أكد عدد من الدبلوماسيين السابقين أن التطورات الأخيرة التي حدثت بين السعودية وإيران بعد إعدام الرياض 47 إرهابيًا من بينهم الشيخ النمر أحد قادة الشيعة فضلاً عن قطع السعودية علاقتها الدبلوماسية مع إيران تدق ناقوس الخطر خاصة وأنها ستحول المنطقة إلى مسرح للحرب الطائفية، مضيفين أن الغرب كان ينتظر حدوث الفتنة الكبرى حتى يتحقق مخطط تقسيم المنطقة.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن المشهد أصبح خطيرًا للغاية خاصة وأن الأمر وصل لأزمة بين السنة والشيعة، مضيفًا في تصريحات خاصة لـــ«المصري اليوم» أن الأمور يجب أن تدار بدقة شديدة جدًا وبحكمة كبيرة من البلدين.
وتابع «العرابي»: «الأمر يجب اعتباره أنه وضع داخلي في السعودية وكان يجب على إيران عدم التدخل في التعليق عليه لكن ما حدث أشعل الموقف ووضع المنطقة على فوهة الحرب الطائفية».
وأشار إلى أن تطور الأمور لن يكون في صالح أحد فيجب أن تحسب المواقف بعقلانية، موضحًا أن المتربصين بتقسيم المنطقة ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر.
وأشاد «العرابي» بعدم تسرع مصر بالحكم على أحكام السعودية بالرغم من وجود مصري من بين الإرهابيين، لافتًا إلى أن مصر لا تعلق على الأحكام القضائية في أي دولة وتحترم سيادة الجميع.
من جانبه، قال السفير فتحي الشاذلي، سفير مصر الأسبق في السعودية، إن الموقف ينذر بخلاف طائفي واضح خاصة بعد هذه التطورات الأخيرة، نافيًا أن تصل الأمور إلى الحرب لكن سيستمر الشد والجذب بين إيران والسعودية في حالة عدم تدارك الجانبين لخطورة الموقف.
وأوضح «الشاذلي» أن مصر تخوض حرب ضد الإرهاب لذلك هي لم تعلق على الأحكام القضائية، مشيرًا إلى أن تعليق إيران على الأحكام يثير العديد من علامات الاستفهام.
فيما رأى السفير عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر الأسبق في واشنطن، أن التطورات الأخيرة تصب في مصلحة الغرب الراغب في تفتيت المنطقة.
وقال «الريدي»، في تصريحات خاصة لــ«المصري اليوم»، إنه يشعر بالقلق الشديد من تصاعد هوة الخلاف الطائفي في الأونة الأخيرة، مضيفًا أن نبرة الشيعة والسنة لم تكن موجودة من قبل فالعراق عاشت قبل الاحتلال 60% شيعة و40 % سنة لكن بعد الاحتلال تغيرت المصطلاحات والمفاهيم.
وأوضح أن مخطط تقسيم المنطقة واضح وصريح وبث روح الفرقة والفتنة الطائفية ويعد هدفًا واضحًا للغرب، مشيرًا إلى أنه يجب على القيادة في السعودية ومثيلتها في إيران ألا ينجرفوا إلى الحرب الدينية.
وأشاد بموقف مصر بعدم التسرع والاندفاع، مشددًا على دور الأزهر الشريف في تغيير لغة الحوار بين الشيعة والسنة، مطالبًا من السلطات المصرية بوضع تصورًا جديدًا لعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
من جانبه، أوضح السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الخلاف السعودي الإيراني لن يخدم مصالح المنطقة، مضيفًاأنه كان يجب على البلدين التعامل مع الأمر بحكمة دبلوماسية وعدم الانجراف للمخططات الغربية التي تترقب تفسيم المنطقة.