x

رئيس الهيئة الهندسية: أنفاق قناة السويس الجديدة تخلق مجتمعات شرق القناة

الإثنين 21-12-2015 14:12 | كتب: داليا عثمان |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : أحمد شاكر

قال اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إن العمال والمهندسين والفنيين يعملون في مشروع الأنفاق الجديدة، انطلاقا من شعورهم بأن ما يقومون به عمل وطني يستحق أن تتضافر جهود الجميع لإنجازه وتنفيذه من أجل مصر وشعبها، وليس من أجل كسب الرزق أو الحصول على الأموال والحوافز والبدلات فقط.

وأوضح الوزير، في تصريحات صحفية للوفد الإعلامي العسكري خلال جولته بمنطقة الأنفاق، أن مشروع هذه الأنفاق تأخر لأكثر من 15 عاما، ما أدى إلى التكدس الكبير أمام المعديات، ونفق الشهيد أحمد حمدي، لدرجة أنه في بعض الأحيان نجد طوابير سيارات تمتد لمسافة 5 كم.

وأضاف أن أنفاق قناة السويس الجديدة ستساهم بشكل كبير في خلق مجتمعات جديدة شرق القناة، والعمل على دعم مناخ التنمية والاستثمار في سيناء، خاصة أن منطقة سيناء غنية بالعديد من الموارد الطبيعية الهامة، وبها العديد من المشروعات الصناعية والزراعية التي تحتاج إلى النقل والخدمات اللوجيستية، لافتا إلى أن هذا لن يتحقق بدون شبكة أنفاق ضخمة، يمكنها ربط الشرق بالغرب وتساهم في خلق مجتمعات جديدة .

وأشار الوزير إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تعاقدت على 4 ماكينات عملاقة لحفر الأنفاق من الجانب الألماني، وتم استلام واحدة من تلك الماكينات، والأخرى ستصل ميناء بورسعيد خلال أيام، والماكينات التالية سيتم توريدها تباعا فور الانتهاء من تصنيعها من جانب الشركة الألمانية.

وأكد الوزير أنه تم إجراء الدراسات اللازمة على كل الشركات التي تنتج ماكينات حفر في العالم، حتى وقع الاختيار على أحد الشركات الألمانية، وكان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة شراء تلك الماكينات، خاصة أن الفترة الماضية كان يتم حفر أنفاق خطوط المترو بمعدات وحفارات أجنبية، منذ أكثر من 20 عاما، لافتا إلى أن شراء تلك الماكينات بأموال مصرية سيكون له أثر إيجابي على إنشاء أية مجموعات أنفاق جديدة خلال الفترة المقبلة، وسيكسبنا خبرات كبيرة في هذا المجال، الذي يعتبر حديث نسبيا على العديد من الشركات .

وتابع: «أعمال الحفر بالماكينات الأجنبية ستنفذها شركات مصرية وطنية بالتعاون مع القوات المسلحة، بعد تذليل كل العقبات والصعاب، وتدبير كل الموارد بأقل الأسعار، وتوفير التدريب اللازم لها، لافتا إلى أنه تم إنهاء إجراءات سفر نحو 40 مهندسا من الشركات الوطنية إلى المانيا، من أجل التدريب على ماكينات الحفر الجديدة وإكسابهم الخبرات اللازمة لتشغيلها والتعامل معها وتوفير التأمين الفني لها.

وكشف الوزير أن هناك استشاريين عالميين لمشروع أنفاق قناة السويس يعاونون القوات المسلحة، بالإضافة إلى استشاريين عالميين للشركات المدنية العاملة، مشيرا إلى أن الشركة الألمانية الموردة لماكينات الحفر ستشرف على عملية التركيب والقيادة أثناء عمليات الحفر لمسافة 100 متر، وستستمر في أعمال الإشراف حتى انتهاء العمل، إلا أن النفق التالي سيتم تنفيذه بالكامل بسواعد الشركات المصرية .

وأضاف: «عند شراء الماكينات الألمانية للحفر حصلنا على خصم 25%، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أصَّر على لقاء مدير الشركة الموردة للماكينات، ووصل إلى خصم 10% إضافية من سعر الماكينات»، وتابع: «اعتقدنا أن الرئيس سيلتقي مدير الشركة الألمانية لشكره على العرض الذي قدمه لمصر، ولم نفكر في أنه سينجح في الحصول على خصم آخر».

واستطرد رئيس الهيئة الهندسية قائلا: «الأنفاق لها أهمية استراتيجية كبيرة جدا خلال الوقت الراهن، وسيشعر بذلك كل من ينقلون منتجات الرخام والجبس والأسمنت والمنتجات الزراعية من سيناء إلى مدن القناة أو العكس، وسيكون لها مردود إيجابي غير مسبوق على تنمية سيناء في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى أنها تساهم بشكل غير مباشر في تقليل تكلفة السلع والمنتجات التي تدخل خدمات النقل كمكون رئيسي فيها، خاصة بعد ربطها بشبكة الطرق الاستراتيجية التي تقام حاليا لربط الحدود الغربية بالشرقية».

وكشف الوزير أن نحو 30 شركة و3 آلاف عامل يعملون في مشروع الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويس، لافتا إلى أنه من المنتظر أن يتم البدء في أعمال الحفر بالماكينات بالتزامن مع احتفالات 25 أبريل المقبل، والماكينة يمكنها حفر 10 أمتار طول في اليوم الواحد، قائلا: «يمكن الخروج إلى شق قناة السويس خلال 400 يوم تقريبا، بما يعادل عام ونصف العام».

وحول معايير السلامة والأمان المتبعة في الأنفاق الجديدة، أكد الوزير أن العمل يتم وفق المعايير القياسية العالمية، وتم دراسة الأمر بكل تفاصيله الدقيقة، وتلافي كل المشكلات التي ظهرت في نفق الشهيد أحمد حمدي، الذي تم بناؤه في فترة السبعينيات، لافتا إلى أن نفق الشهيد أحمد حمدي من الأعمال الهندسية المهمة، إلا أنه تم في فترة لم تكن الإمكانيات الفنية والتكنولوجية متطورة كما هي الآن، وعلى الرغم من ذلك تم تلافي كل المشكلات المتعلقة به .

من جانبه، قال اللواء دكتور أحمد فودة، مدير مشروع أنفاق قناة السويس، إن الأنفاق الجديدة آمنة تماما، وتخضع لإشراف عالي جدا، ويتم فيها مراعاة أفضل المعايير العالمية، مؤكدا أن عمر النفق 120 سنة، وهناك 100 خط أحمر تحت معايير الأمن والسلامة المتبعة والديمومة والاستمرار.

وأوضح فودة أن ماكينة حفر الأنفاق يتم تركيبها خلال مدة زمنية تصل إلى 3 أشهر تقريبا، ثم يتم فكها مرة أخرى بعد إنهاء أعمال الحفر خلال مدة زمنية تصل إلى شهر تقريبا، مؤكدا أن الصعوبة في بدء أعمال الحفر خلال الـ30 مترا الأولى فقط، حيث يكون معدل الإنجاز بها ضعيف، حتى نضمن أن ماكينة الحفر لن يحدث أي انحراف لمسارها، وبعد 3 أشهر تقريبا نعمل وفق المعدلات الطبيعية .

وأشار فودة إلى أن أصعب وأخطر مكان في الأنفاق الجديدة، هو المنطقة التي تمر بها في قناة السويس سواء القديمة أو الجديدة، التى يصل طولها إلى 24 مترا، لافتا إلى أن المسافة بين النفق وقاع قناة السويس 16 مترا، وهذا السمك تم حسابه وفقا لمعايير هندسية دقيقة، بينما يختلف هذا العمق في أنفاق بورسعيد إلى نحو 20 مترا تقريبا نظرا لطبيعة التربة هناك، خاصة أن التربة في تلك المنطقة طينية .

وكشف فودة أن تجارب حفر الأنفاق في العالم، تشير إلى أنه لم يتم إنشاء نفق بهذا الحجم في توقيت يقل عن 5 سنوات تقريبا، قائلا: «بفضل الله سننتهي من مجموعة الأنفاق الأولى في التوقيتات التي تم الاتفاق عليها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي».

وخلال الجولة، رافق الوفد الإعلامي العسكري اللواء فودة خلال زيارته مصنع الحلقات الخرسانية الذي تم إنشاؤه بجوار منطقة أنفاق الإسماعيلية لعمل الحلقات اللازمة لجسم النفق، بدلا من نقلها من أماكن تصنيعها وتضييع الوقت بدون داع، موضحا أن المصنع مزود بخطي إنتاج قادر على إنتاج 80 حلقة خرسانية يوميا بما يعادل 30 مترا طوليا، وهناك مصنع آخر موازي بجوار أنفاق بورسعيد .

وأكد فودة أن الخرسانة المستخدمة داخل المصنع من نوع خاص مقاوم لكل العوامل الخارجية، لتلافي مشكلات ضغوط الماء والتربة، وغير قابل للاختراق أو النفاذية، وتم إجراء عشرات التجارب على هذه الحلقات الخرسانية للتأكد من سلامتها وجودتها وصلاحيتها للاستخدام .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية