يحتاج 8.2 مليون إثيوبي إلى مساعدات غذائية ضرورية منذ ما يقرب من شهرين وتواصل هذه الأعداد في الارتفاع حتى إنها ستصل على الأرجح إلى 10 ملايين شخص خلال العام الجاري، حسبما أفادت الحكومة الإثيوبية، أي ما يعادل 10% من إجمالي السكان.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن إثيوبيا تعانى من موجة جفاف تعد الأسوأ منذ 50 عاما، ويرجع ذلك إلى ظاهرة «النينو» المناخية، ما يعيد إلى الأذهان مجاعات عام 1984.
وأكد مدير مؤسسة «إنقاذ أطفال أديس أبابا»، جون جرهام، أن إثيوبيا تعاني من موجة جفاف هي الأسوأ منذ 50 عامًا، لافتا إلى أن 5.57 مليون طفل سيتأثرون بهذه الموجة حيث من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 400 ألف من سوء التغذية خلال عام 2016، كما تنبأ مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن حوالى 15 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات ضرورية خلال 2016.
وطالبت المؤسسة غير الحكومية «إنقاذ أطفال أديس أبابا» المجتمع الدولي بالتحرك قبل فوات الأوان وأخذ هذه التحذيرات بعين الاعتبار، والاستعداد لمواجهة أزمة غذائية وشيكة وتدعو المؤسسة قادة العالم إلى الاجتماع وإيجاد حل لهذه الأزمة قبل وقوعها، وقال الأمين العام للجنة الحكومية للوقاية والتأهب للكوارث، ميتيكو كاسا: إن «الأزمة الغذائية في إثيوبيا يجب أن تندرج على قائمة أولويات المجتمع الدولي».
وأشار «كاسا» إلى أن إثيوبيا تحتاج إلى 596.4 مليون دولار «أي 550 مليون يورو» من الدول المانحة؛ إلا أن الحكومة الإثيوبية لم تتلق حتى الآن سوى 163 مليون دولار «أي 150 مليون يورو» من وعود المنح التي من المقرر أن تحصل عليها خلال عام 2016.
واعتبر «كاسا» أن هذا المبلغ غير كاف على الإطلاق لأنه يعادل ربع المبلغ المطلوب لتلبية احتياجات إثيوبيا فيما تحتاج البلاد المزيد من التعاون من جانب شركائها في هذا الصدد، وترى مؤسسة «إنقاذ الأطفال» أن إثيوبيا تحتاج إلى 1.4 مليار دولار «أي 1.29 مليار يورو» لسد احتياجاتها الضرورية من الغذاء، وسحبت إثيوبيا من ميزانيتها 200 مليون دولار «أي 184 مليون يورو»، وقامت بتوزيع مساعدات غذائية ضرورية في بعض المناطق الأكثر تضررا من الجفاف.
وتم تدشين خط سكك حديدية يربط بين أديس أبابا وجيبوتي من أجل توزيع أكثر من 3 آلاف طن من الحبوب في المناطق الأكثر تأثرًا بموجة الجفاف، وقامت منظمة الصحة العالمية بإرسال بعثة صحية ضرورية، فيما وضع برنامج الصحة العالمي عدة برامج غذائية في أكثر من 900 مدرسة في المناطق الأكثر تضررًا من الجفاف لكن تظل مشكلة نقل وتوفير السلع قائمة.
وأعرب «كاسا» عن ثقته بأن أنظمة الإنذار والتلبية قد تحسنت عن عام 1984 وأصبح الوضع الآن تحت السيطرة.. موضحا أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جراء موجة الجفاف، وأكدت الحكومة الإثيوبية أن الجفاف لن يؤثر على النمو على الرغم من أن الاقتصاد الإثيوبي يعتمد بصورة كبيرة على الزراعة.