x

نيوتن الكل يستغيث نيوتن الأحد 27-12-2015 21:43


الكل يستغيث

حتى الرئيس نفسه يستغيث. أزمة مصر هى اللا قرار. ليست حتى تأخير القرار. هى اللا قرار. وهذا له وسائل تتنوع. تختلف. تتجدد. أكثرها انتشارا هو تحويلها إلى لجنة. اللجنة تأتى بتوصيات. لا يتم تنفيذها. يجب اجتماع اللجنة مرة أخرى لإقرار الحل الذى أوصت به New Line. هل تريدون بعض الأمثلة:

مثال أول:

أرغمت شركة على أخذ مساحة من الأرض «مشاركة» مع شركة ﺇحدى الهيئات الحكومية. طلبت الشركة إضافة إلى هذه المساحة التى أرغمت عليها مسبقاً حتى يستقيم الاستثمار لكل الشركاء.

برئاسة رئيس الوزراء وبعد مفاوضات مضنية وتقارير من خبراء وزارة العدل. وشكاوى فى النيابات ثم التصالح. تم دفع الإيجار للمساحة كلها. إيجار مهدر لا بأس. ولكن الموافقة على استخدام باقى المساحة مازالت معطلة والإيجار شغال. معقولة!!

مثال آخر:

جاءت هيئة التعمير لتطالب بحقها فى أرض زراعية. لم يتم تجاوز البناء فيها الترخيص الممنوح وهو 2%. قضى قاضى التحقيق بأن يدفع عن كل فدان 100 ألف جنيه. على ألا تتجاوز مساحة البناء 7% فى باقى الأرض. بعدها جاءت هيئة التعمير بافتكاسة بأن الطرق والمشايات فى الأرض تعتبر مبانى وتحسب ضمن الـ7%. طبعاً كلام فارغ.

الوصف الوحيد «حمرقة». ما أقسى أن يصدر ذلك عن دولة. لجأوا إلى «لجنة فض المنازعات». لتقضى بالأصول والعدل. الملاذ الوحيد لأى مستثمر يشكو.

النتيجة أن لجنة فض المنازعات برئاسة وزير العدل حولت الملف بتوصياته إلى الرقابة الإدارية. «برضه أضمن» ـــ ولا إيــــه؟؟

مثال ثالث:

إذا ما ذهبت إلى مسؤول تطالب بحق مشروع. واضح قانوناً. فيقول لك. أنا مقتنع تماماً بما تقول. ولكن هل رأيت ما حدث لمن سبقنى. أنصحك برفع قضية وسوف أنفذ لك الحكم حينئذ. طالب الحق يُسقط فى يده. ماذا يقول؟ يطلب من المسؤول الانتحار؟

الابتزاز لم يكتف بالمستثمر. ولكن أصبح يمارسه أنصاف الموهوبين مع رؤسائهم. فإذا تقدمت لمسؤول وأخبرته بأن مصالحك معطلة. لدى القسم الفلانى. يستدعى المسؤول رئيس القسم ذاته. يسأله لماذا هذا الأمر معطل لديك؟ يعطيه رئيس القسم فى هذه الحالة أى عذر تافه. يأمره رئيسه بالتنفيذ. يرد رئيس القسم. سيادتك اكتب لى هذه التعليمات وسوف أنفذها على الفور.

هنا قد يرتكب الرئيس المسؤول أكبر مغامرة فى حياته. لأن بعد ذلك أول عمل لرئيس القسم هو تقديم شكوى ضد رئيسه للرقابة الإدارية أو مباحث الأموال. مجرد ﺇجراء احتياطى. حتى لا يناله الأذى ذات يوم.

الحـــل:

مطلوب تأمين كل صاحب قرار. يجب أن يحصنوا قبل التندر عليهم «بالأيدى المرتعشة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية