عندما يحل كارلو أنشيلوتي مكان بيب جوارديولا في الصيف المقبل، سيتكرر سيناريو المدرب الجديد لبايرن ميونخ الألماني لكرة القدم، حيث يتولى مسؤولية الفريق مدرب من الطراز الأول عائدًا من فترة إجازة من التدريب، ولكن هذا لا يعني أن أنشيلوتي، البالغ من العمر 56 عامًا، يعد نسخة مطابقة لجوارديولا الذي يرحل عن الفريق البافاري في الصيف بعد نهاية عقد كانت مدته ثلاثة أعوام.
وكان بيب جوارديولا قد قضى فترة إجازته من التدريب، بعد الرحيل عن برشلونة الإسباني، في نيويورك، بينما اختار أنشيلوتي مدينة فانكوفر الكندية، مسقط رأس زوجته، لقضاء فترة الراحة.
وتبدو السيرة الذاتية لأنشيلوتي حافلة بالإنجازات كما هو الحال بالنسبة لجوارديولا، حيث فاز بثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية مع ميلان الإيطالي وريـال مدريد الإسباني كمدرب.
كذلك قاد أنشيلوتي فريق تشيلسي للتتويج بثنائية الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي في 2010، وفاز بالدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان في 2013 كما قاد ميلان للفوز بلقب الدوري الإيطالي.
ومع ذلك، يدرك أنشيلوتي أيضًا مرارة الهزيمة حيث خسر مع ميلان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 بضربات الجزاء الترجيحية أمام ليفربول الإنجليزي، بعد أن كان ميلان متقدما 3 / صفر في الشوط الأول من المباراة.
ويبدو أنشيلوتي خيارًا مناسبًا للغاية بالنسبة لبايرن ميونخ، النادي الأبرز في ألمانيا في الوقت الحالي والذي يمتلك خمسة ألقاب في الكأس الأوروبية ودوري أبطال أوروبا، ويحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالدوري الألماني «بوندزليجا» برصيد 25 لقبًا إلى جانب 17 لقبا في كأس ألمانيا.
ومع ذلك، لا تقتصر قيمة أنشيلوتي كمدرب على الألقاب التي حققها، وقد أشارت صحيفة «سودويتشه تسايتونج» إلى أن الإيطالي أنشيلوتي يشكل مفهوما مختلفا عن جوارديولا، وقد اصطدما في الدور قبل النهائي بدوري الأبطال في 2014 عندما فاز ريـال مدريد 5 / صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وذكرت الصحيفة «لم يشكو أي لاعب أنشيلوتي بشكل علني من قبل. كما لم يشكو منه أي ناد. لم يدخل في عداء مع أي شخص طوال 40 عاما في العمل بكرة القدم».
ودرب أنشيلوتي نجوما بارزين على مستوى العالم منهم كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش وفرانك لامبارد، وعمل مع رؤساء أندية بارزين مثل رومان أبراموفيتش وفلورنتينو بيريز وسيلفيو برلسكوني.
وقال رونالدو عقب رحيل أنشيلوتي عن ريـال مدريد «إنه رجل لطيف وشخص حساس. يتحدث إلينا كل يوم. ليس معي فقط وإنما مع كل اللاعبين. قضى وقتا ممتعا معنا. إنه شخص مذهل.. ومدرب رائع».
وأدلى الألماني توني كروس، لاعب خط وسط ريـال مدريد، بتعليق مشابه في مقابلة مع صحيفة «دي تسايت» الأسبوعية في العاشر من ديسمبر الجاري، حيث صرح قائلا «إنه يمتلك كل متطلبات النجاح: الفكر التكتيكي وهو أمر ليس سهلا في ريـال مدريد. الكل كان حزينا عند رحيله- بما في ذلك من لم يشاركوا وكان لديهم ما ربما يدعو لانتقاده.. لم تكن هناك ملاحظات سلبية، وهذا أمر استثنائي».
وحتى جوارديولا، الذي يمتلك فرصة وداع بايرن ميونخ فائزًا معه بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مثل سابقه يوب هاينكس في عام 2013، وصف أنشيلوني بأنه مدرب وشخص استثنائي.
وقال كارل هاينز رومينيجه، رئيس بايرن ميونيخ، أمس الأحد، إن أنشيلوتي «خبير هادئ ومتوازن، يعرف كيف يتعامل مع النجوم كما يفضل الأسلوب متعدد الأوجه في اللعب، كنا نتابع هذا ووجدناه. إننا نتطلع إلى العمل معه».
وبعد رحيله عن ريـال مدريد، خضع أنشيلوتي لعملية جراحية في الظهر وقرر قضاء فترة راحة في فانكوفر مسقط رأس زوجته الثانية التي ارتبط بها في العام الماضي، سيدة الأعمال ماريان برينا ماكلاي.
وقال أنشيلوتي، مؤخرا فقط، إنه لا يشعر بتعجل إزاء العودة للتدريب، وأضاف في تصريحاته لصحيفة «إنديبندنت» :«إن لم أجد ناديا لديه مشروع جيد، يمكن أن أنتظر. ماذا أفعل؟، أشاهد المباريات وأصيد الأسماك، كل هذه الأشياء أفعلها. لننتظر حتى الصيف ونرى.»
وقال أنشيلوتي الذي وقع مع البايرن عقدًا لمدة ثلاثة أعوام يبدأ في أول يوليو 2016 ليقود من جديد فريقا يزخر بالنجوم أمثال توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وآريين روبن «إنني فخور للغاية بتولي تدريب فريق كبير مثل بايرن اعتبارا من الموسم المقبل.»