أكد الفنان عمرو سعد أن فيلم مولانا الذى يصوره حاليا مع المخرج مجدى أحمد على ومن تأليف الكاتب إبراهيم عيسى ينتمى لنوعية الأعمال الضخمة والمهمة التى نحتاجها فى الوقت الحالى، وأوضح أن العمل يطرح قضية دينية ومجتمعية خطيرة وتحتاج لأكثر من عمل.
وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم»: إن الفن المصرى يعانى من الأفكار الرجعية والسلفية التى تريد إيقاف عجلة الإبداع عند نقطة محددة حتى لا يتجاوزها وألا تأخذ مواهب جديدة فرصتها فى الظهور، وأشار إلى أنه كممثل لا يهتم بالقناة التى ستعرض مسلسلاته بقدر ما يشغله العمل وجودته وأنه كتب ولحن أغنيات عديدة ولم يضع اسمه عليها.. وإلى نص الحوار :
■ ما سبب قبولك مسلسل «ولد فضة»؟
ـ موافقتى على المسلسل لها عدة أسباب أولها الإنتاج، فالمنتج صادق الصباح شاطر ومنظم وكان ذلك أحد أهم أسباب الموافقة على المسلسل، ثانيًا المؤلف عبدالرحيم كمال، فهو مؤلف قوى ومعروف أن نصوصه من النصوص الخرسانية التى لها بناء وتعيش، وأيضًا يمتلك جملا قوية، بالإضافة إلى كتابته للدراما الصعيدية بحرفية شديدة، وثالثًا المخرج أحمد شفيق وهو مخرج رائع وقدم أعمالا قوية خلال السنوات الماضية، فهذه الأسباب التى دفعتنى للموافقة على المشروع بغض النظر عما سيكتبه، لأننى حتى الآن لم أتسلم الحلقات التى أستطيع أن أقيم فيها دورى أو المسلسل، لكنى كلى ثقة فى المؤلف، وأنا فى هذا الوقت فى حاجة للعمل مع مؤلفين محترفين.
■ ما العوامل التى توفرها لك هذه التوليفة من تأليف وإنتاج وإخراج؟
ـ العوامل التى توفرها لى التوليفة كممثل هو أننى سأقوم بدورى كممثل دون طلبات أو مخاوف، وهذا هو الأهم فى هذا الوقت، بالإضافة إلى أننى أعمل فى جو من الثقة إنتاجيًا وتأليفيًا وإخراجيًا، ورأيى سيكون استشاريا وسطهم، لأنهم محترفون.
■ أين وصلتم فى التحضيرات لتصوير المسلسل؟
ـ المسلسل ما زال فى الحلقات الأولى من التأليف فالمؤلف حاليًا ما زال فى الكتابة وصياغة الموضوع وعمل الحدوتة، ويجرى اختيار فريق العمل، وستقوم بدور أمى فى المسلسل الفنانة سوسن بدر.
■ دخولك الدراما الصعيدية مجددا هل تعتبره لعبا فى المضمون؟
ـ لا أستطيع القول بأن الدراما الصعيدية هى اللعب فى المضمون، فأنا عمرى ما ورد فى تفكيرى أن أقدم مسلسلا فى المضمون أو المنافسة، فدائمًا أفكر فى التمثيل بجهد وبعد ذلك أترك الباقى على الله، لكن الأهم بالنسبة لى هو أن أقدم دور «حلو».
■ كانت لديك مشاريع درامية أخرى مثل «بشر مثلكم» ما سبب توقفها؟
ـ وما زلت متحمسا لتقديمه فهو يحتاج لوقت كبير جدًا للتحضيرات، ودراسة أكبر ومراجعة بشكل كبير من الأزهر، لأن الموضوع خطير وحساس جدًا، فهو أول عمل درامى يتحدث عن الخطاب الدينى، وهذا المشروع تم طرحه علىّ بعد الثورة مباشرةً، وكنت سأقدمه وكان سيعرض أيام حكم الإخوان، وكان لدى هاجس منذ فترة طويلة عن الخطاب الدينى وشخصية الشيخ.
■ هل ترى أن هذا الوقت الحالى هو الأفضل لتقديم «بشر مثلكم»؟
ـ بالفعل هذا الوقت نحتاج لمثل هذا المسلسل، وهذا هو سبب حماسى الأكبر لتقديم فيلم «مولانا».
■ لهذا تحمست لتقديم فيلم مولانا؟
ـ القضية مهمة جدًا، وتحتاج لفيلم مدته 6 ساعات، لكننا اختصرناها فى ساعتين، فالأهم هو كيف نأخذ من القصة التأثير والقوة، عن قصة الشيخ الذى صعد واشتباكه مع الخطاب الدينى وكل أطراف المجتمع، ومعه كإنسان وعلاقته بالسلطة، فكل ذلك يحتاج أن يقال فى الفيلم.
■ فيلم «مولانا» ومسلسل «بشر مثلكم» متقاربان فى نفس النهج ألا ترى وجود تعارض فى تقديمهما؟
ـ الكلام عن الخطاب الدينى يحتاج إلى أعمال كثيرة للغاية، والمسلسل والفيلم لا يوجد بينهما تشابه، فمسلسل «بشر مثلكم» سأكون حزينا إذا لم أقدمه، وإذا لم أستطع تقديمه سأعطيه لزميل آخر، لأنه من المفترض أن يقدم عمل مثل ذلك، لأن ذلك هو التوقيت الأنسب للمسلسل، فالفيلم والمسلسل مختلفان دراميًا ومن الممكن أن يتشابها فى موضوع الخطاب الدينى.
■ اختياراتك الأخيرة كانت للأعمال الشعبية ما السبب؟
ـ النجاح بيد الله، فمن الممكن أن تقدم مسلسلا قويا ولا يحظى بنسبة مشاهدة، ومن الممكن أن تقدم مسلسلا متوسطا ويقدم مردودا قويا وبأعلى نسب المشاهدة، فالمسلسل بغض النظر عن الدراما التى يقدمها شعبية أو صعيدية نجاحه مرتبط فى النهاية بالتوزيع والمحطة القوية ومزاج الناس وتقبلهم للدراما المعروضة، لذلك أنا دائما أقدم الأعمال التى أصدقها بإحساسى، و«زى ما تيجى تيجى».
أما موضوع البطل الشعبى، فهذا الموضوع بدأ منذ تقديمى لفيلم «حين ميسرة»، وكان الفيلم تخطيطا منى كأول بطولة لى، فأنا خططت لأن أكون بطلا شعبيا فى أول بطولة سينمائية لى، ولو تذكر ستجد أنه فى هذا الوقت لم يكن هناك بطل شعبى مطروح على أى نوع من أنواع الدراما، وكانت هذه المسألة تشغلنى جدا كممثل، لأن 80% من المجتمع ليس لديهم بطل يمثلهم على الشاشة، واستطعت أن أحقق شخصية مثلهم على الشاشة، فحكايات البطل الشعبى لها دراما كبيرة، فهى الأولى بالإصلاح وبالرسالة، فحياة الناس تحتاج لدراما كثيره، ففى مسلسل «شارع عبدالعزيز» الجزء الثانى بعدما تخطيت فكرة البطل الشعبى وأصبح غنيا، فكرت فى الأولتراس واستغلال الطاقات المهدرة بأن أخذهم وأشغلهم فى مصنع وأعطيهم المال، وأستغل طاقتهم لخدمة البلد، فرأيى أن نسبة الشباب فى مصر كبيرة جدًا لكن نسبة هدرها أيضًا كبيرة جدًا.
■ مسلسل «ولد فضة» من المقرر أن يعرض على قناة واحده فى رمضان المقبل ما رأيك فى فكرة العرض الحصرى؟
ـ بالطبع الحصرى عيبه أنك تكون موجودا على شاشة واحدة، لكن أنا لا أعرف حتى الآن إذا ما كان المنتج سيعرضه بشكل حصرى أم لا، فهو أمر لم نحسمه بعد بنسبة 100%، لكن شاشة mbc رائعة والمنافسة قوية، وهناك محطات أخرى لها تواجد ومشاهدات، فأنجح مسلسلات قدمتها كانت فى محطات بسيطة للغاية، لكن حب الناس للعمل هو الذى يقودهم لمشاهدته، فالتنقل بين المحطات الفضائية أصبح أسهل من التنقل بين السينمات والمحافظات، والرزق والنجاح لا تملك أن تعرفه لأنه بيد الله.
■ ارتباطك بالسينما حاليا هل يقتصر على «السبكى»؟
ـ لم أوقع هذه الأيام مع السبكى على أفلام جديدة، فأنا قدمت فيلمين معه ولكن حاليًا لا يوجد مشروع جاهز لتقديمه، لكن لا يوجد مانع من تقديم أعمال معه.
■ كيف تقيم عملك معه؟
ـ السينما تعانى فى السنوات الأخيرة من حالة ضعف، والذى أنتج خلال السنوات الماضية هم السبكية، وناس أخرى قليلة، لكن السبكية أثروا السينما بأعمال جيدة، واستطاعوا أن يستفيدوا من انسحاب المنتجين من الصناعة، ولهم الفضل فى فتح بيوت كثيرة وأيضًا لهم الفضل فى استمرار الصناعة حتى الآن وحمايتها من كارثة توقفها، ولابد أن تعرف الناس أن السبكية أنتجوا لأحمد زكى ونادية الجندى ونور الشريف، وأيضًا أنتجوا لمخرجين كبار مثل على بدرخان ومحمد عبدالعزيز ومحمد خان وقدموا إلى جانب ذلك أفلاما تجارية، فهذا هو الحال فى جميع سينما العالم، فهى صنعت للتسلية فقط، لكن أنا لا أميل لذلك، فعندما قدمت فيلما مع محمد السبكى قدمت عملا يليق بعمرو سعد، بمواصفاتى التى أحب تقديمها، فأنا أول مرة واجهت الميكرفون وتكلمت عن حلمى هو تقديم أعمال فى السينما، «لا تؤثر فى الناس داخل الغرفة المظلمة أو قاعة العرض فقط، لكن بأن يأخذوا الفيلم إلى بيوتهم وتشغلهم الشخصية»، فهذا هو تأثير السينما على الناس.
■ تقديم عمل يشغل الناس كان السبب الرئيسى لابتعادك عن السينما لسنوات؟
ـ طبعا فأنا جلست ثلاث سنوات دون أن أقدم عملا، لأن الأفلام التى عرضت على كانت غير مناسبة وخشيت من تقديمها وأندم عليها، فأنا لا يهمنى تقديم أعمال كثيرة ولكن الأهم لى هو تقديم أعمال لها قيمة تعيش، وعندما يصيبنى العجز أكون فخورا بها أمام الناس، فلو قدمت أشياء لا تفيد الناس فأنا اعتذر عليها، لأن نيتى أن أقدم فنا يفيد الناس.
■ وما رأيك فى الهجوم الذى يتعرض له السبكية هذه الأيام؟
ـ «سذاجة»، لأنه حان الوقت أن تكون الناس صريحة مع أنفسها، وأنا لست ضد أن نكون مجتمعا محافظا، ولكن أنا ضد أن نكون مجتمعا منافقا، وأن تخرج ناس أو محام يريد الشهرة وليس لديه ضمير أو نية فى إصلاح الناس ويركب الموجة ويستخدم كلمة الأخلاق بين قوسين، ليضحك بها على الشعب، ويزيد من مساحة النفاق والتناقض عند الناس، ويقول أشياء لا يؤمن بها، ولكن لو رأيته فى نفس اليوم فى الليل ستجده «فى حتة تانية بيعمل حاجة تانية»، «وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض»، فأى حد يدعى أو يكذب أو يستغل الأخلاق والمبادئ سيخسر وسيسبب خسائر للناس، فالبرامج التليفزيونية أصبحت بها نوعية كبيرة من النفاق الاجتماعى، فمن فينا لا يمشى فى الشوارع لا يسمع شتائم كثيرة، فالمجتمع به أشياء كثيرة سلبية، فعندما يتم طرح فيلم تافه وسيئ يجب ألا نذهب إليه، لكننا نذهب إليه ونشاهده وننبسط به وبعد خروجنا نقول «مش عاجبنا»، فنحن هنا فى حالة نفاق، والمنافق ليس له مكان حاليًا.
■ صرحت من قبل بأن محمد السبكى كمخرج لا يقل موهبة عن يوسف شاهين؟
ـ لم أقل ذلك على السبكى قد أكون صرحت به على محمد سامى، ولكننى ذكرت أننا لو حذفنا اسم محمد السبكى كمخرج من تتر الفيلم ووضعنا اسم مخرج مثل محمد خان لن يجرؤ أحد على مهاجمته، لأن العالم كله يشغله المنتج ولا يشغله صانع الفيلم، أما نحن فما يشغلنا ما يكتب عن المنتج، ولدينا مشكلة إذا أخرج شخص جديد ولم يعجب المثقفين نهاجمه، أما لو أحد من المثقفين قدم عملا متوسطا سيرفعونه للسماء، فأتذكر يوسف شاهين كان يقرأ مقالات نقدية لأعماله تمدح فيه، فيقول «هل هذا الكلام فى فيلم من كثرة المدح عن الرمز والسينما العالمية»، فمثلا المخرج محمد خان وداوود عبدالسيد من درجة المدح فيهما يقال عنهما كلام غير موجود فى العمل المقدم، لو جاء مخرج آخر جديد يتم التقليل منه وهذه أزمة المثقفين، فالسينما التى أخرجت صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وبركات غير قادرة على تقديم الأفضل والأحسن منهم ليه لأ؟، فهل هم ملائكة؟ هذا أكثر خطورة وهو وضع سقف للإبداع، فنحن تقول للمطربين أخرنا أم كلثوم، فهى ظهرت وعدد المصريين 20 مليون ونحن الآن 100 مليون فمن المفترض أن يتواجد حاليا 8 أم كلثوم فى الشارع، لكنهم لا يستطيعون الصعود لأنهم وضعوا أمامهم سقفا وأصناما، وهذه هى العقلية السلفية.
■ وماذا عن تجربتك فى كتابة الأغنيات وتلحينها؟
ـ كتبت ولحنت أغنيات كثيرة، ولا أريدها أن تنشر باسمى، ولكنى أعمل ذلك عندما أرى بأن هذا الفيلم أو المسلسل يحتاج منى ده، وعندما يأتى لى هاجس بأن هناك نقصا فى عمل ما أقدمه على الفور أكتب وألحن.