تردت العلاقات أكثر بين إيران والسعودية، الخميس، مع قرار طهران بوقف جميع أشكال التعامل التجاري مع الرياض واتهامها طائرات حربية سعودية بمهاجمة سفارتها في العاصمة اليمنية. ودبّ خلاف بين البلدين الغريمين في الشرق الأوسط منذ أعدمت السعودية يوم السبت الماضي رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي دأب على انتقاد أسرة آل سعود، مطالبا بحقوق أكبر للأقلية الشيعية في المملكة.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وحذت حذوها البحرين والسودان وجيبوتي والصومال، بينما خفضت الإمارات مستوى التمثيل الدبلوماسي واستدعت الكويت وقطر وجزر القمر سفراءها لدى إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران بعد إعدام النمر و46 شخصا آخرين.
وخلال اجتماع وزاري ترأسه الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الخميس حظرت إيران جميع الواردات من السعودية. وكانت السعودية أعلنت يوم الإثنين الماضي وقف الصلات التجارية والرحلات الجوية مع إيران.
وقالت إيران اليوم الخميس أيضا إن طائرات حربية سعودية هاجمت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء وردت الرياض بأنها تحقق في الأمر.
ونقل التليفزيون الرسمي عن حسين جابر أنصاري المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله «السعودية تتحمل مسؤولية الأضرار التي لحقت بمبنى السفارة وإصابة بعض العاملين».
وقال سكان وشهود في صنعاء إن مقر السفارة في حي حدة لم يلحق به أي أذى.
وأضافوا أن ضربة جوية أصابت ميدانا عاما على بعد نحو 700 متر من السفارة وأن بعض الحجارة والشظايا سقطت في فناء السفارة.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان إن إيران ستسلم تقريرها الرسمي عن الهجوم إلى الأمم المتحدة اليوم الخميس.
ويشن تحالف تقوده السعودية حملة عسكرية ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران في اليمن منذ مارس الماضي.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد العسيري إن طائرات التحالف نفذت هجمات مكثفة في صنعاء ليل الأربعاء مستهدفة منصات إطلاق صواريخ تستخدمها جماعة الحوثي ضد السعودية.
وأضاف أن التحالف سيحقق في الاتهام الإيراني وأن جماعة الحوثي استخدمت منشآت مدنية منها سفارات مهجورة.
وبينما تعتبر الرياض أن إيران تستخدم الحوثيين لزيادة نفوذها فإن الحوثيين ينفون هذا الاتهام ويقولون إنهم ثاروا في وجه حكومة فاسدة وقوى عربية في منطقة الخليج موالية للغرب.
ووجه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال حسين سلامي رسالة للسعودية بأنها «ستنهار» خلال السنوات القادمة إذا استمرت في انتهاج ما وصفه بسياساتها الطائفية في المنطقة.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن سلامي قوله خلال مراسم في طهران لتأبين النمر «سياسات النظام السعودي سيكون لها تأثير كتساقط قطع الدومينو وسيندفن تحت الانهيار الذي أحدثه.
وشبه سلامي السياسات السعودية بسياسات صدام حسين وقال: «المسار الذي يسلكه النظام السعودي مثل المسار الذي سلكه صدام في الثمانينات والتسعينات. لقد بدأ حربا مع إيران وأعدم رجال دين بارزين ومسؤولين كبارا وقمع المعارضين وانتهى به الأمر إلى ذلك المصير البائس».
وأُعدم صدام عام 2006 بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لقتله 148 قرويا شيعيا بعد محاولة فاشلة لاغتياله عام 1982.
وإلى جانب حظر الاستيراد أكد مجلس الوزراء الإيراني أيضا حظر رحلات العمرة إلى السعودية والذي فرضه بداية في إبريل بسبب مزاعم تحرش رجال أمن سعوديين جنسيا بشابين إيرانيين في مطار سعودي.