x

علاء الديب.. الكتابة ضد الهزيمة (ملف)

السبت 19-12-2015 23:29 | كتب: حسين البدري |
الروائى علاء الديب الروائى علاء الديب تصوير : اخبار

يبدو الروائى الكبير علاء الديب أكثر المثقفين المصريين تأثرًا بما حدث فى ١٩٦٧، كان الانهيار عظيمًا قدر ما كان الحلم يسع طموحات الملايين من المحيط إلى الخليج، وبدا الشاب الذى لم يكمل ربيعه الثلاثين بعد ضائعًا، يحاسب نفسه أولا قبل المجتمع على نكسة أفاقت الجميع من نوبة كبرياء عارمة على حلم يتهاوى.

أحب علاء الديب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مثلما أحبه كل العرب، وبدا فيما بعد، فى جُل إنجازه الروائى، يحاسب نفسه على هذا الحب، من عبدالخالق المسيرى، بطل رائعته «زهر الليمون»، حتى أمين الألفى، فى روايته الأخيرة «أيام وردية»، مرورا بأبطال ثلاثيته المدهشة الدكتور منير فكار فى «أطفال بلا دموع» وسناء فرج فى «قمر على مستنقع»، وتامر فكار فى «عيون البنفسج»، نسج علاء الديب بمهارة فائقة خيوط شخصيات مغتربة ومهزومة وعاجزة تواجه مجتمعًا قاسيًا ومشوهًا، بفعل موجات عالية من الانحطاط السياسى والاقتصادى والتدنى الثقافى والمعرفى عقب «انفتاح السادات».

لم يكد الرجل يتعافى قليلا من انكسار الحلم الناصرى حتى داهمه نمط استهلاكى مقيت إثر تبنى سياسة الانفتاح، وما تبعها من تسليع كل شىء فى وطن صار غريبًا على مثقف ومبدع حقيقى مثل علاء الديب، كما يَرد على لسان تامر فكار فى «عيون البنفسج»: «أنا لم أعد أعرف ماذا يعنى أن أكون مصريًا؟».

خاض الكاتب الكبير غمار العمل السياسى أواخر خمسينيات القرن الماضى، وانتمى إلى حلقات وتنظيمات يسارية، قبل أن يهجرها لأن كلمات الشاب المثقف «بالغ الرقة والنبل» لم تجد من ينصت إليها، وحسنًا فعل الرجل، وعن تجربته تلك كتب «زهر الليمون» بكلمات صادقة وجارحة تعبر أيما تعبير عن انكسار جيل الستينيات من المثقفين المصريين. تفرغ علاء الديب بعد النكسة إلى المقاومة بالكلمة، بالكتابة، واختار زاهدًا زاوية فى مجلة «صباح الخير»، منتصف السبعينيات، لتقديم قراءاته النقدية للأعمال الأدبية، واختار لها اسما دالا «عصير الكتب»، لم يمارس النقد التقليدى، بل كتب عن أعمال أحبها وانحاز إليها فنيًا وجماليًا، وقدم من خلالها عشرات الكُتاب الذين صاروا نجومًا فى عالم الأدب، فضلا عن أنه شارك فى كتابة حوار أهم فيلم مصرى «المومياء» مع الراحل الكبير شادى عبدالسلام.

اختار علاء الديب الكتابة الواقعية كشكل أدبى يعبر من خلاله عما يعتمل فى عقله ووجدانه، منحازًا إلى المقولات الكبرى كالعدل والحرية والمساواة، مفارقًا المدارس الأدبية المستوردة من الغرب، التى يصفها فى أحد حواراته: «لا تساعدنا ولا تكشف لنا عن حقيقة جديدة ولا تزيد من البصيرة ولا هى فى النهاية مُمتعة أو تحقق نوعا من الجمال الفنى، هذه التيارات ارتبطت بواقع معين فى الغرب نتيجة ظروف ومشاكل اجتماعية وإنسانية، ونقلها والتأثر بها يزيد ارتباكنا ولا تُنير واقعنا».

ويقف علاء الديب بصلابة ضد «تسليع الأدب»، محافظًا على الوظيفة الاجتماعية للإبداع فى زمن تحولت الجوائز وقوائم الأكثر مبيعًا إلى بغية الكُتاب، وفى سبيل ذلك قد يتناول الكاتب قضايا مجتمع مأزوم بـ«إثارة» تصل حد الفجاجة فى أحيان كثيرة. يمثل علاء الديب قيمة كبيرة فى الحياة الثقافية، ويمكن اعتباره واحدًا من آخر الكبار القليلين من مثقفى جيل التحرر الوطنى فيما بعد الاستعمار، وسيبقى تأثيره فى وجدان الشعب ما بقى الفن والإبداع.

ويمر الكاتب الكبير، فى الوقت الحالى، بأزمة صحية دخل إثرها غرفة العناية المركزة، و«المصرى اليوم» تحتفى بواحد من أبرز كُتابها، آملة فى عودته سريعًا إلى زاويته الأسبوعية فى الجريدة لإثراء الحياة الثقافية.

ثلاث حكايات «قبل المنحدر»

الحكاية الأولى:

قبل المنحدر، كنت صبيا محترفا فى تدخين الشيشة، والزوغان من الحصص والقفز فوق الأسوار العالية، أكتب شعرا لا يعجبنى، أمزقه بمنتهى البساطة، ولا أحاول من جديد، كان شعورى بالزمن منعدما، وساعات القراءة الطويلة، والسير فوق الجسور وفى الشوارع يبدو بلا نهاية ككل أشياء الحياة... لقراءة المزيد اضغط هنا

د. أحمد الخميسى يكتب: وعدتنا أن تنهض.. وليس عهدك خذلان الناس

للأبنودى قصيدة جميلة قال فيها: «الحياة عايزة الجسارة.. عاوزة أبطالها فى عز البرد مشحونة حرارة». هذا صحيح، لكن إنسانية علاء الديب الفريدة اقتطفت حكمة أخرى: «الحياة عاوزة أبطالها فى عز الكراهية مشحونة بالحب».... لقراءة المزيد اضغط هنا

ناصر عراق يكتب: على ضفاف الفتنة اللغوية

عندما طُلب منى أن أكتب كلمة موجزة عن الأديب الكبير علاء الديب، تذكرت على الفور روايته المدهشة «زهرالليمون» الصادرة فى عام 1978، التى استولت على مخيلتى فترة من الزمن فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى... لقراءة المزيد اضغط هنا

«المسافر الأبدى» بين ثورتين

بحب أفلاطونى لوطنه، واستقلال فى الموقف بعيدًا عن السلطة، والحفاظ على شرف قلمه، ومقاومته لـ«عفن الوسط الثقافى»، وانحيازه الدائم للثورة، حاز علاء الديب لقب «ضمير الثقافة المصرية».. لقراءة المزيد اضغط هنا

قالوا عن علاء الديب

فاروق عبد القادر: هذا كاتب لا يهوى الثرثرة أو التزيد، أعماله قليلة محكمة، أنضجت على مهل، وصيغت باقتصاد... لقراءة المزيد اضغط

هنا

أعمال علاء الديب

1964 القاهرة

1970 صباح الجمعة... لقراءة المزيد اضغط هنا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية