x

«زي النهارده».. فوز «الوفد» بـ ٩٠% من مقاعد «النواب» ١٣ يناير ١٩٢٤

الأربعاء 13-01-2016 06:31 | كتب: ماهر حسن |
سعد زغلول - صورة أرشيفية سعد زغلول - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

حين تولى الخديو إسماعيل حكم مصر فى ١٨٦٣ لم يكن فى مصر هيئة نيابية تمثل الشعب، منذ إبطال مجلس الشورى، الذي أسسه محمد على، ثم انقضى عهد عباس وسعيد دون أن يتحقق هذا، فلما ولى إسماعيل فكر فى إنشاء مجلس الشورى على نظام جديد سماه «مجلس شورى النواب».

افتتح فى نوفمبر ١٨٦٦ بالقلعة، برئاسة إسماعيل راغب باشا، الذى عين رئيساً للمجلس فى دورة انعقاده الأولى مما يمثل الخطوة الأهم فى تطور الحياة النيابية فى مصر، حيث يعد أول برلمان يمتلك اختصاصات نيابية حقيقية، وصولا إلى الخامس عشر من مارس عام ١٩٢٣، حيث تم تأليف وزارة يحيى باشا إبراهيم التى حذت حذو وزارة نسيم باشا فى السكوت على ما أسقطته وزارة نسيم من المواد الخاصة بالسودان، وارتفعت أصوات الاحتجاجات على تشويه الدستور، ثم صدر الدستور فى أبريل سنة ١٩٢٣ بأمر ملكى، ولكن بعد حذف النصين المتعلقين بالسودان ورفعه يحيى باشا إلى الملك فؤاد الذى وقع عليه.

وفى ٣٠ أبريل ١٩٢٣ صدر أول قانون للانتخاب فى مصر فى ظل هذا الدستور،وكان قد تم الإفراج عن سعد زغلول وصحبه، وعن المحكوم عليهم من أعضاء الوفد فى الداخل أو فى سيشيل لتدور رحى أول معركة انتخابية فريدة من نوعها فى مصر، وكان يحيى إبراهيم باشا، رئيس الوزراء ووزير الداخلية، هو المشرف العام على هذه الانتخابات ومنظمها، وكان مرشحاً فى دائرة الشرقية، وكانت الدلائل تشير إلى إن الوفد سيفوز بالأغلبية الساحقة وكانت المعركة حامية.

و«زي النهارده» في ١٣ يناير ١٩٢٤ تم الإعلان عن فوز حزب الوفد فى أول انتخابات برلمانية فى مصر حيث نال ٩٠% من مقاعد النواب، كما خسر أشهر خصوم سعد بل وسقط رئيس الوزراء ووزير الداخلية يحيى إبراهيم باشا، في دائرة منيا القمح أمام مرشح الوفد (والد المهندس سيد مرعى.

وكان سقوطه شهادة ناطقة له بنزاهة الانتخابات وتجنيبها تدخل الحكومة أو الضغط على الناخبين فى جميع الانتخابات.

ويقول الدكتورجمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بآداب عين شمس و مستشار الجامعة للشئون السياسية إن هذه الجولة الانتخابية دشنت للنزاهة الانتخابية وكانت نزيهة بمقتضي مواد دستور 1923 بدليل سقوط رئيس الوزراء ووزير الداخلية يحيي ابراهيم باشا أما مرشح الوفد في منيا القمح لكن هذه النزاهة لم تدم ولم تستغرق كثيرا، فيما سيطرت أحزاب الأقلية والموالية للسراي علي 75 % منذ بدأ استغلال الفلاحين بسبب ظروف الجهل والفقر والمرض، حتي أن عبد الحميد جودة السحار قال في ذلك إن الفلاحين كانوا يشحنون كالبهائم ليصوتوا للعمد والباشوات وتبدت الفصول الأولي للمال السياسي لضرب حزب الوفد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية