شاركت «المصرى اليوم» في العبور التجريبى لكوبرى السلام أعلى قناة السويس، أمس الأول، في أول تشغيل تجريبى، بعد إغلاقه عقب ثورة 30 يونيو واعتصامى «رابعة» و«النهضة» خشية استهدافه من قبل جماعة الإخوان أو تعرضه لعمل إرهابى من الممكن أن يؤثر على حركة الملاحة بقناة السويس. ويعد كوبرى السلام هو جسر العبور والتنمية الرابط بين شرق قناة السويس وغربها، وهو أسرع طريق للتنمية الحقيقية داخل سيناء، وجاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة افتتاحه باعتباره جسر التنمية الأسرع لسيناء، حيث يوفر الوقت والجهد في عبور المجرى الملاحى للقناة، كما يوفر عبور معديتين للقناتين الجديدة والحالية عبر سرابيوم ومعدية نمرة 6 بوسط مدينة الإسماعيلية.
وفور صدور توجيهات الرئيس السيسى، بدأت الجهات المعنية الاستعداد لفتح كوبرى السلام في عبور تجريبى أمس الأول، وتم إنشاء كوبرى عائم بمنطقة القنطرة للعودة من الشرق إلى غرب القناة حتى يتم الانتهاء من أعمال الصيانة التي تنفذها شركات الطرق بالكوبرى في الاتجاه القادم من الشرق إلى غرب القناة.
«المصرى اليوم» كانت من أول العابرين لكوبرى السلام في الاتجاه الشرقى للمجرى الملاحى، بعد الخضوع لعمليات تفتيش دقيقة وشخصية للسيارة والمعدات، خلال تنفيذ عملية العبور التجريبى أعلى المجرى الملاحى لقناة السويس.
يبعد كوبرى السلام 20 كيلومتراً من مدينة الإسماعيلية، وتنتشر مجموعات من رجال الشرطة والقوات المسلحة أمام مدخل الكوبرى الرئيسى، وعلى بعد كيلومترات تقف السيارات، ما بين ملاكى ونقل ومقطورة، صفًا واحدًا أمام مدخل الكوبرى تنتظر العبور السريع والأمان للمجرى الملاحى عبر كوبرى السلام بعد أن تم الإعلان عن أن هناك عبورًا تجريبيًا للكوبرى، مساء أمس الأول.
«المصرى اليوم» تجولت بين السيارات أمام مدخل كوبرى السلام التي كانت تنتظر إجراءات التفتيش والسماح لها بالعبور للجهة الشرقية، وقال أمين خليل، سائق سيارة نقل، إنه يقف في طابور انتظار التفتيش لعبور الكوبرى وهو لا يصدق حتى الآن أن الكوبرى سيتم افتتاحه مرة أخرى للعمل، معرباً عن سعادته لأنه يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد في انتظار المعديات التي تستغرق ساعات طويلة حتى نتمكن من العبور إلى الجهة الشرقية أو العكس، ووجه الشكر إلى الرئيس السيسى على القرار الجرىء بإعادة تشغيل الكوبرى لما يوفره من وقت وجهد يوميًا على المترددين على المجرى الملاحى.
وأكد محمود الليثى، صاحب محل حلويات، شرق قناة السويس، أن كوبرى السلام يعد عاملاً مساعداً في حل أزمة المعديات، وتحديدًا بعد حفر قناة السويس الجديدة، لافتاً إلى أن المعديات تستغرق الكثير من الوقت، حيث يصل وقت انتظار المعدية حتى تتمكن من العبور إلى شرق القناة يوميًا أكثر من 5 ساعات متواصلة، مما يسبب ضياعا للوقت والجهد وأيضا الأموال التي ننفقها على السيارات مقابل انتظارها أمام المعديات.
وأضاف سعد عبدالهادى، سائق، أن الكوبرى سيكون له دور في إحضار السيارات النقل والعمل في نقل وتجمع البضائع والخضروات والفاكهة من وإلى محافظة شمال سيناء، مشيراً إلى أنه رفض العديد من مشاوير العمل والنقل إلى سيناء تحديدا بسبب المعديات وطرق العبور من المعديات التي أصبحت مرهقة بشكل كبير، لافتاً إلى أنه حضر إلى الإسماعيلية منذ العاشرة صباحًا وانتظر حتى السادسة مساءً.
وأعرب محمد مسلم سعد، سائق من مدينة بئر العبدبشمال سيناء، عن شكره للرئيس السيسى على هذه الخطوة الإيجابية التي توفر على كل من يتردد على المعديات أو كوبرى السلام، مشيراً إلى انه ينقل يوميًا فاكهة وخضراوات من المحافظات إلى مدينة بئر العبد، ما يتسبب في تأخير كبير بسبب انتظار المعديات حيث يصل عدد ساعات الانتظار في بعض الأوقات إلى 6 أو 7 ساعات يوميًا.
ووسط حراسة أمنية مشددة وقف رجال الشرطة والقوات المسلحة بنظرات حادة تستكشف يمينًا ويسارًا، كل من يدخل إلى منطقة التأمين بمدخل الكوبرى الرئيسى، دخلت «المصرى اليوم» إلى منطقة التفتيش، حيث يفحص رجال الأمن تراخيص السيارات بالكامل، ثم يأتى جندى من القوات المسلحة ليسأل: إذا كان داخل السيارة أطفال أو حوامل عليهم النزول من السيارة قبل الدخول على جهاز الأشعة، ويقوم الجندى وبجواره ضابط برتبة رائد بالقوات المسلحة ويشرح للعابر ما سيقوم به قبل المرور على جهاز الأشعة «إكس راى» قائلاً: «أستاذ من فضلك اغلق زجاج سيارتك، وادخل على الجهاز بسرعة من 2 إلى 5 كيلومترات من فضلك» وبالفعل تم تنفيذ تعليمات الأمن وتخرج السيارة من جهاز الأشعة إلى الجانب الآخر من الجهاز ويقوم جنود من القوات المسلحة بتفتيش السيارة وإخراج كل محتوياتها لتفتيشها وإعادتها إلى وضعها الأول، وتبدأ عمليات التفتيش بالنزول من السيارة والتفتيش أسفل المقاعد، وشنطة السيارة، ثم تقوم بفتح موتور السيارة ليخضع للفحص، وبعد التأكد من تعقيم السيارة بالكامل يتم السماح بمرورها من أول نقطة تفتيش، وبجوار النقطة يوجد جهاز آخر لأشعة «إكس راى» ضخم ويستخدم مع السيارات النقل والمقطورة لفحصها قبل دخول الكوبرى، ونشاهد بجوارنا سائق الشاحنة ينزل من سيارته وهى أسفل الجهاز الحديث الذي يخترق الحديد ويكشف ما بداخله على عمق 6 أمتار.
وعلى بعد خطوات معدودة من نقطة التفتيش الأولى، نجد ضابط شرطة بزى ملكى يقف أمام مطلع الكوبرى وبيده أجهزة للكشف على السيارات من الداخل والخارج وكلب بوليسى يدعى «توم».
يأتى الضابط ويطلب إيقاف محرك السيارة والنزول منها، يقوم الضابط بالمرور حول السيارة بأجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء للكشف على جميع أنواع المعادن والمتفجرات والمخدرات، يقول بصوت غليظ «ابدا يا عنصر»، «شم هنا» ويأتى الكلب البوليسى «توم» مسرعًا تنفيذًا لأمر قائده ويمر حول السيارة والشنطة ويعود بسلام إلى قائده مرة أخرى.
وبالاقتراب من الضابط تبين أنه المقدم محمد غراب، رئيس قسم المفرقعات والحماية المدنية بالإدارة العامة لتأمين محور قناة السويس، وقال إن المدخل مزود بأحدث أجهزة الكشف عن المعادن والمخدرات والمتفجرات والأسلحة مزودة بالأشعة تحت الحمراء، للسيارات النقل والمقطورة، مع تزويد الضباط والأفراد المكلفين بالخدمات بمدخل الكوبرى بأجهزة الكشف أسفل السيارات بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وأجهزة الكشف أسفل التربة، وأجهزة كشف المعادن اليدوى، بالإضافة إلى عنصر الكلب البوليسى المدرب، والرايات العاكسة وأشعة «إكس راى» التي تكشف جسم السيارة من الداخل بالكامل.
وأشار إلى أن قوات تأمين كوبرى السلام تقوم يوميا بأعمال تعقيم موسعة لبدن الكوبرى والوصلات المعدنية للأنفاق أسفل الكوبرى، وأعمدة الإنارة، والتى تؤدى إلى مساكن المواطنين أسفل الكوبرى، كما يتم أعمال التعقيم للكوبرى بالكامل على مساحة 9.5 كيلومتر ومداخل مخارج الكوبرى بالإضافة إلى أسفله من جميع الاتجاهات لتصل مسافات التعقيقم يوميا إلى 20 كيلومتراً وتكون سيرًا على الأقدام، لأن عمليات التعقيم تكون بالحواس الخمس والأجهزة الحديثة.
وبعد عمليات تفتيش وفحص على أعلى مستوى، وقف الجميع في انتظار الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس واللواء أركان حرب ناصر العاصى، قائد الجيش الثانى الميدانى، واللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، واللواء على العزازى، مدير الأمن، ووصل أتوبيس أبيض اللون يستقله الفريق مهاب مميش والحضور، وبدأ في الصعود إلى كوبرى السلام ونحن خلفه لنجد أعمال التطوير والإصلاحات تتم على قدم وسائق بأجزاء من الكوبرى، وسط حراسة أمنية مشددة وتواجد لعناصر الأمن من رجال القوات المسلحة والشرطة في كل 5 أمتار على طول الكوبرى بالكامل، ثم الوصول إلى الجهة الشرقية للقناة ويبدأ طريق العودة إلى الجهة الغربية للمجرى الملاحى، لكن عن طريق الكوبرى العائم التابع للقوات المسلحة والهيئة الهندسية.
وعندما تقرر العودة من شرق القناه إلى غربها يكون الطريق الأسهل والأسرع هو عبور الكوبرى العائم الذي أقامته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى يتم الانتهاء من أعمال الإصلاحات بكوبرى السلام من الاتجاه القادم من الشرق إلى الغرب، حيث يقف رجال القوات المسلحة والهيئة الهندسية وأسفل كوبرى السلام وبجوار معدية القنطرة تم نصب كوبرى عائم بمعرفة الهيئة الهندسية أنشأه اللواء 122 كبارى بقيادة العميد عمرو شلبى والعقيد هانى خربوش الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على بعد 500 متر من كوبرى السلام، بطول 400 متر ويسمح بعبور السيارات الملاكى والسيارات النقل حتى وزن 60 طنًا.
ويقف ضباط الهيئة الهندسية والكبارى على الكوبرى العائم حتى يتم الاطمئنان على جميع السيارات أنها عبرت المجرى الملاحى بسلام والتأكد من وصولها إلى الجهة الغربية.
من جانبه، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إنه تمت موافقة رئيس الجمهورية على إعادة تشغيل كوبرى السلام أعلى قناة السويس بعد اتخاذ جميع الإجراءات التأمينية اللازمة لتأمين الكوبرى وحركة العبور شرقًا وغربًا.
وأضاف أنه قد عقد مؤتمرا موسعا بحضور المحافظ اللواء يس طاهر واللواء أركان حرب ناصر العاصى، قائد الجيش الثانى الميدانى، واللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، واللواء على العزازى، مدير أمن الإسماعيلية، وعدد كبير من القيادات الأمنية وجميع الأجهزة المعنية لبحث ومناقشة الإجراءات التنفيذية اللازمة لإعادة تشغيل الكوبرى مرة أخرى بشكل آمن وسريع تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وأشار إلى أنه تم إجراء جميع التنسيقات اللازمة بين مختلف الجهات المعنية والاتفاق على بدء التشغيل التجريبى للكوبرى، على أن يتم تقييم الموقف كاملاً، استعدادًا لبدء التشغيل الفعلى اعتبارا من غد الخميس خلال الفترة من الساعة السادسة مساءً وحتى الواحدة صباحًا بسبب عبور قوافل السفن للمجرى الملاحى.
وقال إنه سيتم عبور المركبات من الغرب إلى الشرق من خلال كوبرى السلام بحمولات لا تزيد على 40 طناً كحد أقصى، على أن تتواجد المركبات قبل الميعاد بساعتين لإتمام إجراءات الفحص والوزن والتأمين اللازم، مشيرًا إلى أنه سيتم الأخذ في الاعتبار أنه سوف يتم استبعاد عبور سيارات النقل التي تحمل «مواد بترولية أو مواد ملتهبة أو سن أو دبش» من العبور من الكوبرى، أما المركبات القادمة من شرق القناة فتقرر أن يتم عبورها مستخدمة الكوبرى العائم الذي أعدته القوات المسلحة بحمولات حتى 60 طنا كحد أقصى ويقع جنوب معدية القنطرة غرب بالكيلومتر 48 ترقيم قناة.