سلطت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية الضوء على الهجمات الأخيرة التي شنها الفرع الليبي لتنظيم «داعش» الإرهابي، قرب ميناء رئيسي لتصدير النفط في منطقة البحر المتوسط، في أحدث تصعيد لهجمات التنظيم، والذي وصفته مصادر الأمن الوطني الأمريكي بأنه يؤكد رغبة الجماعة الإرهابية في الاستيلاء على الأراضي المنتجة للنفط في البلاد التي مزقتها الحرب، وذلك لتمويل مطامعه الدولية.
وقالت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إنه على الرغم من عدم إحكام داعش سيطرته على أي من موانئ تصدير النفط الكبرى، أعلن التنظيم الإرهابي، أمس، سيطرته على مدينة «بن جواد» الساحلية الاستراتيجية، قبل أن يشتبك مع قوات الأمن الليبية قرب ميناء السدرة لتصدير النفط.
وأشارت إلى أن ميناء السدرة يقع بالقرب من قلب «الهلال النفطي» الليبي، وهو امتداد الشريط الساحلي بين بنغازي ووسط مدينة سرت، الذي اتخذه داعش قبل أشهر كأول معقل كبير له خارج قاعدته في سوريا والعراق.. لافتة إلى استغلال التنظيم الإرهابي انزلاق ليبيا في فوضى عارمة عقب سقوط ومقتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي عام 2011 وتمزقها بين حكومة معترف بها دوليًا في شرق طبرق وحكومة مدعومة من جانب الإسلاميين في العاصمة، طرابلس، منذ ذلك الحين للسيطرة على البلاد ومخزون الطاقة، لملء الفراغ الأمني وانتزاع الأراضي في ليبيا.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن آخر التطورات تشير إلى اندفاع داعش الآن من سرت شرقًا صوب الهلال النفطي، موطن عدد من الموانئ ومرافق التخزين، بما في ذلك أكبر ميناء نفطي في بلدة راس لانوف، حيث أُضرمت النيران في أحد خزاناتها خلال الاشتباكات التي وقعت أمس الإثنين.
وفي السياق ذاته، قال سيث جونز، رئيس مركز السياسة الدفاعية في مؤسسة «راند» الأمنية الأمريكية: «يسيطر داعش على مناطق مثل سرت منذ فترة من الوقت، وإذا كان بإمكانه الآن فعلاً الاستيلاء على سدرة وعدد قليل من المدن الأخرى مثل راس لانوف، حينها سيتمكن من إدارة الميناء النفطي هناك».
واستدرك جونز.. قائلًا: إنه من غير الواضح ما إذا كانت البؤرة الليبية ستكون بمثابة متابعة لنجاح عملية داعش الرئيسية في سوريا والعراق، حيث يمول التنظيم نفسه لأكثر من عام من خلال تهريب النفط من حقول ومصافي النفط القريبة.. موضحًا: «في الوقت الراهن، يبدو أنهم يسعون فقط لزيادة نفوذهم والسيطرة على مزيد من الأراضي، ولا سيما في شمال ليبيا، بيد أن الأمر غير الواضح هو نتيجة ما يفعلونه: أهي محاولة للاستيلاء على البنية التحتية للنفط أم تدميرها».