x

«الإفتاء» توصي باستراتيجية شاملة لمواجهة «الإسلاموفوبيا» بعيدًا عن الاعتذار

الأربعاء 23-12-2015 13:49 | كتب: أحمد البحيري |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أصدر مرصد دار الإفتاء لـ«الإسلاموفوبيا»، الأربعاء، تقريره الأول بعنوان «الإسلاموفوبيا.. مستويات الفكر وممارسات الواقع»، الذي يتناول المستويات المتعددة لظاهرة الخوف المرضي من الإسلام في الغرب، ومراحل تطورها وصولا إلى خلق بيئة ثقافية مناهضة للإسلام والمسلمين.

وأوضح المرصد أن مستويات ظاهرة الإسلاموفوبيا متداخلة، والتعامل معها يحتاج إلى نظرة كلية شاملة بعيدا عن النهج الدفاعي أو الاعتذاري، ما يتطلب صياغة استراتيجيات شاملة ترسخ لقواعد عامة في التعامل مع الظاهرة، وتحدد الأدوار والفاعلين الرئيسيين، وصولا إلى التعاون والتكامل في الأدوار والأهداف بين جميع المهتمين والمتعاملين مع الظاهرة في الدول الغربية والعالم الإسلامي.

وأكد المرصد أن الظاهرة زادت حدتها في الآونة الأخيرة بعد سلسلة الجرائم التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في العديد من بلدان العالم، موضحا أن بعض الأصوات المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة استغلت هذه الجرائم في تأييد دعايتها وتحريضها ضد الإسلام والمسلمين.

وذكر المرصد أن الإسلاموفوبيا خوف مرضي غير عقلاني من الإسلام والمسلمين، وله 3 مستويات، الأول فكري، يتعلق بالمفاهيم والتصورات حيث يتم النظر للإسلام والمسلمين على أنهم «استثناء خطر» على المجتمعات وربما العالم.

ولفت إلى أن هذه المفاهيم والتصورات تركز على إبراز التفسيرات المتطرفة والعنيفة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لتبرير اعتبار الإسلام والمسلمين خطرا على المجتمعات في أوروبا والولايات المتحدة، مع إغفال كل التفسيرات الأخرى، وهذا المستوى يقوم على تطويره بعض الدارسين والباحثين في الدراسات الاستشراقية في الجامعات الأوروبية والأمريكية الذين- بحكم تكوينهم الدراسي- تشرَّبوا أعمال بعض المستشرقين غير المنصفين في نظرتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية.

وأشار المرصد إلى أن المستوى الثاني من الإسلاموفوبيا يتعلق بتشويه المسلمين وشيطنتهم والتحريض عليهم، ويقوم على هذه الخطوة مؤسسات عديدة من مراكز الأبحاث والإعلام التي تحدد بؤرة تركيز المواطن الغربي فيما يتعلق بنظرته للإسلام.

وتابع: «ما إن تحدث جريمة أحد مرتكبيها ذو أصول عربية أو مسلمة يتم التركيز على هويته فتجد عنوانا يقول (مسلم يقتل....)، في حين أنه لا يشار لديانة مرتكبي جرائم أخرى عديدة، يتم بذلك الربط بين الجريمة والإسلام ليتجذر في ظن المتلقي هذا الارتباط، ومن ثم يسهل التحريض ضد الإسلام والمسلمين، تمهيدا لقبول الإجراءات الأمنية ضدهم كطائفة منتقصة الحقوق.

ولفت المرصد إلى أن المستوى الثالث للإسلاموفوبيا يتمثل في الانتهاكات الفردية والقيود والممارسات الإدارية والقوانين، التي تستهدف حقوق المسلمين وحرياتهم في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، كحظر الحجاب في المدارس العامة الفرنسية، وحظر بناء منارات المساجد في سويسرا بناء على استفتاء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية