x

صبري غنيم أبلة فاهيتا.. فى مباحثات سد النهضة صبري غنيم الأربعاء 23-12-2015 21:22


- أحد الأصدقاء الخبثاء أراد أن يتخلص من «قلة أدب» أبلة فاهيتا لتعود الفضائيات إلى وقارها وتصبح القضايا الساخنة من أهم مواضيعها وبالذات القضايا التى تمس مستقبل المصريين كموضوع مياه النيل.. ولا أعرف سببا لتطنيش الفضائيات لهذه القضية مع أنه موضوع الساعة وفى رأيى أنه أهم من التفاهات التى تتناولها برامج التوك شو.. فقضية المياه قضية حياة أو موت لكن تغييب المصريين عنها بالبرامج التافهة مثل هل أبلة فاهيتا يفقدنا إحساسا بقضايانا إلا بعد أن تقع الفاس فى الرأس.. صديقى يقترح بترشيح أبلة فاهيتا فى مباحثات قضية سد النهضة مع الجانب الإثيوبى والسودانى فهو يرى أنها تتمتع بقدرات وإغراءات تؤهلها لنجاح هذه المباحثات.

- صديقى يؤكد أن أبلة فاهيتا بلسانها «المتبرئ» منها قادرة على تحقيق نتائج مباشرة عن النتائج الغم التى خرج بها وزير الرى المصرى بعد فشله فى جولاته السابقة والتى كشفت عن خداع الجانب الإثيوبى لطرفى المفاوضات فى محاولة منه لاكتساب الوقت وتحقيق أطماعه فى إنجاز أكبر جزء من السد حتى أصبحنا مهددين بسياسة الأمر الواقع التى تهدد حصتنا من نهر النيل، فقد لا يصلنا نصف الكمية التى نطالب بزيادتها.. ومن يتابع يستشعر مراوغات الجانب الإثيوبى باستخدامهم الخبث واللؤم فى تمديد المباحثات بلا نتائج بتخطيط إسرائيلى أمريكى، وكنت قد أشرت فى مقال سابق تحت عنوان «بالله عليكم.. ساكتين ليه؟» ونبهت كل المصريين بخطورة الموقف.. ولا تتصوروا حجم الرسائل التى وصلتنى وأصحابها مذعورون من الموقف الإثيوبى..

- من بين الرسائل التى أثلجت صدرى رسالة الأستاذ أبوالفتوح عمارة فقد كانت رسالته جادة، كشفت عن استهتارنا وعدم المبالاة بقضايانا.. لذلك كتب يقول: «إن المصيبة السودة المقبلة علينا والمحلقة فوق رؤوسنا.. والتى مع عميق الأسف وشديد اللوعة والأسى سكتنا عليها وتعايشنا معها شهورا وشهورا- علاوة على السنوات الماضية من الغفلة وانعدام الاهتمام بخطورة الأمر.. معظمنا كنا فى حالة عادية ونفسية هادئة طبيعية تكاد تكون شاعرية و«مش على بالنا».. لا ندرى ولا نفهم كيف استطاع المسؤولون عن إدارة ومتابعة هذا الملف الرهيب برئاسة السيد وزير الرى أن يهدأ لهم بال وتغمض لهم أعين وأجفان طيلة ثلاثة أشهر.. عندما تبين للقاصى والدانى مكر جماعة إثيوبيا ودهاؤهم فى المماطلة والتسويف ومخادعتنا والضحك علينا أسبوعا وراء أسبوع وشهرا بعد شهر وهم يسعون سرا فى بناء سدهم الأثيم اللعين.. خاصة بعد أن نبه إليها وشرحها وأفاض فيها وفندها الأستاذ الدكتور نادر نور الدين.. كيف يهنأ أو يهدأ واحد من المصريين- فضلا عن أن يكون مسؤولا- عن هذا الشأن الشنيع المريع.. عندما نشاهد بأعيننا وندرك بكامل وعينا وعقولنا نية إثيوبيا المبيتة عامدة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد وعزمهم على «التطنيش» وعدم إبداء أى اعتبار للاتفاقات السابقة المتلاحقة أعوام 1902 و1929 و1959 بخصوص حصتى مصر والسودان من مياه النيل.. وخطتهم فى حرمان مصر من ربع حصتها تقريبا من مياه النهر.

- لذلك أتمنى أن تكون أولويات مجلسنا الموقر مناقشة هذا الموضوع فى أولى جلساته المرتقبة بعد أيام.. لأن الموقف أصبح لا يستحق الانتظار كما يقول الشاعر لقيط بن يعمر شاعر جاهلى ينذر قومه الغافلين عن قدوم وزحف عدوهم لحربهم ويدعوهم للقضاء عليهم إذ قال:

مالى أراكم نياماً فى بلهنية .. وقد ترونَ شهابَ الحرب قد سطعا

صونوا جيادكمو واجلوا سيوفكم.. وجددوا للقسيً النّببل والشّرعا

- هذا هو موقفنا من قضية مياه النيل.. بإحساس مواطن مصرى يتكلم باسم كل المصريين.. لكن من يسمعه ومن يستجيب لدعوته غير أبلة فاهيتا.. مؤكد أن الإثيوبيين محتاجون لواحدة فى قلة أدبها حتى يعرفوا أن الشعب المصرى لن يسكت.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية