرية لذلك اخترت كتاب الجمهورية، لأن هذه السلسلة نشرت لى من قبل كتاب «دنشواى مائة عام من العزة» طبعت منه 7 آلاف نسخة نفدت فى أقل من عشرة أيام، ونشرت من قبل عدة كتب فى مكتبة الأسرة، وكان الدكتور سمير سرحان يشجع هذه الفكرة المتمثلة فى إصدار كتب ترصد تاريخ المقاومة المصرية والتأكيد على الرموز الوطنية التى لا يتذكرها الكثيرون.
وبالنسبة للكتاب الثانى «حكايات فرعونية.. ثورات ومقاومة» يوضح: مشروعى الأساسى هو كتابة تاريخ المقاومة، وهو ما رصدته فى 22 كتابا أرسخ فيها للمقاومة فى التاريخ الوطنى، ليس فقط المقاومة وقت الحرب وإنما باعتبارها رد فعل سلبياً فهى أمر يفرض علينا عندما يتم استهداف أقدارنا ومقدراتنا، هنا يأتى دور المقاومة وهو الرفض بإيجابية، الاستهداف الذى يتعرض له العرب الآن فى السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة، كلها تتطلب المقاومة، يجب مقاومة إسرائيل، وما نتعرض له فى منابع النيل، ولذلك أردت التأكيد على فكرة وجود المقاومة منذ عصر المصريين القدماء، ويتابع الشافعى: نحن شعب ديناميكى متحرك إذا جاءته الفرصة، لكننا شعب ساكن وصامت إذا لم تأتنا الفرصة، وعادة ما تأتى فرصتنا بالتحرك خلف قائد، فالتحرك الذاتى غير وارد إلا فى حالات الجوع.
وعن مدى الترحيب بنشر كتب المقاومة يقول: جربت النشر فى دور النشر الخاصة، ونشرت كتبا جريئة فى الثقافة الجماهيرية، وللحقيقة أن هناك إقبالا على نشر هذه الكتب، ولكن فى المقابل لا يوجد من يكتبون هذا النوع من الكتب إلا نادرا، لدرجة أننى أصبحت أشعر وكأن لدى «توكيل المقاومة»، هناك تجريف للوعى الوطنى، أكبر نسبة أمية وطنية فى العالم كله موجودة لدينا، الشباب لا يعرف تاريخه، برنامج «البيت بيتك» ذهب بكاميرا إلى تمثال عبدالمنعم رياض وسأل الناس عن هذا الرجل.. لا أحد يعرفه، رغم أنه البطل الذى استشهد فى أقرب نقطة للعدو، المشكلة أن وسائل الإعلام تمارس نوعا من تغييب الوعى الوطنى، هناك خطأ وصل إلى مرحلة الخطيئة الآن تشترك فيه مناهج التربية والتعليم، ووسائل الإعلام ووزارة الثقافة.
ويشير الشافعى إلى أنه سبق وقدم اقتراحا للرئيس مبارك أثناء افتتاح معرض الكتاب فى إحدى الدورات بأن يشكل المجموعة الثقافية على غرار المجموعة الاقتصادية يضمن من خلالها نشر الوعى عن طريق جميع المنابر بدءا من منبر الجامع وحتى شاشة التليفزيون التى تدخل كل بيت وكان رد الرئيس «ليه لأ .. ما عنديش مانع» لكن الفكرة ماتت لأن أحدا لم يتبنها، ولدى فكرة أخرى أعمل عليها حاليا، وأنجزت معظمها وهى الأجندة الوطنية، أجندة تطبع وتوزع على مراكز الشباب وعلى المدارس والجامعات، تضم كل الأيام المجيدة فى تاريخ مصر من 1 يناير حتى 31 ديسمبر، نحن ليس لدينا 365 يوما مجيدا فقط فى السنة بل لدينا 3 آلاف 365 يوما، وأتمنى أن تقف معى إحدى المؤسسات الكبرى لتنفيذ هذه الأجندة، ورغم أننى طالبت بها كثيرا فإنه لم يتحمس لها سوى مؤسسة ثقافية اسمها مؤسسة نجلاء محرم فى الزقازيق، ولكن لم تفكر وزارة الثقافة أو مؤسساتها فى تبنى هذا المشروع، لأن هذه الأجندة يجب أن تطبع منها آلاف النسخ وتوزع فى جميع أنحاء الجمهورية.