واصل رجل الأعمال الأمريكى دونالد ترامب تصدره لقائمة مرشحى الحزب الجمهورى، الساعين لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، بحسب استطلاع جديد، رغم تصريحاته المعادية للمسلمين ومطالبته بمنعهم من دخول الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» أن الأيام الماضية شهدت صعودا حقيقيا لأسهم ترامب التصويتية، وفى استطلاع أجراه معهد «رويترز- إيبسوس»، حصل ترامب على دعم 35% ممن شاركوا بالاستطلاع، وهو نفس معدل الشعبية الذى كان يحظى به قبل أن يدلى بتصريحاته المعادية للمسلمين، والتى أثارت انتقادات واسعة بين السياسيين الأمريكيين، سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين، وفى وسائل الإعلام. وجاء فى المركز الثانى الجراح المتقاعد بن كارسون بنسبة 12%، يليه كل من سيناتور ولاية تكساس تيد كروز والحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش بـ10% لكل منهما.
وتواصلت حملة الانتقادات الأمريكية ضد تصريحات ترامب، وشنت هيلارى كلينتون، أبرز المرشحين المحتملين عن الحزب الديمقراطى، هجوما عنيفا ضد ترامب، ووصفت تصريحاته بأنها «مخزية ومصدر للخطر»، وأن «داعش هو أكبر المستفيدين منها»، و«تضر بقدرة الولايات المتحدة على التصدى للتنظيم الإرهابى»، الذى يستخدم مثل هذه التصريحات لتجنيد عناصر من أوروبا والولايات المتحدة.
أما المرشح الجمهورى جيب بوش، فوصف منافسه ترامب بـ«المعتوه»، فيما وصف رئيس مجلس النواب الأمريكى بول رايان تصريحات ترامب بأنها «مجافية لمبادئ المحافظين»، أما نائب الرئيس السابق ديك تشينى، فقال إن الفكرة التى طرحها ترامب «تتعارض مع كافة ما نرمز إليه».
من جانبه، وصف الملياردير السعودى الأمير الوليد بن طلال ترامب بأنه «عار على أمريكا»، وكتب فى حسابه على «تويتر»: «أنت عار، ليس على الحزب الجمهورى فحسب، لكن على أمريكا كلها»، وأضاف: «انسحب من سباق الرئاسة الأمريكية لأنك لن تفوز أبدا».
وخلال ساعات جاء رد ترامب قائلا «الأمير الوليد البليد يريد أن يتحكم فى سياستنا بأموال الوالد، لن يستطيع ذلك إذا انتُخبت».
فى المقابل، أعلن نادى كوميدى فى بروكلين ترحيبه باستقبال المسلمين فى عروضه مجانا. وقال النادى فى موقعه على الإنترنت، إنه سيطلب أولا تحديد القِبلة وثانيا قراءة الفاتحة لإثبات أن الراغب فى الدخول مجانا مسلم. ويرى مو فتح الباب، المدير العام وهو نفسه ممثل كوميدى، هذا العرض بأنه طريقة لطيفة لنادٍ كوميدى لكى يعبر من خلالها عن الغضب إزاء مقترح ترامب، الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى ستجرى فى نوفمبر 2016.
وقال فتح الباب الذى ولد فى بروكلين لوالدين مصريين: «أنا أمريكى مسلم وسئمت من فوبيا الإسلام المستشرية خلال هذه الحملة».
وفى غضون ذلك، ومع تحذيرات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» من تزايد تعرض مسلمى أمريكا لهجمات عنصرية بعد تصريحات ترامب وهجمات باريس، تحقق سلطات كاليفورنيا فى حريق قد يكون «متعمدا» فى مسجد بهذه الولاية الأمريكية، قرب مقاطعة سان بيرناردينو، حيث نفذ أمريكيان مسلمان من أصل باكستانى قبل أيام، مواليان لـ«داعش» مجزرة بالأسلحة أسفرت عن مقتل 14.
وقالت متحدثة باسم أجهزة المطافئ إن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق فى مسجد «إسلاميك سوسايتى» (المجتمع الإسلامى) فى بالم سترينج، خلال نصف ساعة ودون وقوع إصابات. وكان المسجد تعرض العام الماضى لإطلاق نار.