شيعت أمس جنازة الفنان الراحل حمدي أحمد، من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، بحضور شعبي كبير وغياب هزيل للفنانين والمثقفين، اقتصر على أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، خالد زكي، رشوان توفيق، احمد راتب، والاعلامي مصطفى بكري، والمخرج أحمد صقر وسامح الصريطي وأهله وأقاربه، وصاحبوه حتى دفن جثمانه بمقابر العائلة بطريق الواحات، وذلك بعد ان وافته المنية اثر ازمة صحية عن عمر يناهز 82 عامًا.
من جانبه قال أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ان مصر خسرت فنان عظيم، وطني، كرمه الشعب وقدر أعماله ومواقفه السياسية واراؤه التي ثبت عليها على مدار عمره، وان النقابة ستقيم له عزاء يوم الثلاثاء بمسجد الحامدية الشاذلية، قائلا انه قام بزيارته مؤخرًا في مستشفى الحلمية العسكري، واكد ان الدولة تسانده ممثلة في لقائد العام والقائد الاعلى للقوات المسلحة الذين اصروا على علاجه بالقوات المسلحة لعطاءه ومشواره الكبير.
بينما قال الفنان رشوان توفيق ان حمدي أحمد صديق مقرب وملتزم ومجتهد واختياراته تكون بعناية، ويحتل مكانة قوية في قلوب المصريين.
ويقول الناقد طارق الشناوي إنه من الفنانين القلائل الذين كان لهم موقف سياسي معارض للنظام ولكامب ديفيد منذ أيام أنور السادات، لانه كان من حزب العمل الذي كان ينظر له كحزب معارض قوي، وبسببه تسدد أمامه كل سبل العيش ايام إبراهيم شكري، وحاربته الدولة وتعاملت معه بقسوة لانها كانت في هذا الوقت تملك الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما ولم يكن هناك فضائيات أو جرائد، وبسبب مواقفه السياسية لعبت دور سلبي في حياته،و تحمل المسؤولية وتبعيات الموقف وجلس في البيت طويلا، في انتقام الدولة منه، ورفض ان يتعامل بنظرية الجزرة والعصا التي تتعامل بها الدولة مع المبدعين، لم يخشى عصا النظام ولم ينتظر جزرة النظام، وهو من الحالات النادرة في حياتنا الثقافية.
وأضاف: «استطاع أن يكون لنفسه تاريخ وكان دوره في فيلم القاهرة 30 من خلال شخصية محجوب عبدالدايم، ولكن للأسف هذا الدور أثر على باقي نجاحاته، وكأنه جبل حجب كل أعماله السابقة، وكان منتظر ان يقدم اعمال افضل ولم يحدث، ولذلك كان دايما ينزعج في اختصار حياته الفنية في هذا الدور، وعاني من عقدة هذا الدور ونجاحه، وكان للاعلام والصحافة دور كبير في هذه العقدة».