المئات يختفون في معتقلات سرية بمصر، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تقريرا، قائلة إن «المتحدثين بوزارة الداخلية نفوا مرارا وتكرارا ممارسة التعذيب أو الاعتقال غير القانوني للمواطنين».
لكن الصحيفة البريطانية، أشارت إلى حالة إسلام خالد، الذي ظهر بعد 122 يوما في أحد مراكز الاعتقال السرية، والذي وجدت أخته «نور»، صعوبة في التعرف عليه .
وقالت نور: «كان مقيد اليدين ويقف وسط مجموعة من السجناء وشعره ولحيته طويلين»، مشيرة إلى أن الجلد حول عينيه تحول إلى اللون الأبيض وفقد لونه الأصلي بسبب وضع عصابة عليها على مدار الـ122 يوما التي قضاها في الاعتقال.
بينما قال إسلام، تعرض للضرب والتعذيب في الحجز بينما أرسلت أسرته التي أصابها الحزن برقيات للمسؤولين كي يعثروا على مكانه .
وأشارت الصحيفة، إلى أنه «قد يكون واحدا من المئات الذين اختفوا في مراكز الاعتقال السرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد».
ونبهت الصحيفة، إلى أنه «على الرغم من نفي وزارة الداخلية المتكرر لممارسة التعذيب أو الاعتقال غير القانوني، إلا أن النشطاء يقولون إن حالات الاختفاء القسري أصبحت (سمة مميزة) في إجراءات الأمن المشددة ضد المعارضة في مصر، والتي شهدتها مؤخرا والتي بدأت في 2013 ».
وقالت الصحيفة، إن المجلس القومي لحقوق الإنسان يقول إنه يتابع 101 شكوى اختفاء، في حين أن المفوضية المصرية للحقوق والحريات أكدت في ديسمبر الماضي أنها تعرف ما يصل إلى 340 حالة .
ونقلت عن ناصر أمين، مدير مكتب الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، قوله، إن جميع الحالات يمكن تصنفيها تحت اسم «الاختفاء القسري»، لكن استخدام الحبس الانفرادي في أماكن مجهولة وغير قانونية، تهديد صارخ لحقوق الضحايا وغالبا ما يكون مصحوبا بالتعذيب.
بينما أكد حليم حنيش، محامي إسلام، أن كثيرا من الناس يظهرون مجددا في الجهاز القضائي بعد أسابيع أو شهور من اختفائهم على أيدي الشرطة، كي يواجهوا اتهامات بالانتماء لجماعة إرهابية، في إشارة إلى جماعة الإخوان.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حالة سارة الطويل، واحدة من حالات الاختفاء القسري «الأسوأ سمعة»، موضحة أنها طالبة ومصورة تم اعتقالها في أحد مطاعم القاهرة مع زميلين لها في أول يونيو حيث نفت السلطات في بادئ الأمر إلقاء القبض عليها، ولكن تبين بعد 16 يوما أنها في سجن حيث رآها أحد الأشخاص الذي كان يزور نزيلا بالسجن والذي أخبر أسرتها عنها .
واختتمت الصحيفة، تقريرها بتصريحات لناصر أمين، وقال، إن «الوضع الآن أكثر سوءا من أي وقت مضى»، حسب وصفه.