x

سمير فريد لابد من حزب للرئيس سمير فريد الأربعاء 23-12-2015 21:19


جدّت على المسرح السياسى المصرى أحداث يتوجب التوقف عندها، فلقد انسحب حزبا المصريين الأحرار ومستقبل وطن من ائتلاف دعم مصر «دعم الدولة سابقاً»، ويسير على طريقهما حزب الوفد الجديد، وهو ما يتهدد تحقيق الأغلبية الآمنة المطلوبة داخل مجلس النواب عند التصويت على القرارات المصيرية مثل تشكيل الحكومة وإقرار القوانين، كذلك نادى الكثير من السياسيين بأن يبتعد الجميع عن شخص الرئيس السيسى، وأن يبتعد هو كذلك عنهم، فيظل منصب الرئيس وسلطاته خارج الإطار الحزبى.

والخطأ وسوء الفهم فى رأيى بدأ من هنا، حين قرر الرئيس ألا يكون له ظهير سياسى، أى حزب سياسى - متأثراً بلاشك بتجربة الحزب الوطنى - كانت لتكون له بلاشك شعبية جارفة، هى من شعبية الرئيس، فمصر بنص الدستور أصبحت دولة حزبية، ولا توجد دولة حزبية فى العالم الديمقراطى يقبع فيها منصب رئيس الجمهورية خارج نطاق الأحزاب، إلا فى الدول التى يكون فيها هذا المنصب شرفياً ولا يحكم، أما فى مصر فالرئيس يحكم بنص الدستور، وهو رأس السلطة التنفيذية، وبالتالى فإن هدف الأحزاب من منافساتها الحزبية، وهو الوصول للحكم، يكون بالوصول إلى منصب رئيس الجمهورية، وليس فقط منصب رئيس الوزراء كما سمعت كثيراً من ساسة اليوم يرددون!

ولقد تمت الاستعاضة عن حزب رسمى للرئيس فى انتخابات مجلس النواب، بقائمة فى حب مصر، وبعد ذلك بائتلاف دعم الدولة أو مصر، ليكون كتلة برلمانية غالبة! وها هو يتهددها انسحاب المنسحبين، وما كان أغنانا عن ذلك لو أن الرئيس كان قد شكل حزبه رسمياً، ولم يعبأ بمن زعموا أن هذا استنساخ للحزب الوطنى وانفراده بالحكم، فالحزب الوطنى لم يكن يحصل على الأغلبية الكاسحة داخل البرلمان إلا بعد انعقاده، فتتحول نسبة التسعة والعشرين بالمائة التى فاز بها فى الصناديق إلى نيف وثمانين بالمائة بعد انتقال المستقلين إليه، أو بالتزوير كما حدث فى انتخابات 2010، لكن حزب الرئيس لو كان قد خاض الانتخابات البرلمانية بهذه الصفة رسمياً، لحصل على الأغلبية الكاسحة - مثل قوائم فى حب مصر - فى انتخابات شفافة ما كان ليجرؤ أحد على التشكيك فى نزاهتها.

وجود حزب على رأسه رئيس الجمهورية هو تتمة خارطة الطريق، فهذا هو ديدن النظام الحزبى، وتداول السلطة بين الأحزاب يكون بتداول هذا المنصب، وليس منصب رئيس الحكومة فقط ومناصب الوزراء، كما وقر فى ذهن البعض، ولن يتأتى ذلك والرئيس خارج الأحزاب.

د. يحيى نور الدين طراف

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية