x

«تل ابن سلام».. هنا الاتجار فى الآثار «عينى عينك»

الثلاثاء 05-01-2016 18:52 | كتب: غادة عبد الحافظ |
بحيرة المنزلة بحيرة المنزلة تصوير : السيد الباز

منطقة تل ابن سلام وهى منطقة أثرية تقع أسفلها مدينة تنيس عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح الإسلامى، ويؤكد الصيادون أن تلك المنطقة منطقة نفوذ تجار الآثار حيث تجرى أعمال تنقيب غير شرعية ليلا كما تعقد بها صفقات بيع الآثار ولا يمكن للشرطة دخولها لأنها وسط البحيرة ومحاطة بتعديات وحوش لاتسمح بدخول المراكب وقبل وصول أى حملة للمكان يهرب التجار والآثار.

تقع منطقة تل ابن سلام أو كما يعرف تاريخيا بمدينة تونة الأثرية فى قلب بحيرة المنزلة جنوب مدينة تنيس ومساحة التل حوالى 65 فدانا وارتفاعه حوالى 5 أمتار فوق مستوى البحيرة ويعد من الأراضى الأثرية البكر لم تجر بها أى أعمال حفر أو تنقيب رسمية ولكن يلجأ بعض تجار الآثار إلى إجراء عمليات التنقيب بها والاستيلاء على الآثار وبيعها.

وكانت مدينة تونة أو (ابن سلام) كما تعرف حاليا من أهم وأكبر المدن التابعة لمدينة تنيس الشهيرة عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح العربى لمصر حيث كانت تشتهر بصناعة النسيج ويذكرالمقريزى فى مخطوطه أن تونة كان يصنع بها طراز تنيس ويعمل بها كسوة الكعبة أيام الدولة العباسية، كما تم العثور على قطع من النسيج مكتوب عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل فى طراز تونة سنة 190، وفى كتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية فى دراسة عن بحيرة المنزلة تمت فى سبتمبر وأكتوبر سنة 1879 ونشرت فى decade egyptienne وهى دورية كان يصدرها الجيش الفرنسى فى القاهرة كل عشرة أيام. أما جزيرة تونة فقد أصبح يطلق عليها اسم الشيخ عبدالله وهو اسم شيخ أو ولى أقيم له ضريح فى هذه الجزيرة ومدينة تنيس وتونة تقعان اليوم وسط المياه فى قلب بحيرة المنزلة وسطحها قد أصيب بنوع من التبلور بحيث تئن الأرض وتتفتت تحت الأقدام ويوجد لأحد الأولياء الصالحين فى الجزء الشمالى الغربى من التل مقام يسمى مقام (عبدالله بن سلام)، وقد عثر علماء الحملة الفرنسية بتونة على تمثال من العقيق المجزع ذى قاعدة يبلغ طوله 26م وعرضه18م ويمثل رأس إنسان من منظور جانبى يتسم بأن له عين ثاقبة وملامح تدل على الشجاعة وشفاه تدل على عزة النفس، وقال علماء الحملة إنه تمثال لرأس أغسطس الذى استطاع أن يقاوم سحر وجمال كليوباترا. ورغم المكانة التاريخية لمنطقة تل ابن سلام وما تحويه من آثار اكتفت الهيئة العامة للآثار بحراستها باثنين من الخفراء ولا يوجد على التل ما يدل على أنه يتبع هيئة الآثار إلا حجرة مهجورة ومغلقة ومكتوب عليها بخط باهت «استراحة هيئة الآثار المصرية».

ويقول إبراهيم حميد (من الصيادين): «محظور على أى أحد الاقتراب من منطقة التل لأنه معروف للجميع أنه يسكنها تجار الآثار وتجرى عمليات التنقيب ليلا ومن يقترب يتم التعامل معه بالسلاح الآلى وتم ضبط أكثر من مهرب وتاجر آثار ومع ذلك مازالت عمليات التنقيب مستمرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية