x

محمد أمين «فتنة الخرفان والمرشد»! محمد أمين الأحد 20-12-2015 21:26


كله إلا دخول المحاكم، ورفع دعاوى قضائية، حول تصريحات سياسية.. غير معقول أن نمسك فى شعور بعض، ونترك خدمة الوطن.. فلست مع النائب علاء عبدالمنعم، حين هدد بمقاضاة المهندس نجيب ساويرس، بتهمة إهانة البرلمان.. خسارة أن ندخل فى معارك لا تفيدنا فى شىء، ولكنها قد تثير الغبار حول البرلمان.. ما قاله «نجيب» بشأن الخرفان ليس مقصوداً بالمعنى الذى نفهمه عن «الخرفان والمرشد»!

لا «نجيب» يقصد إهانة النواب، ولا يمكن أن يكون قد تبادر إلى ذهنه شىء من هذا.. ولا هو يعنى الخرفان بالمعنى السيئ، الذى انطبع فى أذهاننا، عن حكم الجماعة ودولة المرشد.. ربما يقصد «الهرولة» التى استعملها زمان كاتبنا الكبير مصطفى أمين.. فقد أطلق وصف «الهرولة» ذات يوم على حزب مصر.. وأعتقد أنه يقصد هذا، لكن الذاكرة لم تُسعفه.. وربما «القافية حكمت» فى السياق، كما ذكرت أمس!

لا نريد أن ندخل المحاكم، بسبب «فتنة الخرفان والمرشد».. ولا نريد أن نبدأ بهذه الطريقة المخيفة.. ولكن ممكن تقريب وجهات النظر، وممكن تقديم حسن نوايا.. فلا ينبغى ملاحقة كل من يتحدث قضائياً.. ليس من علامات الصحة أن نفعل هذا.. وليس من المنطقى أن نتعارك ونتخانق.. وبلاش حكاية التلويح بالحبس دى.. البديل أن نجلس فى بيوتنا أو نخيط أفواهنا، فلا نشارك ولا ننتقد.. فهل هذا ما تريده «دعم مصر»؟!

قد يكون ما قاله «ساويرس» سوء تعبير، أو سوء تقدير.. فلا يصح أن نمد كلمة «الخرفان» على استقامتها، بكل ما تحمله من معنى.. ولا ينبغى أيضاً أن نُحمّل تعبير «ترامب مصر» أكثر مما يحتمل.. فلا حاجة أن نمد الخط على استقامته، فى كل ما يتعلق بتصريحات دونالد ترامب.. ينبغى أن يكون عندنا جميعاً حسن نيّة، ونبحث الرأى المعارض دون تأويل.. فلا أحد يزايد على وطنية «نجيب» بأى حال أبداً!

ينبغى أن نرفض السياسة الخشنة، وينبغى أن نرفض الإعلام الخشن، فقد اكتوينا منه طوال الفترة الماضية.. فارق كبير بين المعارضة والخشونة والإساءة.. وفارق كبير بين الإعلام الموضوعى والنقد الهادف، وقلة القيمة والتطاول وبث الفوضى، وإذاعة الصور الفاضحة على الهواء.. نريد أن نقدم نموذجاً يغير «الصورة الذهنية» لدى الرأى العام عن البرلمان والإعلام.. فهل نفعل؟.. أتمنى أن نفعلها لصالح مصر!

أصدقاء مشتركون سألونى: هل طلبك نجيب؟.. قلت: لا.. ولماذا يطلبنى؟.. بالتأكيد يعرف حسن نيّتى فيما كتبت.. لكن أحد أصدقائى قال: هل تهاجم نجيب فى جريدة، هو أحد ملاكها؟.. قلت: نعم.. هذا هو «المصرى اليوم».. وهذا هو نجيب ساويرس.. لا أحد منعنى ولا أحد عاتبنى.. لا هو ولا غيره.. وأستطيع أن أكتب ما أشاء دون إملاء.. مازلنا فى «أول الماراثون».. ومن المؤكد أننا جميعاً لا نشعر بأدنى حساسية!

لم أختلف مع «ساويرس» فى بعض ما قاله، وإنما اختلفت معه فى التشبيه فقط.. أعرف أن نجيب كان الأقدر على أن يقول للغولة: عينك حمرا، فقالها ورزقه على الله.. وكنت أتمنى أن تصل رسالته، وأن يوصلها بدبلوماسية.. فقد ألقى قنبلة، وقد نصحته بأن «يعتذر» ويمضى.. فهل يفعلها ويُخزى الشيطان؟.. سنرى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية