x

«كلينت إيستوود» ينقل أجواء العشرينيات للعثور على ابن «أنجلينا جولى»

الخميس 19-02-2009 00:00 |
تصوير : other

امرأة وحيدة تتشبث بالأمل فى العثور على طفلها المفقود وتواجه ضغوط وفساد رجال الشرطة فى مدينتها للتستر على قضية طفلها المخطوف، وتصبح فى صمودها رمزًا للمستضعفين.. حول هذا المضمون تدور فكرة فيلم «Changeling» الذى بدأ عرضه مؤخرًا فى مصر تحت الاسم التجارى «المستبدل» حيث تدور الأحداث عام 1928 فى مدينة لوس أنجلوس بينما تودع «كريستين» ابنها «والتر» - 9 سنوات - متوجهة إلى عملها كمسؤولة استعلامات،

لكنها حين تعود إلى منزلها المتواضع تواجه أسوأ كابوس، حيث اختطف ابنها، ورغم بحثها المضنى عنه إلا أنه كان دون جدوى، وبعد خمسة أشهر تعلن الشرطة أنها استطاعت إعادة الطفل إلى والدته، وذلك لمنع حدوث انقلاب فى الرأى العام،

وتحاول إقناع «كريستين» بأن تأخذ الطفل إلى منزلها وتحت ضغط من المصورين والصحفيين تضطر «كريستين» لأخذ الطفل إلى المنزل ولكن قلبها يعلم جيدًا أنه ليس ابنها، فتحاول كشف تلاعبات الشرطة بمساعدة قس يدعى «جوستاف» الذى يساعدها فى البحث عن ابنها المفقود وفى مواجهة رجال الشرطة الفاسدين الذين حاولوا التشكيك فى سلامة قواها العقلية، لتصبح «كريستين» بطلة للفقراء والمضطهدين الذين تعرضوا للإيذاء الشديد بشكل منتظم من جانب السلطات فى وقت انتشرت فيه الجرائم والفساد فى عشرينيات القرن الماضى.

الفيلم بطولة «أنجلينا جولى» والتى رشحت عنه لأوسكار أفضل ممثلة، فى أول ترشيح لها فى هذه الفئة، بينما الثانى لها لجوائز الأوسكار بشكل عام، حيث سبق وفازت عام 1999 بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «فتاة مزعجة»، وشارك فى بطولته «إيمى رايان» و«جون مالكوفيتش» و«جيفرى دونوفان»،

وكتب له السيناريو «جى مايكل»، وأخرجه وشارك فى إنتاجه «كلينت إيستوود»، والفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية استهوت منتجيه «برايان جريزر» و«رون هوارد» لتقديمها مثل الأفلام التى قدموها من قبل واعتمدت على وقائع حقيقية وحققت نجاحًا كبيرًا ومنها «رجل السندريلا» و«عصابات أمريكية» و«عقل جميل»، وأطلعهما المخرج والمنتج «كلينت إيستوود» على السيناريو بعدما قرأه وهو على طائرة العودة من مهرجان «برلين» حيث شارك فيه، تحمسًا لتقديمه ومشاركته الإنتاج، والحماس نفسه كان رد فعل «أنجلينا جولى» حين رشحها «إيستوود» لبطولة الفيلم بعدما قرأت السيناريو،

فى حين رأها طاقم الفيلم وعلى رأسهم «كلينت إيستوود» واحدة من نجمات الأربعينيات من القرن الماضى ولا تقل موهبة وجمالاً عن «بيتى دايفيس» و«كاثرين هيبورن» و«سوزان هوارد»، وقد كانت «أنجلينا» متحمسة للدور رغبة فى تكرار نجاحها فى تقديم قصة حقيقية كالتى قدمتها فى فيلمها السابق «القلب العظيم» حيث جسدت دور «ماريان بيرل» زوجة صحفى أمريكى ذبحه تنظيم القاعدة فى أفغانستان بعد اختطافه أثناء تأدية عمله.

أخرج «إيستوود» أكثر من 30 فيلمًا، إلا أن «المستبدل» كان عملاً مختلفًا نظرًا لطبيعة الفترة الزمنية التى تدور فيها الأحداث عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، والتى استلزمت جهدًا خاصًا لتنفيذها بدأ ببحث مكثف لفريق كلفه «إيستوود» لتحديد الأماكن والمبانى القديمة المناسبة لتلك الفترة والتى لاتزال قائمة وبحالة جيدة لإدخال معدات التصوير بها، إلا أن فريق «إيستوود» اكتشف أن المبانى التى شهدت القصة الحقيقية قد هدمت واستبدلت بأخرى حديثة لا تقارب فى شكلها بينها وبين القديم التى كانت منذ 80 عامًا،

إلى جانب محاصرة الطرق السريعة للمبانى والتى لم تكن موجودة خلال تلك الفترة، ولذلك حاول منفذ الإنتاج «جيمس ماكورمى» - الذى عمل مع «إيستوود» فى فيلمه «رسائل من إيوجيما» - أن يقترب من المبانى والأماكن الأصلية من خلال مواقع تصوير اكتشفها فى مدينة «باسادانيا»، ولا تزال المبانى فيها تحظى بشكل عشرينيات القرن الماضى، لتعطى أجواء هذه الفترة مع استخدام المؤثرات الخاصة بالكمبيوتر.

استعان «إيستوود» بمصممة الأزياء «ديبورا هوبر» - التى تعاونت معه فى فيلميه «رسائل من أيوجيما» و«أعلام أبائنا» اللذين دارت أحداثهما فى أربعينيات القرن الماضى - حيث تولت «ديبورا» تصميم أزياء «أنجلينا» وباقى أبطال الفيلم إلى جانب ألف من الممثلين فى أدوار ثانوية والكومبارس الذين استلزمت المشاهد وجودهم رجالاً ونساء وأطفالاً، وتولت «ديبورا» مهمة البحث والمطابقة لما كان سائدًا فى العشرينيات، ليس للأزياء (قبعات وملابس وجوارب ومعاطف) فقط، ولكن لكل التفاصيل الدقيقة حتى السكاكين المستخدمة فى المطابخ وقتها.

حقق الفيلم حتى الآن فى الولايات المتحدة 35.7 مليون دولار منذ عرضه أواخر أكتوبر الماضى، وإلى جانب ترشيح «أنجلينا» لأوسكار أحسن ممثلة، فالفيلم مرشح لأوسكار أفضل تصوير وديكور إلى جانب ترشيحه لـ 17 جائزة سينمائية مهمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية