شهد عام 2015 فى مصر عرض 37 فيلماً «طويلاً» جديداً من الإنتاج المصرى والمصرى المشترك، منها 35 فيلماً روائياً وفيلمان تسجيليان «اللى يحب ربنا يرفع إيده لفوق» إخراج سلمى الطرزى و«أم غايب» إخراج نادين صليب، ولم يعرف الإنتاج السينمائى فى مصر حتى الآن إنتاج أفلام تشكيلية (تحريك) طويلة.
ينقص هذا العدد فيلم واحد فقط عن أفلام عام 2014 (28 فيلماً) ولا يزال العدد الأكبر منذ بداية القرن الميلادى الجديد 47 فيلماً عام 2008، يليه 40 فيلماً عام 2007 والأقل 21 فيلماً عام 2003، ولايزال المتوسط العام فى الـ 15 سنة الأولى من القرن الجديد 35 فيلماً، حيث تم عرض 520 فيلماً، وهو رقم يؤكد أن الصناعة بخير، والفضل لجمهور السينما الذى يذهب إلى دور العرض، ويقبل على أفلامه المصرية ويحافظ على أكثر من 70 فى المائة من حصتها فى السوق منذ عقود، وهى حصة عمل تحسدنا عليها أغلب دول العالم.
وقد بلغ عدد المخرجين الجدد 16 مخرجاً، منهم ستة اشتركوا فى إخراج فيلم «أدخنة النيران» وهم أحمد مجدى مرسى ومحمد الحديدى ومحمد زيدان ومى زايد ونرمين سالم وهند بكر، والعشرة الآخرون هم نادين صليب وتامر محسن وأحمد عبدالباسط وهانى صبرى وخالد الحلفاوى ورضا الأحمدى وشادى على وحسين المنياوى ومحمود سليم وكريم حنفى، وهو عدد كبير يؤكد قدرة السينما المصرية على تجديد دمائها حتى لو كان أغلبهم يخضعون لشروط السوق التجارية السائدة.
ومن بين المخرجين الجدد فى أفلامهم الروائية الطويلة الأولى عام 2015 كريم حنفى الذى قدم أحسن أفلام العام من دون منافس، الذى يحلق بعيداً عن كل شروط السوق، ولم يعرض سوى فى سينما «زاوية» فى القاهرة و«أمير» فى الإسكندرية، وهما قاعتا الفن والتجربة فى مصر، وكان عرضه الأول فى مهرجان القاهرة عام 2014 حيث فاز بجائزة أحسن إسهام فنى، ثم مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية، ومسابقة مهرجان قرطاج للأفلام الطويلة الأولى.
«باب الوداع» قصيدة من الشعر السينمائى الخالص تعلن مولد مؤلف سينمائى بامتياز، وفيه يعبر عن رؤية صوفية للحياة والموت بأسلوب خاص جديد ومبتكر، وكم كان الناقد الكبير محمد رضا على حق عندما اعتبره فيلم العام فى السينما المصرية. ومشكلة هذا الفيلم سواء مع المتفرجين أو النقاد، وما الناقد إلا متفرج «محترف»، أن تلقيه يجب أن يكون بمنطق تلقى الشعر، وليس تلقى النثر، وشتان ما بينهما.
سقط سهواً فى مقال أمس الفيلم العاشر فى قائمة أحسن الأفلام العربية عام 2015، وهو الفيلم اللبنانى «فيلم كتير كبير» إخراج ميرجان بوشعيا، الذى عرض فى مهرجان تورنتو، وفاز بجائزة النجمة الذهبية لأحسن فيلم فى مهرجان مراكش، حيث رأس لجنة التحكيم المخرج الأمريكى العالمى الكبير فرانسيس فورد كوبولا.