تمثل التجربة النووية الهيدروجينية التي أعلنتها كوريا الشمالية، أمس، تطوراً محورياً في مسيرة بيونج يانج نحو امتلاك السلاح النووى، وإعلان انضمامها رسميا للنادى الذرى، لتقف بذلك في مواجهة العديد من دول العالم وتمثل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمى والدولى، في مواجهة العقوبات الغربية عليها، وبينما استنفرت القوى الغربية وبدت أنها تقف صفا واحدا في مواجهة هذا التهديد الذي يمثله النظام الشيوعى الكورى الشمالى، فإن العالم لا يزال يواجه خطر الإبادة النووية بامتلاك العديد من دوله آلاف الرؤوس والقنابل النووية، ووسائل توصيلها، وتغذى تلك المخاوف الصراعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط وامتلاك إسرائيل لهذا السلاح في مواجهة إيران التي تسعى جاهدة لحيازته، رغم اتفاقها النووى مع الغرب، بجانب التنافس الهندى- الباكستانى لإجراء المزيد من التجارب النووية.
أخبار متعلقة
في خطوة مفاجأة، قبل يومين من عيد ميلاد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، أعلنت بيونج يانج إجراء أول تجربة لقنبلة هيدروجينية في تاريخها، وصفتها بـ«الناجحة والدقيقة»، بأمر من رئيس الدولة، في تطور خطير يضع العالم مجددا على حافة تهديد الرعب النووى، وهو ما قوبل بإدانات دولية وموجة تنديد واستنكار وتوعد أمريكى غربى بمزيد من العقوبات على بيونج يانج.المزيد
يعتبر الخبراء أن القنبلة الهيدروجينية التي تقدر القوة التدميرية لها بنحو 2000 ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكى في اليابان، خلال الحرب العالمية الثانية- سلاح ذو حدين، حيث تمثل خطرا على الدول التي أنتجتها قبل الدول التي تواجه تهديدات باستخدامها ضدها، بسبب تفاعلاتها الكيميائية التي تقوم على تحفيز الاندماج النووى بين نظائر كيميائية لعنصر الهيدروجين، إذ ينتج الاندماج طاقة وحرارة تفوقان بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووى الذي يعد المصدر الرئيسى للطاقة التي تنتجها الشمس، وهو أساس صنع القنابل النووية العادية، ولهذا تسمى القنبلة الهيدروجينية بـ«الاندماجية» أو«الحرارية».
منذ خمسينيات القرن الماضى، تسابق العديد من دول العالم لامتلاك الطاقة النووية، وفى مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، التي كان سباق السلاح جزءاً من الحرب الباردة بين البلدين.
وبالإضافة إلى القوى الخمس النووية الكبرى المتمثلة في الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، توجد 4 دول أخرى تمتلك أسلحة نووية، هي الهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية.
ووفقاً لتقديرات «اتحاد العلماء الأمريكيين» يوجد حوالى 15700 رأس حربى في العالم تمتلكها 9 دول، منها 4100 جاهزة للاستخدام، ونحو 508 مفاعلات نووية، منها 443 مفاعلاً قيد التشغيل، و65 تحت الإنشاء، وفقاً للأرقام الرسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومبادرة التهديد النووى.
ورصد موقع Icanw توزيع انتشار السلاح النووى، موضحاً أنه لا يقتصر على الدول التي تمتلك هذا السلاح فقط، فتوجد 5 دول أوروبية لا تملك برنامجاً نووياً، لكنها تنشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها في إطار حلف «ناتو»، وهى بلجيكا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وتركيا.المزيد
