x

دبلوماسيون غربيون: «داعش» المستفيد الأكبر من الأزمة

الأربعاء 06-01-2016 00:00 | كتب: أماني عبد الغني |
 - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

في الوقت الذي أعلن فيه السفير السعودى لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمى، أن الأزمة مع إيران «لن يكون لها تأثير» على جهود السلام في سوريا واليمن، وأن الرياض «لن تقاطع» محادثات السلام المقبلة حول سوريا، كان للدوائر الدبلوماسية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى رأى مغاير، مؤكدة أن الأزمة الراهنة ستؤثر- لا محالة- على مباحثات سوريا المرتقبة وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابى، بالإضافة إلى الأزمة في اليمن.

وأعرب مسؤولو الإدارة الأمريكية، أمس الأول، عن مخاوفهم إزاء تصعيد الأزمة وما قد تلقيه بظلال على جهود محاربة داعش في سوريا والعراق والمساعى الدولية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، وقال المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربى: «نؤمن بالتواصل الدبلوماسى والمحادثات المباشرة كركيزة أساسية من شأنها تذويب الخلافات، وسوف نمضى قدمًا في دعوة قادة المنطقة إلى اتخاذ أي خطوات على صعيد تهدئة التوتر بين الجانبين»، مضيفًا أن «ثمة تداعيات أكبر من ردود الفعل إزاء عمليات الإعدام التي نفذتها المملكة، وتتمثل في الضرر الذي ستُلحقه بمباحثات السلام في سوريا، وجهود محاربة داعش».
من جانبها، أجرت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى، اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية الإيرانى محمد ظريف، الأحد الماضى، حثته فيه على «تهدئة التوتر وتوفير الحماية اللازمة لدبلوماسيى السعودية».

وبعنوان: «الصدع السعودى الإيرانى يهدد الجهود الدبلوماسية إزاء سوريا»، أكدت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية المخاوف نفسها، ونقلت- على لسان أحد دبلوماسيى الأمم المتحدة- أن «الأجواء العامة للمباحثات لن تكون جيدة»، وأوضحت أن حالة من الترقب والتخوف صارت تسيطر على الغرب.

وأضافت المجلة أن المفاوضين المنتمين للجناح المعارض- ومعظمهم تدعمهم الرياض- سيتخذون موقفًا أكثر انتقادا وحدة إزاء نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ومن ورائه (إيران وروسيا)، وبالتالى سيكونون أقل استعدادًا للتفاهم وطرح الحلول الوسط تجاه الطرف الآخر، ونتيجة لذلك، سيتعين على دبلوماسيى الغرب اللجوء إلى الولايات المتحدة وروسيا والتفاوض معهما، لدعم الجهود الدبلوماسية والحد من أي أضرار قد تلحق بالمباحثات.

وبدورها، تناولت مجلة «سليت» الأمريكية أيضًا التداعيات السلبية التي ستعكسها الأزمة على محاربة داعش، في مقال لمحلل الشؤون الخارجية، جوشوا كيتنج، عنوانه: «إيران والسعودية يكرهان بعضهما البعض أكثر مما يكرهان داعش»، إذ أوضح أن مقتل قائد أحد أكبر الفصائل الثورية في سوريا، في ضربة جوية روسية، الشهر الماضى، هدد بالفعل قوة المباحثات واحتمالات نجاحها، موكدًا أن الأزمة الحالية بين طهران والرياض ستحيد بالمباحثات عن مسارها المرجو.

ولفت جوشوا إلى ما ذكره الباحث الفرنسى أوليفر روى، عقب هجمات باريس، في نوفمبر الماضى، والذى أوضح أنه في الوقت الذي يرى فيه مسؤولو أمريكا وأوروبا أن الأزمة السورية وصعود داعش هما المعضلتان الكبريان على الإطلاق في الشرق الأوسط، فإن اللاعبين الفاعلين من دول المنطقة يرون أن ثمة أعداء أكثر أهمية بالنسبة لهم من ويلات حرب أهلية وداعش.

ورأى جوشوا أن الشاغل الأكبر للسعودية هو احتواء النفوذ الإيرانى، وإخماد الاضطرابات الداخلية، ومن ثم جاء قرار إعدام 47 شخصًا ينتمون لتنظيم القاعدة، إضافة إلى الشيخ نمر النمر، و3 من الشيعة، وهو القرار الذي سعت السعودية من خلاله إلى إعلان رسالة للأغلبية السنية مفادها أن المللك سلمان، وليس القاعدة، هو مَن يمكنه قيادة الحرب ضد الزحف- أو على الأحرى- التجاوزات التي يقوم بها الشيعة، بقيادة إيران.

كما أوضح جوشوا أن المحافظين الإيرانيين أبدوا انزعاجًا من مشاركة عناصر سورية تدعمها السعودية في المباحثات المنتظرة، وما قد يؤول إليه ذلك من إزاحة الأسد، «الموالى لإيران»، ومن ثَمَّ سيكونون أكثر تأزمًا تجاه مباحثات لم تبدأ بعد.

وخلص إلى أن الصراع المحتدم بين الرياض وطهران قد يخدم مصالح مؤقتة لكليهما في المدى القصير، ولكن الشعبين السورى واليمنى هما مَن في مرمى نيران العواقب الوخيمة للأزمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية