أعرب شاهين عبداللايف، سفير أذربيجان بالقاهرة، عن أمله في أن ينجح مجلس النواب الجديد في مصر في دعم الاستقرار السياسي والتقدم وأن تشهد المرحلة المقبلة أكثر استقرارا، مقدمًا التهنئة لمصر حكومة وشعبًا على استكمال خارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية هذا الشهر.
وقال «عبداللايف» في حديث لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، الأحد، إنه من المؤكد سيكون هناك تعاون بين نواب مجموعة الصداقة في البرلمان الأذربيجاني ونظرائهم في مصر، متوقعًا أن يتم الترتيب لزيارة لوفد من البرلمانيين المصريين لباكو في المستقبل.
وشدد على ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات لجذب الاستثمارات من أذربيجان ودول أخرى والعمل على التعريف والترويج للمشروعات التي تقام في مصر، مشيرًا إلى أن باكو استمرت في التعاون مع مصر في مجال البترول في السنوات الماضية بالرغم من المخاطر وهذا يعكس الثقة في القدرات والإمكانيات بالسوق المصرية الكبيرة.
وعبر عن تفاؤله بمناخ الاستثمار في مصر في الفترة المقبلة نظرًا لموقعها الجيوسياسي الهام، وأن افتتاح قناة السويس الجديدة سيؤدي إلى تنفيذ مشروعات هامة في البلاد التي ستحقق نتائج إيجابية تلبي طموحات الشعب، مطالبًا بالاستفادة من إمكانيات كافة الدول وعدم التركيز على الدول الكبرى فقط.
وأكد أن باكو تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر، مضيفًا أن أذربيجان طالبت بعقد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة لبحث المشروعات التي يمكن تنفيذها نظرا لأنها لم تنعقد منذ أكثر من 5 سنوات ولكن الجانب المصري أجل هذا الاجتماع، ولفت إلى رغبة وفد ما بين 50 إلى 60 من رجال الأعمال الأذربيجانيين زيارة القاهرة على هامش اللجنة المشتركة لبحث التعاون مع نظرائهم المصريين.
وأوضح «عبداللايف» أن الجانب الأذربيجاني طالب بالاطلاع على المشروعات الاقتصادية التي تطرحها مصر لاختيار ما يناسبنا وخاصة وأن باكو تهتم بمشروعات البترول، مشيرا إلى أن رئيس شركة «سوكر» البترول والغاز الأذربيجانية بحث خلال زيارته الأخيرة للقاهرة مع شريف إسماعيل رئيس الوزراء مجالات التعاون والمشروعات الاقتصادية خاصة مجال الطاقة، ومن المتوقع أن يزور المهندس طارق الملا وزير البترول باكو للتعرف على الإمكانيات المتاحة للتعاون في مجالات البتروكيميات وتكرير البترول.
ولفت إلى أن باكو أكدت استعدادها للهيئة العامة لقناة السويس المساهمة في المشروعات التي تنفذ في محور تنمية القناة وشرق بورسعيد ولكننا نرغب في الاطلاع على هذه المشروعات، مشيرا إلى استثمار أذربيجان في دول كثيرة مثل الصين وكوريا واليابان ونحن على استعداد لعمل نفس الشيء في مصر ما يخدم المنفعة والمصلحة المشتركة.
وردا على سؤال حول السياحة، قال «عبداللايف» إنه لم يتم تعديل نشرة السفر أو تحذير السائحين الأذربيجانيين من القدوم لقضاء إجازاتهم في المنتجعات السياحية المطلة على البحر الأحمر وأن حادث الطائرة الروسية يعد حادثا فرديا يمكن أن يحدث في أي بلد في العالم، مؤكدا اهتمام بلاده بجذب السائحين الأذربيجانيين من خلال فتح خط طيران مباشر بين باكو وشرم الشيخ ولكن تأجل بسبب الظروف الأخيرة.
وكان من المفترض أيضًا أن يسافر هشام زعزوع، وزير السياحة، وممثل من هيئة تنشيط السياحة لباكو منتصف شهر نوفمبر في إطار الجهود لتنشيط السياحة وخط فتح الطيران المباشر ولكنها تأجلت لنفس الأسباب.
وأعرب عن اعتقاده بإمكانية زيادة أعداد السائحين الأذربيجانيين الذين يصل عددهم في مصر الآن في المتوسط ما بين 800 إلى ألف سائح شهريا، مضيفا أنه يوجد نحو مليون سائح أذربيجاني يقضون إجازاتهم في الدول المجاورة مثل تركيا واليونان ولكن الأعداد تتراجع بسبب المخاوف من السفر في أعقاب الأحداث الأخيرة في شرم الشيخ وباريس والتي أثرت في العموم على السياحة.
وأكد «عبداللايف» أن الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية تماثل نفس الإجراءات في المطارات العالمية الأخرى وهناك في جدية في التفتيش.. لافتا إلى زيارة وفد إعلامي أذربيجاني مؤخرا لشرم الشيخ وكتبوا موضوعات عن السياحة في هذا المنتجع الرائع.
ونوه بأن التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 3.6 مليار دولار خلال الأربع سنوات الماضية وأغلبها في تبادل البترول والمشتقات، بينما صدرت مصر لباكو بعض المنتجات البترولية فضلا عن الأدوية بقيمة ما بين 15 و25 مليون دولار سنويا وكذلك بعض الخضروات مثل البطاطس عن طريق دولة ثالثة، مؤكدا أن التبادل التجاري لا يتناسب مع الطموحات والعلاقات السياسية المتميزة بين مصر وأذربيجان مما يؤكد على الحاجة إلى تنويع بنود التبادل التجاري.